NaZmiUS ORIGINALITY MOVEMENT NEW WEBSITE























 

 

 

 Today I Stand Up

 

لنعد الى الاردن المسؤولية

غي بخور

05/02/2010

مثلما هو واضح اليوم بقدر أكبر بكثير بان غزة تعود الى مصر اكثر مما هي تعود لاسرائيل، حيث يغلق المصريون الانفاق بسور من الفولاذ ويفتحون رفح، حان الوقت للمرحلة التالية في فك ارتباط اسرائيل عن مشاكلها العضال التي تثقل عليها كالاثقال. حان الوقت لان يعود الاردن الى دوره التاريخي في شؤون ضفته الغربية. الاردنيون يصرخون في كل زاوية في العالم، وعن حق كبير، بانه يجب التقدم في المسيرة الفلسطينية، واذا كان كذلك من يطلب بلطف، ينفذ بلطف. حان الوقت لان يتجندوا هم ايضا الى القضية. اسرائيل أسدت جميلا للاردن في 1967، حين قطعته عن مشاكل الفلسطينيين في الضفة تماما مثلما اسدت جميلا لمصر حين قطعتها عن غزة. هذا الغباء الاسرائيلي يجب أن ينتهي، وفورا. الاردنيون بالطبع مذعورون من امكانية أن يعودوا لمعالجة شؤون الفلسطينيين، مثلما هم المصريون مذعورون وفعلوا كل شيء كي لا تفك اسرائيل ارتباطها عن محور فيلادلفيا ولكن لا مفر من ذلك. دولة فلسطينية صغيرة لن تكون قابلة للحياة، الا اذا كان لها اتصال مباشر وواضح مع الاردن، الذي يوجد فيه على أي حال، اغلبية فلسطينية متماسكة، وولي العهد هو بذاته نصف فلسطيني. كيف يمكن لاسرائيل أن تنفذ هذا؟ بفتح معبر اللنبي لعلاقة اردنية فلسطينية مباشرة، دون تدخل اسرائيلي. في اللحظة التي يحصل فيها هذا، فان المسؤولية الامنية والسياسية ستقع بأسرها على كاهل الاردنيين، الامر الذي اعفيناهم منه على مدى ثلاثة عقود ونصف عقد. صحيح، من شأن الامر أن يجلب الارهاب، ولكن نحن نعرف كيف نعالج الارهاب، مثلما اثبت الجيش الاسرائيلي قبل سنة في رصاص مصبوب حين حطم حماس وبنى ردعا لعشرات السنين. يوجد اليوم ايضا جدار الفصل. مواصلة أخذ المسؤولية عن سلامة الفلسطينيين المعادية؟ لم تعد هذه مصلحة لاسرائيل. حان الوقت لادخال الاردن ايضا الى المعادلة، مثلما ادخلت مصر الى المعادلة في غزة. بصفتها دولة مسؤولة وذات علاقات مع اسرائيل، يمكن الاعتقاد بان الاردن سيحبط كل مشكلة امنية ليس من أجل اسرائيل، بل لان الامر سيمس بأمنه الوطني، بالضبط مثلما تفعل الان مصر مع سورها الفولاذي. معبر اللبني سيكون اتصال الاردن بالفلسطينيين، وتنزع فيه المسؤولية الامنية الاسرائيلية تماما. وتستخدم اسرائيل معابر حدود اخرى الى الاردن.وهكذا تعود العلاقات بين الاردنيين والفلسطينيين لتكون مباشرة، دون أن يكون أي حراك في يهودا والسامرة بالنسبة للاستيطان اليهودي. لا صلة بين الامور. الاردنيون والفلسطينيون سيكونون مسؤولين عن الموضوع العربي بل ومن الطبيعي أن يلتقوا دون تدخل اسرائيلي. احد لا يمكنه أن يعارض خطوة بهذه الطبيعية، وعندها، إن شاء الاردنيون، فسيوافقون على دولة فلسطينية، وان لم يشاؤوا، فلن يوافقوا. اذا سيكون أمرا عربيا داخليا، بالضبط مثلما يمكن للمصريين أن يوافقوا على دولة فلسطينية في غزة، او لا يوافقوا.

فتح المعبر امام علاقة اردنية فلسطينية حرة سيخلق تفاعلا منعناه حتى اليوم خطأ. اليوم، في معبر اللبني يوجد الجيش الاسرائيلي، الذي يغلق، يحرس، يحقق ويفحص. كل فلسطيني يعود يخضع للرقابة الاسرائيلية الشديدة. بعد الخطوة المقترحة هنا لن تكون هناك رقابة اسرائيلية على الاطلاق، الامر الذي لا بد سيفرح الاردنيون والفلسطينيون برؤيته، والعبء الامني، وكذا المسؤولية الدولة، ستلقى على عاتق الاردن. حان الوقت لان تكف اسرائيل عن تنفيذ العمل الاسود نيابة عن الاردنيين مثلما كفت عن عمله نيابة عن المصريين. بالضبط مثلما عادت المسؤولية عن غزة، عمليا، الى يد مصر، فان المسؤولية عن الضفة الغربية يجب أن تعود الى الضفة الشرقية. وما يقررون عمله في الضفتين يصبح شأنهم الداخلي.

يديعوت 4/2/2010 

كلينتون: ندين الدكتاتوريات التي تلاحق مثقفيها وحرية الإنترنت أحد أولوياتنا

انتقدت وزيرة الخارجية الاميركيه هيلاري كلينتون بعض الدول التي أقامت جدرانا على الانترنت لحرمان مواطنيها من الانترنت، واصفة إياهم بأولئك الذين "يخالفون حق البشر في التواصل مع بعضهم البعض وقالت "أن الانترنت يعني الاتصال وليس الانقسام"..وأكدت كلينتون في كلمة ألقتها أمام المؤتمر الذي يعقد في العاصمة الأميركية واشنطن للدفاع عن حرية البشر في التعبير عبر الإنترنت أن الولايات المتحدة لن تقف متفرجة والشعوب محرومة من حرية التعبير على الانترنت ومن حرية الوصول للمعلومة واستعمال الانترنت.وقالت أن "التحدي الأساسي في القرن الواحد والعشرين يتمحور حول كيفية تمكين الشعوب من استعمال الانترنت بالرغم من الرقابة التي تفرضها الحكومات التسلطية والدكتاتورية، مبينه أن الولايات المتحدة ستجد الطرق المناسبة لجعل حرية الإنسان وحقوق الإنسان على الانترنت حقيقة قائمه"..وانتقدت كلينتون حكومات العالم الثالث التي تحجب المواقع عن شعوبها، وقالت إن الولايات المتحدة بصدد تطوير آليات لتزويد الشعوب المحرومة من الانترنت للالتفاف حول رقابة الحكومات التي تحجب المواقع عنهم.وبينت كلينتون أن الولايات المتحدة تعتبر حرية التعبير على الانترنت من أحد أولوياتها، وإنها تمد يدها لشركاء داخل الولايات المتحدة وخارجها للتأكيد على حرية التعبير واستخدام الانترنت.وأضافت إن قدرتنا على استمرار أعمالنا على الانترنت ستكون بخطر إذا لم نتمكن من إيجاد صيغه لأمن الانترنت.. وبهذا الصدد تنتظر أميركا من الصين أن تقوم بإجراء تحقيق كامل وشفاف عما حدث مع شركة جوجل.وشددت كلينتون أن الولايات المتحدة تدين الدكتاتوريات التي تقوم بملاحقة مثقفيها الذين يستخدمون الانترنت كما هو الحال في إيران، مؤكدة أن الانترنت يستطيع تجسير الفجوة بين مختلف الثقافات. وهنا قالت"علينا التأكيد على حرية العبادة على الانترنت".وأفادت كلينتون أن الولايات المتحدة ستقوم بحماية فضائها الالكتروني من الدول التي ترعى الإرهاب وستكرس أميركا وسائل سياسية ودبلوماسيه لدفع هذه الحريات، وستطور آليات جديدة لتمكين الأفراد من الالتفاف على القرارات الحكومية التي تمنعهم من حرية الوصول إلى الانترنت، وستقوم الولايات المتحدة بتوفير الأموال والبرامج لهذه الغاية.وأضافت إن الرئيس اوباما سيعين مستشارا لأمن الفضاء الإلكتروني، وإن الدول التي تخالف هذه التوجهات ستخاطر بإبقائها خارج التطور في القرن الواحد والعشرين.

     1/21/2010

الصحافة الاردنية تقترح على الحكومة مواجهة ارهاب الجيران بدلا من غزو كابول

عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين ـ شعرت الصحافة الالكترونية في الاردن بقليل من الارتياح الاسبوع الماضي بعد صدور التصريح الاول للمستشار السياسي لرئيس الحكومة سميح المعايطة الذي نفى فيه وجود نوايا حكومية لتشريع قيود على صحف الشبكة، وهو تصريح جاء بعد خطاب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الذي دافعت فيه عن حريات الانترنت لشعوب العالم الثالث.ويفترض ان يمتص تعليق المعايطة حالة الغضب والقلق التي تجتاح المواقع الصحفية خوفا من قانون حكومي جديد يقيد حرياتها ويساويها بالمطبوعات الورقية من حيث شروط الترخيص والمسؤولية القانونية ومراقبة التعليقات، لكن الجدل استمر في البلاد على المستوى الصحافي حول المضايقات الاسرائيلية للاردن والمشاركة الاردنية في حملة مكافحة الارهاب كما ناقشت مقالات صحافية مجددا مسألة سحب الجنسيات بموجب قرارات فك الارتباط.وهاجم الكاتب خالد محادين بقسوة تصريحات وزير الخارجية ناصر جوده بعدما ارسل تهديداته عبر البحر والجو والارض الى حركة طالبان الارهابية وتنظيم القاعدة الارهابي، وقال انه بدأ يتخيل ردة فعل قادة القاعدة بعد انتهاء المؤتمر الصحافي لهيلاري وناصرجوده، واضاف: كان واضحا ان تهديدات السيدة الفاضلة لم تستوقفهم قليلا او كثيرا اذ هم مقتنعون ان امرأة فشلت في حماية زوجها من دلع واغراء وانحراف صبية مراهقة لا يمكن ان تخيف شعبا يقاتل تحت يقين وقناعة ان الله معه وخلفه والى جانبه، فتجاوزوا تهديدات الست وركزوا على تهديدات زلمتنا.وشرح محادين: لا اعرف كم هي المسافة بين عمان وكابول او بين الاردن وافغانستان، وربما تكون آلاف الكيلومترات، وان نذهب هناك لمكافحة الارهاب، فهذا يعني اننا من عدائي المسافات الطويلة كالماراثون، وما دام الهدف في غزوتنا في افغانستان هو المشاركة في الحرب على الارهاب فان الامر المؤكد ـ ولا اخفي هنا سرا عسكريا - ان المسافة بيننا وبين الارهاب الامريكي ـ الاوروبي ـ والصهيوني في فلسطين لا تزيد عن اربعين كيلومترا، والمسافة بيننا وبين هؤلاء الارهابيين في العراق لا تزيد عن الف كيلومتر، وكذلك المسافة بين ارهاب الارهابيين الحقيقيين من صهاينة وحلفائهم في غزة، وفي لبنان فإنها اقصر من المسافة بين مدينة افغانية ومدينة اخرى.وفي موضوع آخر وبعد مقدمة حول جدل الجنسيات قال ياسر ابو هلالة في صحيفة "الغد" انه في التجديد للوزير نايف القاضي رسالة واضحة ان لا رضوخ للابتزاز الصهيوني، في المقابل لا يجوز بقاء الاوضاع كما هي.. حتى الاسم غير مناسب "متابعة وتفتيش" مع ان وزارة التربية الغت منذ عقود مسمى "التفتيش التربوي" وحل مكانه "الاشراف التربوي". والخطأ في المتابعة والتفتيش ليس خطأ في تمديد شبكة مياه بل خطأ يمس حق المواطنة، وهو حق لولا الاحتلال والتهجير لظل محصورا بمجلس الوزراء في احوال حددها الدستور. وقال الكاتب: يستطيع الوزير من موقع القوة ان يعيد هيكلة الدائرة وفق الفلسفة التي اسست من اجلها بشكل يحافظ على حق المواطن في جنسيته وحقه في العودة الى الارض المحتلة، تماما كما يسهل حياة الصامدين الذين يشكل وجودهم على ارضهم قنبلة ديموغرافية في حضن دولة الاحتلال ولا يجوز ان يقرر موظف بجرة قلم موضوع الجنسية حتى في ظل الهدف السياسي النبيل، لا بد من ان يكون على رأس دائرة كهذه قاض متقاعد مشهود له بالفقه والاستقامة والوعي، ولا بد من فتح باب الشكاوى بأثر رجعي لاعادة الحقوق الى اصحابها بسرعة ومن دون مماطلة. فاللجوء الى المحاكم مرهق ماليا ومعنويا، وفي النهاية تعتبر محكمة العدل العليا الاجراءات في اطار قرارات السيادة. وفي نفس السياق والصحيفة تحدث الدكتور محمد ابو رمان متسائلا: هل من المقبول ان نمارس الصمت والتجاهل لكثير من القصص التي تحدث بين ظهرانينا لمن تقوم وزارة الداخلية بسحب جنسياتهم، من دون وجود معايير رقابية وقانونية تتيح لهم الاستدراك على قرار مصيري يمس مستقبلهم وحياتهم في ابسط حقوق الانسان؟!وتحدث ابو رمان عن حالة محددة لشاب فقد جسنيته بعد ان سحبت من والده عام 2005 عندما ذهب لامتحان الثانوية العامة، وقال: ما حدث مع ليث احمد كامل ابن العشرين عاما بمثابة قصة من آلاف الحالات، منذ سنوات، وليس فقط في عهد الوزير الحالي نايف القاضي، وفي جزء كبير من هذه القصص جانب انساني مرعب، واعترف انني اتلقّى عشرات الاتصالات والايميلات، حول قصص مشابهة، وقد راجعت في بعضها الاخوة في وزارة الداخلية.وقال: منذ البداية، عندما اثيِرت قصة "سحب الجنسيات" او "تصويب الاوضاع" (كما تعرّفها وزارة الداخلية)، كتبتُ انّنا نوافق على الجانب السياسي السيادي الذي يصب مباشرة في اطار المواجهة مع المخططات الاسرائيلية لتغيير الهوية السكانية في الضفة الغربية والقدس، وحماية حق العودة رمزيا وسياسيا لمئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين يمتلكون جنسيات اردنية (بطاقات صفراء) لكن، آليات تطبيق هذه السياسات غير صحيحة، ولا مؤسسية، وتعتمد على اجتهاد عدد من الاشخاص، وعلى رمي الكرة في ملعب المواطن ليقوم وحده بمطاردة اسرائيل، وتحمل الكلفة المالية والنفسية المرتفعة، وكثير ممن تسحب منهم البطاقات، لا ظهر لهم ولا سند، ولا يملكون حماية قوت يومهم، حتى نطالبهم برفع دعاوى امام القضاء الاسرائيلي، و"مباطحة" مؤسسات مخضرمة هناك في هذه اللعبة.وتحدث الكاتب في صحيفة "العرب اليوم" فهد الخيطان عن الضغوط والمضايقات الاسرائيلية بعد حادثة العدسية مسجلا تعاظم الشعور بالكراهية والعداء تجاه اسرائيل جراء سياساتها العدوانية وتنكرها للسلام العادل الشامل، وقال: العملية تمت بعبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق انفجرت مع مرور الموكب الدبلوماسي الاسرائيلي. شهود وصحافيون عاينوا الموقع يرجحون بان العبوة تم تفجيرها لاسلكيا وهو الامر الذي دفع للاعتقاد بان جهة تملك قدرة استخبارية على رصد الموكب وحركة سيره تقف وراء العمل ولديها من الامكانات والخبرات الفنية ما يؤهلها لتصنيع عبوة من هذا النوع. لكن هذا التحليل لا يعني بالضرورة ان جهة خارجية هي التي نفذت العملية اذ يصعب على محترفين بتصنيع المتفجرات من تنظيم خارجي ان يدخلوا الى البلاد وينجزوا هذا العمل في منطقة شبه عسكرية من دون ان تلاحظهم الاجهزة المختصة سواء وهم في مرحلة التحضير والرصد لحركة الدبلوماسيين او عند زرع العبوة على جانب طريق دولي يشهد حركة نشطة للسيارات على مدار الساعة.

الاحتمال المتبقي هو ان يكون العمل محلي الطابع نفذته مجموعة غير معروفة من قبل التقى افرادها على هذا الهدف كما هو الحال مع العشرات من الخلايا التي ضبطت من قبل.

وشدد الكاتب الخيطان على انه في كل الاحوال سيكشف التحقيق غموض التفجير، لكن ايا كانت النتيجة فان ما حصل لا يعني ان هناك تقصيرا امنيا اردنيا وعلى الاسرائيليين ان يدركوا بانهم لن ينعموا بالامن في فلسطين او خارجها ما لم تنعم به شعوب المنطقة وفي المقدمة منهم الشعب الفلسطيني. وفي صحيفة "الرأي" قال الكاتب طارق المصاروة: بعشرة الاف جندي امريكي في هاييتي، يحق للرئيس شافيز ان يتساءل: اهي مساعدة لضحايا الزلزال ام احتلال؟

لكن اوضاع هاييتي، وقد لا يعرف الكثيرون هذه الاوضاع الاقتصادية والامنية المزرية، فان الامين العام للامم المتحدة طلب ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي اضافي من معتمري القبعات الزرقاء.. الى جانب زملائهم المرابطين منذ سنوات فالمطار الوحيد في هاييتي متآكل، ولا مخازن مؤهلة لتكديس مواد الاغاثة والناس جوعى قبل الزلزال فكيف بعده، ولا بُدَّ من حماية مواد الاغاثة منهم، وحماية مخازنها، وطرقها والمؤسسات المشرفة فجهاز الدولة ضرب هو الاخر! - والامن مفقود قبل الزلزال، وهناك قوات للامم المتحدة مرابطة هناك لحماية الحياة الانسانية، ومساعدة الدولة في اداء واجباتها! العارفون بالامر- يقول المصاروة - ودارسو تاريخ المنطقة والكاريبي يقولون: ان الامريكيين نزلوا للاغاثة وسيبقون لعقود طويلة قادمة. ولعل هذا من حظ الهاييتيين المساكين الذين يمكن ان يعملوا في تقديم الخدمات اللازمة للجيش الضيف".

كما ان المعونات سترتفع ليكون البلد لائقا بـG.l s، ولبيان الكرم الامريكي في المدن الكبرى.. ومدن الصفيح. ففي الخمسينيات ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كان هناك منتجعان لتسلية اغنياء امريكا: واحد سوي في كوبا حيث كازينوهات القمار، والبارات، والفنادق الملونة.. وهذه انتهت بانتصار ثورة فيدل كاسترو، اما المنتجع الثاني فكان غير سوي.. وفيه شطآن بيضاء كالثلج، وفنادق، وصبيان وشباب في خدمة الاغنياء اهل الشذوذ! وقد استبدل المستثمرون هافانا وهاييتي بمباذل لاس فيغاس.. وها نحن نتابع!

زيارة ميتشل إلى لبنان تعيد إلى الواجهة ملف الحقوق المدنية لآلاف الفلسطينيين

22/01/2010

بيروت - 'القدس العربي' من سعد الياس:

 بعد تأكيد المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أن لا توطين للفلسطينيين في لبنان، نوّهت أوساط رسمية لبنانية بهذا الموقف الأمريكي الجديد بعدما سُجلت في واشنطن طيلة السنوات الفائتة اقتراحات متعددة في الكونغرس لتوطين الفلسطينيين في البلدان التي يقيمون فيها إضافة إلى اقتراح بعض نواب البرلمان الأوروبي منح الفلسطينيين اللاجئين جنسية الدول المضيفة.وإذا كان من شأن هذا التأكيد الأمريكي أن يدفع بعض القيادات اللبنانية إلى عدم التركيز في خطاباتها كثيراً على 'فزاعة التوطين' متجاهلة إعلان أكثر من مسئول فلسطيني تمسكه بحق العودة، فإن الأنظار تتجه لمعرفة ما آل إليه البحث في مسألة الحقوق المدنية للفلسطينيين التي أصيبت بدورها بنكسة بعد الإعلان عن سقوط اقتراح بإنشاء وزارة دولة في لبنان للشؤون الفلسطينية يتولاها الوزير وائل أبو فاعور. ولكن بحسب معلومات 'القدس العربي' إن مسألة الحقوق المدنية لم توضع بعد على السكة السريعة أو أنها تسير على طريقة السلحفاة، ورغم كل المؤتمرات والتصريحات حول تبني هذه المسألة فإن أي تطور لم يُسجّل بعد ولم يُدرج على جدول أعمال أي جلسة نيابية اقتراح لإعطاء هذه الحقوق أو لتعديل قانون تملك الأجانب بما يسمح للفلسطيني بالتملك أسوة بالرعايا العرب في ظل وجود معارضة ضمنية لدى بعض الأطراف لمثل هذا التوجه، ما يبقي العناوين المرفوعة حول القضية الفلسطينية حبراً على ورق.ويبدو أن عنواني 'إعطاء الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان' و'التوطين' يتداخلان يبعضهما البعض أو أن البعض يعمل على ربطهما سعيا لضرب تنفيذ الأول بحجة الثاني، لتتضاعف بذلك مأساة الفلسطينيين منذ أكثر من 61 عاما ولتزداد حدة الفقر والمعاناة في المخيمات.وتتلخّص مطالب الفلسطينيين بما يلي:

1 ـ حق العمل: السماح للفلسطينيين في لبنان بممارسة جميع المهن، وفي إطار تشريعي وقانوني يحفظ لهم حقوقهم حال القيام بواجباتهم الوظيفية.

2 - حق التملك: إعطاء الفلسطيني حق التملك في لبنان، وتعديل قانون التملك الذي استثناه ومنعه من تسجيل العقارات باسمه.

3 - اعمار المخيمات وخدماتها: المساعدة في دفع الأونروا لصيانة وتطوير البنى التحتية للمخيمات والسماح بإدخال مواد البناء إلى هذه المخيمات.

4 - تنظيم الإجراءات الأمنية في محيط المخيمات.

5 - إعادة تسجيل اللاجئين المشطوبين من القيود في لبنان.

6 - معالجة قضية فاقدي الأوراق الثبوتية.

ويعتبر مسئول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل الذي جال على بعض المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية 'أن هذه المطالب الفلسطينية لا تتعدى كونها حقوقاً للاجئ أقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبروتوكول جامعة الدول العربية وكل المواثيق الدولية التي صدّق عليها لبنان'، ويرى 'أننا اليوم أمام اندفاعه جديدة سعياً لبدء إعطاء الفلسطيني اللاجئ حقوقه'.وقال: 'نلمس تفهماً أكبر من قبل اللبنانيين لهذه الحقوق فقد أصبح الموضوع نوعا ما محرجاً للدولة اللبنانية بعد مرور أكثر من 61 عاماً على النكبة'.ولفت إلى 'أن الخشية تبقى من أن تستخدم الحقوق المدنية كإحدى قضايا التجاذبات السياسية في لبنان'، مشدداً على 'أن إعطاء اللاجئ حقوقه لا يعني أبدا الرضوخ للتوطين'.وأضاف: 'بالعكس تماماً فتوفير هذه الحقوق يريح اللاجئ ما يجعله يتفرّغ لقضيته ويتمسّك أكثر فأكثر بالمقاومة وبالعودة إلى أرضه'، مشدداً 'على ضرورة أن يكون هناك موقف فلسطيني موحّد ولوبي لبناني ضاغط لإنهاء التمييز العنصري'.

خلاف فلسطيني إسرائيلي حول السيطرة على غور الأردن

نتنياهو يكيل المديح لمبارك لوقفه التهريب إلى غزة

22/01/2010

رام الله ـ الناصرة ـ 'القدس العربي' من وليد عوض وزهير اندراوس: بدأ المبعوث الأمريكي الخاص بالسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس الخميس احدث جولاته المكوكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعقد لقاء مع وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك. وتأتي زيارة جورج ميتشل كجزء من الجهود الأمريكية المتعثرة لدفع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات بعد انهيارها العام الماضي قبل الانتخابات الإسرائيلية في شباط (فبراير) الماضي التي شهدت عودة حزب الليكود المتشدد إلى السلطة. وقال بيان مقتضب صادر عن مكتب باراك أن الاجتماع الذي دام ساعتين ركز على الخطوات الضرورية لتحريك عملية السلام. كما ناقش الجانبان الخطوات التي اتخذتها إسرائيل في مسعى لتسهيل استئناف محادثات السلام. وتتزامن جولة ميتشل في الوقت الذي ساد فيه خلاف جديد بين الجانبين بشأن ما إذا كان يجب السماح لإسرائيل بالاحتفاظ بوجود عسكري في شرق الضفة الغربية بطول الحدود مع الأردن بعد إقامة دولة فلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام صحافيين أجانب مساء الأربعاء أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بوجود عسكري على طول الحدود الأردنية في غور الأردن لمنع تهريب الأسلحة إلى دولة فلسطينية مجاورة من المتصور إقامتها في المستقبل. ورفض مسئولون فلسطينيون أمس الخميس ذلك الطلب. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن شرط نتنياهو يثير الشكوك حول استعداد إسرائيل لإقامة السلام. وقال عريقات في بيان أرسل للصحافيين إن نتنياهو انه لا لتجميد الاستيطان ولا لتقسيم القدس ولا لحدود عام 1967 ولا لحقوق اللاجئين الفلسطينيين. ويريد حاليا الاحتفاظ بغور الأردن. ودعا عريقات المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لقبول تجميد شامل لبناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. واشترط الفلسطينيون تجميد بناء المستوطنات لإنعاش المفاوضات مع حكومة نتنياهو. ونفى عريقات تقارير ذكرت أن السلطة الفلسطينية طلبت من الولايات المتحدة التفاوض نيابة عنها بشأن حدود دولة فلسطينية. وقال لإذاعة 'صوت فلسطين' هذا الأمر ليس صحيحا. واصدر نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية بيانا رفض فيه أي وجود إسرائيلي داخل حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. كما اختار نتنياهو شن الهجوم على اللاجئين السودانيين الذين، وفق أقواله، يقومون بعبور الحدود المصرية والدخول إلى الدولة العبرية، متهما إياهم بأنهم يريدون تحويل إسرائيل إلى دولة عالم ثالث، وزعم أن الهجرة غير الشرعية لإسرائيل نابعة من نجاح الاقتصاد الإسرائيلي، حيث تحولت الدولة، على حد تعبيره، 'إلى الدولة الوحيدة في العالم، التي يمكن لسكان دول العالم الثالث الدخول إليها مشيا على الأقدام، واستمرار قدوم اللاجئين يهدد أمننا القومي ويهدد أيضا كوننا دولة يهودية وديمقراطية'.وكشف نتنياهو النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية بصدد بناء جدار على الحدود المصرية الإسرائيلية لمنع تدفق اللاجئين، وزاد أن الحكومة ستقوم بسن القوانين المتشددة في هذه القضية وستعمل على تطبيقها بشكل مكثف.

علاوة على ذلك، أشاد نتنياهو بالجهود التي بذلها ويبذلها الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة، ولكنّه أكد على انّه يرى تهريبا للأسلحة بكميات كبيرة من سيناء إلى المقاومة في قطاع غزة.

لماذا سمي معبر رفح معبر فيلادلفي ؟

بقلم / توفيق أبو شومر

يعتزم رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو  وضع حجر الأساس لجدار فاصل جديد  مماثل لمعبر  رفح أو معبر فيلادلفي ليتمكن من إحكام قبضته على خناق مشروع الدولة الفلسطينية  المنتظرة !جاء ذلك في أحدث تصريح له أمام المراسلين الأجانب في القدس يوم أمس الأربعاء 20/1/2010  وفق ما أوردته صحيفة هآرتس اليوم  21/1/2010 ، وقال :" يجب أن تحتفظ إسرائيل بوجودها العسكري في الضفة الغربية حتى بعد توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين ، وذلك لمنع تهريب الصواريخ الإيرانية القادرة على ضرب مراكز المدن في إسرائيل ، ولا سيما فنحن محاطون في الشمال(لبنان) وفي الجنوب (غزة) بمستودعات صواريخ تهددنا ، مع ترك مراكز المدن الفلسطينية لإدارة السلطة الفلسطينية " !!هذه إذن هي أحدث اقتراحات حكومة إسرائيل ، بناء سور عسكري جديد ونقاط مراقبة حدودية ، وهي المهنة الشعبية عند الجيش الإسرائيلي ، وهي عسكرة الحياة الفلسطينية بنقاط التفتيش الثابتة والمتحركة ، ومد  الأسلاك الكهربية  على الحدود ، وبناء الحصون العسكرية  المنيعة ، وإرساء قواعد سور الفصل العنصري العظيم ، وقد أسميت دولة إسرائيل في مقال سابق باسم ( مملكة الحواجز والجدران) .وما أزال أحفظ قصة أسطورة الطاغية نبوخذ نصّر والنبي دانيال :فقد حلم الطاغية نبوخذ نصر وهو الذي أحرق مدينة طيبة بأن سيفا قويا شق تاجه فوق رأسه  نصفين فاستدعى كل المختصين في تفسير الأحلام ، وكلهم قالوا :لا يستطيع أحدٌ أن يفسر هذا الحلم إلا النبي دانيال وهو مسجون في بئر عميقة في سجن نبوخذ نصر نفسه  لأنه ظل يحرض على ظلمه وفجوره في كنيسته !فأُحضر حارسُه النبي دانيال من سجنه  ، وسرد عليه نبوخذ نصر حلمه المرعب !فقال له النبي دانيال :إنك ستموت بعد يوم من الاحتفال بتوليك العرش !فقرر نبوخذ نصر أن يبقي النبي دانيال في سجنه ، فإن لم تتحقق النبوءة  فإن نبوخذ نصر سيشنق النبي دانيال ويعلق جسده في سوق المدينة ، وسيدمر كنيسته كما دمر مدينة طيبة ، وسيبقي جسده معلقا !وشرع نبوخذ نصر في إقامة الحواجز والجدران والعوازل ثم أغلق قصره ومنع  الدخول إليه وطلب من حارسه الشخصي أن يقتل كل شخص يقترب حتى من سور القصر الخارجي !وقبل اليوم الذي حدَّده النبي دانيال لجأ الطاغية إلى حجرة محكمة الإغلاق  .ولما رأى  طلوع الفجر ظنّ بأنه نجا من القتل ، ففتح باب غرفته وكان يمشي على أربع من العظمة سعيدا بانتصاره على نبوءة النبي دانيال ، وما إن أطلق الصيحة الأولى بالانتصار حتى قطعه سيفُ حارسه نصفين ، ظنا منه أنه متسلل جاء ليقتل نبوخذ نصر .بالطبع فإن حكومة نتنياهو لم تقرأ تلك الأسطورة ، وهي بالتأكيد تدين كل من يسردها وتتهمه باللاسامية !هكذا إذن يفكر المتطرفون الإسرائيليون ، فما يزالون يُسوقون رؤيتهم للعالم وتتلخص رؤيتهم تلك في أن الفلسطينيين قاصرون عن حكم أنفسهم بأنفسهم ، وقد ظلوا يراهنون على ذلك أمدا طويلا !وقد درسوا المجتمع الفلسطيني دراسة واعية واستطاعوا العثور على مراكز قوة هذا المجتمع وتمكنوا خلال سنوات طويلة من ضرب نواته الداخلية  التي كانت قوية وإحداث جروح وقروح عديدة في الجسد الفلسطيني ، وهذا أوصل الفلسطينيين إلى حد الاقتتال والانفصال وجعل العالم كله يضحك على مسلسل (التنافر الفلسطيني)  .وقام الإسرائيليون في هذا الإطار بأول هجوم على القيادات الكريزماتية الفلسطينية وبدؤوا في تصفيتها تارة بالمؤامرات وطورا بالعمليات العسكرية وغزو البلدان العربية نفسها ، واستعملوا الطرود البريدية المفخخة ، ثم السيارات المفخخة ، ثم العبوات ثم الطائرات !ثم عمدوا إلى إحداث شرخ في البنية الاجتماعية الفلسطينية التي كانت فخرا للفلسطينيين فطفقوا في نخرها بسوس العصبيات القبلية والجهوية والفئوية !ثم تغلغلوا حتى وصلوا إلى البنية التعليمية والتربوية فأفسدوها باستخدام جهلنا ،ثم باستخدام التخطيط والبرمجة المنظمة  !وهكذا تحقق لإسرائيل ما أرادت ، فقد كان الفلسطينيون في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي  يُصلحون بين الدول العربية المتنازعة ولا يخلو وفدُ إصلاح إلا وفيه ممثل عن فلسطين ، وظلوا يشاركون - بدون أن تكون لهم دولة أو حتى جوازات سفر - في مؤتمرات عدم الانحياز وفي مؤتمرات التربية والتعليم والاقتصاد وفي كل مجالات الثقافة  والفنون بأنواعها !أما اليوم فقد عدنا شعبا قاصرا نستجدي (الوساطة) من غيرنا ونحول قضايانا على غيرنا ، ونلوم الآخرين على فرقتنا وتنازعنا ، ونصب غضبنا على  أبناء جلدتنا ونلعنهم ونتمنى البراءة منهم، وصرنا نرى الغرباء أقرب إلينا من أهلنا وأقاربنا وأبناء عشيرتنا  !ووفق ذلك فإن حكومة نتنياهو  تريد أن تشرعن الاحتلال وتجعله احتلالا فعليا أبديا  في صورة (كيان) يسمى دولة ليس لها من صفات الدول إلا الاسم فقط !أما الكيان الفلسطيني أو دولة فلسطين ! فهي صورة مصغرة من ضابط ركن الإدارة المدنية الإسرائيلية ، لها المسؤولية (المطلقة) على السكان وحدهم فقط  !!ولها السلطة على حركاتهم وسكناتهم  في داخل (التجمعات ) السكانية الفلسطينية  أيضا !ولها الحكم في النزاعات القبلية والعشائرية  فقط !إذن فإن نتنياهو يضع حجر الأساس لصيغة (مخترة) وليس لدولة ذات سيادة !مع العلم بأن أول شروط الدول أن يكون لها حدودٌ وجيش يحمى حدودها !أما الدول التي يمرّ رعاياها عبر ممر فيلادلفي ، ولا تعرف لماذا أطلق على معبرها هذا الاسم وما أهدافه وغاياته وتردد الاسم مراتٍ ومرات بدون أن تعرف مدلوله فليست في الحقيقة سوى لعبة من ألعاب الأتاري يحركها إصبع طفل صغير !!وللعلم فقط إليكم قصة تسمية معبر فيلادلفي:إن الضابط الإسرائيلي الذي أطلق على معبر رفح اسم معبر فيلادلفي كان ذكيا  فقد اقتبس التسمية من تجربة أنشتاين العالم اليهودي الأمريكي صاحب نظرية النسبية ، والذي عمل مع البحرية الأمريكية في مدينة فيلادلفيا في بنسلفينيا عام 1943 وكان يجرب على إحدى الغواصات الأمريكية  نظريته في تسليط حقل مغناطيسي ضوئي على الغواصة الحربية لإخفائها عن العيون وليُضلل الحقل المغناطيسي القذائف الموجهة لها ، وما إن نُفذت التجربة حتى أصيب بحارة الغواصة بصدمات مختلفة فمنهم من أُصيب بالجنون ومنهم من فقد بصره وآخرون فقدوا السمع  وغيرهم عاشوا في حالة هذيان .فمن أطلق التسمية  على معبر فيلادلفي كان يقصد بالضبط أن حراس المعبر ومخططوه يشبهون العالم الكبير ألبرت انشتاين ، أما العابرون والمسافرون والسكان المحيطون فهم كما بحارة الغواصة الأمريكية، بعضهم سيصاب بالجنون ، وآخرون سيصابون بالصمم والعمى وكل الأمراض !ومصيرهم جميعا المصحات العقلية والنفسية !وبما أنهم استفادوا كثيرا من تسمية فيلادلفي في غزة فلماذا لا ينفذونها في الضفة الغربية أيضا فيضعون حجر الأساس لمعبر فيلادلفي الثاني !!لكي يتوحد الفلسطينيون في الأمراض والعاهات المستديمة ، لتكون حكومة نتنياهو  خير سلف لخير خلف !!!!!

الشوفانية والعنصرية في الفن العربي حتى السخرية من المواطن!

بقلم| جهاد أيوب

لا يوجد في فن العالم ما هو يسخر من بعض الشعوب كما هو حاصل في بعض الدول العربية، قد تسمع وتشاهد في بعض الأفلام الأميركية سخرية عن بعض رموزها من باب النقد الجارح، وكنا نشاهد ونسمع أيضا انتقادات لاذعة للروس والكنيسة في كثير من أفلام هوليود، ولكن لم تصل يوما إلى السخرية من الشعب الروسي، بل النقد المباشر يوجه إلى الزعامات السياسية، ومن سافر إلى أميركا يسمع الكثير من النكات عن بخل اليهودي، إلا أن هذا الأمر لا يخرج عبر الفن إلا نادرا، ولا ننسى أن هناك تجمعات وأندية من مثقفين وإعلاميين في الغرب ترفض الخطاب العنصري في الفن والإعلام، ولا تؤمن بالفوقية البشرية اجتماعيا !

في مصر

في مصر النكات عن الصعيدي منتشرة يمينا ويسارا، ولها تاريخها القديم والمستحدث على مر الأجيال، وقدمت السينما والمسرح في مصر شخصية الصعيدي بسذاجة مفرطة وتحديدا عبر أفلام عادل إمام، صحيح قدمها من قبله إسماعيل ياسين، لكنه قدمها بتحفظ وذكاء وبساطة، أما عادل إمام فقدمها بسخرية مفرطة كأنه من خارج الكوكب إلى أن يصبح  الصعيدي في نهاية العمل  نابغة، وأشرف النبلاء، ومن رجالات الفكر والعفة والذكاء النادر، وخير دليل على صحة ما نقوله مسرحية " الصعيدة وصلوا" لأحمد بدير إخراج جلال الشرقاوي...

في حين كانت صورة العربي وتحديدا الشامي شريكا في الفن المصري خلال الحكم الملكي ومن بعدها حكم جمال عبد الناصر مقربة من المجتمع المصري، ومهضومة، وشاهدنا في السينما اللبناني الضاحك بلغة مفككة دون تطاول على اللبنانيين، ولم تشوه صورة العربي أو تنتقد بالفن المصري إلى حين توقيع  اتفاقية "كامب ديفيد" مع الكيان الصهيوني في عهد الرئيس محمد  أنور السادات، فظهر المواطن العربي  بشخصية ساذجة مضحكة سخيفة وجاهلة، وتحديدا المرأة اللبنانية فأخذت شكلا عجيبا غريبا يصل إلى حد التركيز على أنها امرأة ساقطة همها عمليات التجميل وجمع المال والغرف الليلية والسهر، ولم يصور فكرها ومقاومتها ونجاحاتها في وقت كانت الحرب اللبنانية الداخلية والصراع مع إسرائيل على أشده، وقدمت المرأة في الجنوبية وفي الجبل البطولات المشرفة، وصبرت المرأة في بيروت صبرا كبيرا ونادرا، وحافظت على أسرتها وتاريخها وعلمها وجمالها رغم صعوبة ظروف المرحلة... كل هذا غيب في الفن المصري ما بعد "كامب ديفيد" حتى فاتن حمامة في مسلسلها " وجه القمر" قدمت المرأة اللبنانية على شكل سيء وخطير، وكلنا استغرب وقوع فاتن بهذه الهوة والسقطة وهي المكرمة في لبنان وكل بلد عربي، وفنانة مثقفة تعرف ماذا قدمت المرأة العربية وبالتحديد اللبنانية، وتلاها في أوائل التسعينيات تقديم النموذج السيئ عن الشخصية الخليجية الذي يرمي أمواله من أجل ملذاته في السينما المصرية والمسرح  بينما التلفزيون المصري لم يتجه إلى هذا النوع من التجريح العربي كثيرا، وتضخمت هذه العلة إلى أن بدأت الصحف الخليجية تكتب ضد هكذا تصرف في الفن المصري، واعتبرتها ظاهرة سيئة تضر بتواجد المواطن المصري ومصالحه في الخليج!!

وكلنا شهد مؤخرا تصريحات بعض الفنانين المصريين ضد الجزائريين وأيضا العكس من أجل كرة ا لقدم، ولكن ما كتب في بعض الصحف المصرية وما قيل عبر بعض فضائياتها الخاصة بعنصرية وشوفانية وتعاليا  ضد الجزائر كان مؤسفا وخطيرا ومخجلا، وحاول البعض في الجزائر تقليدهم ولكن السلطات الجزائرية أمرت بعدم الانجرار إلى هذا المستوى، ونأمل أن لا يعمل الفنان المصري إلى التطاول على الجزائري في مسرحة ومسلسلاته المقبلة خاصة بعد خروج بعض الأصوات الفنية المصرية رافضة التطاول على الآخرين بهذا الشكل الهمجي كما صرح علي بدرخان وخالد يوسف ومحمود حميدة وانتقدوا تصريحات إسعاد يونس العنصرية!!

في الخليج

في دول الخليج قُدم المواطن اللبناني والمصري عبر اللهجة دون التطرق إلى سمعته ووطنه، وكان يقدم اللبناني إعلاميا، والمصري سمسارا بصورة كوميديانية محببة، ولم يسمح  بالتطاول على المواطن العربي وحتى الخليجي بالتجريح بالمطلق، لا بل كانت الصورة الناقدة مباشرة لأبن الوطن كما هو حال مسرح القدير عبد الحسين عبد الرضا في الكويت وغانم السليطي في قطر، وقبلهما الراحل صقر الرشود حيث رسم مسرحا خليجيا محترما لا يسمح باستخدام الكلام البذيء ولا التطاول على الشعوب مهما كان الخلاف معها كبيرا!!

الكويت

بعد دخول صدام حسين إلى الكويت، وتدمير ما يمكن تدميره في تلك الدولة المسالمة تغيرت النظرة في الفن الكويتي تجاه المواطن العربي الأخر، علما كانت الكويت عبر فنها وصحافتها شريكة للصحافة اللبنانية في القومية إلى حدود التطرف، ولكن هذا تغير بعد الغزو، وأخذت حلقات تلفزيونية رمضانية ضاحكة ومنوعة عبر أعمال داوود حسين وانتصار الشراح تسخر من الشخصية العربية وبالتحديد المصري منها والسوري، ووصلت إلى التطاول المباشر على الفلسطيني، وقلد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأسلوب نافر ومزعج، وكذلك في مسرحيات محمد الرشود، وبالأخص في مسرحية " إم علي" حيث قدمت الشخصية المصرية بانتهازية جارحة شكلا ومضمونا، وتلاها بعض مسرحيات طارق العلي، و بعض البرامج الضاحكة الرمضانية عبر فضائية الكويت كانت تعتبر التركيز عبر الزكزكة والتجريح والسخرية على بعض المواطنين العرب مادة للضحك ولنجاح الفقرات!!

 الصحافة الكويتية، وتحديدا جريدة "القبس" وجريدة "الأنباء" تبنتا الهجوم على هكذا برامج وأفكار، ورفضتا التطاول على المواطن العربي الذي قدم الكثير للكويت وللخليج، وبدأت تظهر بعض الأصوات الفنية الكبيرة كالقديرتين حياة الفهد وسعاد عبد الله ترفضان استخدام الفن منبرا للتطاول على أي مواطن أو بلد عربي، وساندتهما الأديبة ليلى العثمان...عند ذلك تنبهت وزارة الإعلام الكويتية لهذه الهوة، وطلبت من البرامج الضاحكة التي تنتجها وتصور في تلفزيونها الابتعاد عن هذا الأسلوب الجارح، فسارع الفنان داوود حسين بتقديم 30 حلقة رمضانية ضاحكة " شارونيات" عن المجرم الصهيوني شارون كدلالة سياسية على أن العدو الحقيقي هو إسرائيل، وبعد ذلك غيب التطاول والنقد على المواطن العربي كمادة سخرية في الفن الكويتي!!

قطر

في قطر اختلفت الصورة، وأخذ المسرحي الكبير غانم السليطي بعد غزو الكويت بتقديم جرعات نقدية مدروسة تنتقد الأنظمة العربية والجامعة العربية مباشرة، وكانت أعماله امتدادا لما سبقه إليه الكويتي عبد الحسين عبد الرضا في مسرحية " باي باي لندن" وغيرها، وما قدمه دريد لحام في " غربة" و" ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان" حتى لقب غانم بالفنان القومي، ورغم نجاح وانتشار الدراما الخليجية والقطرية منها ظل الخليج أمينا على عدم تقديم صورة مشوهة للعربي الأخر رغم وصول النقد عبر الصحف  إلى حد أكبر من المباشر للأنظمة وليس للمواطن العربي!!

في سورية

الصورة في استخدام الفن للسخرية بين لبنان وسورية مختلفة وقاسية كليا عن أي فن عربي، ووصلت إلى السخرية العنصرية بحدية لا تحترم فيها خصوصية المواطن رغم تقارب الحدود والمصالح المشتركة في العيش!!

في سورية تنتشر النكات عن " الحمصي"، وهي شبيهة بنكات المصريين عن " الصعيدي"، واللبنانيين عن " أبو العبد البيروتي"، ولكن في سورية ممنوع أن تكتب في الصحف تلك النكات المعنية بالحمصي، ولا يسمح أن يشار إليها في المسلسلات والمسرح، هي ثقافة شعبية لا يتبناها الفن السوري ولا إعلامها، كما لا تتبنى التطاول على الشخصية العربية بالمطلق، وإن حدث وكتب أحدهم بعنصرية ضد مواطن عربي يحقق معه أو يمنع من مزاولة مهنته لأنه تطاول على عربي أخر، وفي ظل الحملة الإعلامية الشرسة بين مصر والسعودية والبعض في لبنان لم تنجر الصحافة السورية ومسرحها وفنها إلى التطاول على شعوب تلك الدول، ربما تم انتقاد شخصيات سياسية لبنانية عبر الصحف بشكل مباشر، لكنها كانت بعيدة عن العنصرية المناطقية الضيقة والمحدودة، وظل الفن السوري أمينا على طرح قضايا قومية مشتركة، وتعتبر سورية أول دولة عربية شارك في أعمالها الدرامية كل الفنانين العرب من الأردن والعراق ومصر والجزائر والمغرب والسعودية والكويت ولبنان، شاركوا في عمل واحد كما هو الحال في مسلسلات نجدت أنزور و سلوم حداد وعابد فهد ودريد لحام، وأخذت بعض الوجوه الفنية اللبنانية بطولة مطلقة في الدراما السورية كالفنانة جوليا بطرس في " الخبز المر" إلى جانب نضال الأشقر و أنطوان كرباج، ناهيك عن مشاركة رفيق علي أحمد بأدوار تشكل فارقا في المسلسلات السورية وأيضا أحمد الزين وفادي حداد وليليان نمري!!

في لبنان

في لبنان الصورة مختلفة كليا إعلاميا وفنيا، ففي الإعلام شكل بعضه سقوطا محرجا بالعنصرية وتحديدا بعد 2004، وأصبحت بعض الفضائيات تتحدث بلهجة مؤسفة عن الأخر لم نعتده في لبنان، ولم يعتده الإعلام اللبناني وهو الذي علم العرب ألف باء الإعلام والانفتاح واحترام الرأي الأخر!!

في الفن اللبناني كان ولا يزال "أبو العبد" مادة ساخرة وضاحكة لكل من يتعاطى تقديم البرامج وفن الضحك، وخلال الحرب الداخلية 1975 بدأت تظهر بشكل واسع  السخرية من المناطق اللبنانية عبر مسرح " الشونسونيه" الذي بدوره أخذ ينتشر بشكل أكبر في لبنان لأسباب اقتصادية وأمنية وحزبية، وتقليدا لظهوره في باريس في العام 1962، كان سابقا يسمى مسرح الساعة العاشرة بقيادة إفيت سرسق، وتخرج منه وسيم طبارة والمغنية إليسا وآخرين، وعمل فيه الراحل إبراهيم مرعشلي، حينها بدأ الحديث الساخر عن واحد من الجنوب أو واحد من الأشرفية والجبل والشمال والبقاع والضاحية وزحلة، وأخذت نكات ضاحك الليل إيلي أيوب بالانتشار عن أهل الأشرفية، ويقال أنه تعرض إلى الضرب المبرم أكثر من مرة من قبل شباب الأشرفية ولا نعلم دقة هذا القول، وأصبحت تلك النكات موضة يزاد إليها النكات عن "الحمصي" أو "في واحد سوري" بمناسبة ومن دونها!!

ويكاد الصعيدي المصري شبه مغيب في النكات الفنية اللبنانية، والخطورة تكمن في أن النكات هذه أخذت تظهر في الفضاء اللبناني عبر برامج ساخرة ناقدة وتحديدا في انتقاد الشخصية السورية، وأحيانا الشخصية الخليجية وهذا الأخير ينتقد فقط عبر " أربت تنحل"، وهذا النوع من البرامج الانتقادية الساخرة المسيسة بحجة الضحك وتسلية الناس تحسب على بعض الأحزاب والجهات السياسية ومؤخرا طائفية للأسف، وإن نزلت إلى الشارع بسرعة يحمل أي مواطن مع اختلاف ثقافته هذه الفضائية ثقل طائفتها ومواقفها السياسية لهذه النوعية من السخرية!!

بعض البرامج الساخرة في الفضاء اللبناني تطل علينا في كثير من المواقف والفقرات بعنصريتها ومحدوديتها فتعرفنا على " لا يمل"، و" بعد العشرة" و " بس مات وطن"... لا بل كل فضائية لبنانية تتعمد هكذا برامج للسخرية من الخصم السياسي ليس أكثر، والمؤسف أن بعض هذه البرامج كان يسخر أيضا من فئات لبنانية ومن الشخصية السورية بشكل مباشر، ولا ننسى أن بعض الأعمال المسرحية أخذت هذا المنهج والمنوال، بينما مسرح "الشونسونيه" تجرمها بفجور معتقدا أنها تضحك الناس، وتنسيهم همومهم السياسية، و إما عن تعمد أو عن جهل إنساني يطرحون العنصرية والتعصب، وينشرونها بين الشباب الذي يذهب لمشاهدتهم أو يشتري "سي دي" للتعليق والضحك من الخصم السياسي أو العربي، قد يكون الفنان جورج خباز هو الوحيد من بين الشباب في لبنان حاول الابتعاد قدر الإمكان من الوقوع في هذه الهوة، ونأمل أن يتنبه إليها حتى يستمر في تأسيس مملكته على عكس ما يفعل زملائه في " دبابير" وغيره، وأيضا الفنانة ليليان نمري تبتعد عن النعرة الطائفية والعنصرية في حواراتها وفي أعمالها، ورفضت الكثير من الأعمال لكونها تحدثت عن شتم جهات عربية ولبنانية!!

في لبنان العديد من الوجوه الفنية تعمدت خلال الحرب الأهلية التطاول عبر النكات على فئات لبنانية وعربية، وكانت ممرا لاذعا للضحك الرخيص والاستهلاكي الفقير وصولا إلى التهريج الكلامي والحركي، وأخذت بعد 2004 بالتجريح وتقديم جرعات عنصرية لا تشبه تاريخ لبنان الفني والإعلامي، فلبنان الفن كان واجهة كل العرب، ولبنان الإعلام كان مدرسة في التحاور وتقبل الأخر، وهذه معضلة خطيرة، على القيمين على بعض الفضائيات اللبنانية والوسائل الإعلامية التنبه إليها لقطعها، هي كبيرة اليوم في الانتشار لبنانيا، وستشكل عداوة وحقدا داخليا وخارجيا على المواطن والفن والإعلام اللبناني، ونحن بغنى عنه!!

نقطة نظام

كلمة أخيرة، أو نقطة نظام لكل من يؤمن بالسخرية وتحقيق انتصاراته على حساب كرامة غيره في الفن والإعلام العربي، إذا كنت تعتقد هكذا تصرف ينبع من فكرة الحرية فعليك أن تعرف أن حدود حريتك تنتهي عندما تتطاول على كرامات غيرك... كما أن التعصب في الفكر هو قمة الجهل فكيف بنا نتعمد التجريح والتطاول على الأخر بحجة تميزنا و فوقيتنا، نعم وجب محبة الوطن ولكن قبل كل شيء علينا أن نخلص لوطن الشراكة، ومن يحب وطنه يحترم ويحب أوطان الآخرين مهما كانت الظروف، ومن هو مؤمن بالله لا يعتبر نفسه الوحيد الذي يحق له العيش على هذه الأرض والباقي رعاة وحيوانات وجب قتلهم أو الاستخفاف بإنسانيتهم، ومن يتغنى بأنه من أهل السياسة في الفكر والتصرف عليه أن لا يكون عنصريا ويتصرف بعنجهية في فنه وخطابه، حينها يكون عنصريا لا ينتمي إلى الفكر الإنساني بشيء!!

الفن والإعلام هما الرسالة الأكثر انتشارا في المجتمعات مهما اختلفت نسبة الثقافة فيها، ونكون قد زرعنا السم داخل عقول الشباب والمجتمع إن أخذناهم إلى العنصرية والشوفانية، وإلا نكون نتصرف ولا نعرف ماذا نفعل!!

كما لا بد من الإشارة إلى حقيقة تكمن في أن الساسة يتخاصمون فيتعصب الجهل عند الفنان ويبدأ بالشتائم كما حصل مؤخرا في مباراة الجزائر ومصر، ونذكر في نزول الناس إلى الشارع بعد أن قُلد السيد حسن نصر الله في " بس مات وطن" على إل بي سي، وأيضا كيف رفع الفنان راغب علامة دعوة قضائية سببت الخلاف الشهير مع المحطة المذكورة بسبب تناولها لشخصه وشوهت أغنيته في برنامجها الساخر!!

يوقع السياسي الفنان والإعلامي بالخصام مع الشارع ويحتد هذا الشارع حتى الخصام والقتل، وبعد برهة يتم التصالح بين السياسيين، و تبويس الوجوه والأعناق وهات يا غرام، ويبقى الفنان والفن هو الخاسر، ولا يفكر به السياسي حينما يتصالح مع ذاك السياسي، لذلك الفن أشمل من فكر السياسي فلا تسجنونه في عنصرية تافهة وحقد يضر أكثر مما يفيد!!

أوباما وأولوية ضوابط الحكم على برنامج الحاكم

صبحي غندور*

لم تكن "الإنجازات" حتماً هي معايير اللجنة التي قررت منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، فترشيحه للجائزة حصل في أيامه الأولى بالبيت الأبيض (شهر فبراير 2009)، إنّما حمل منح هذه الجائزة معنى "إدانة ذات مفعول رجعي" للإدارة السابقة كونها كانت "إدارة حرب" فجاء أوباما للرئاسة ببرنامج معاكس لها، ونال بسبب ذلك "جائزة السلام".مضى عام على وجود إدارة أوباما في الحكم ولم تحدث متغيّرات جذرية في السياسة الأميركية، فهل مَرَدُّ ذلك أوباما شخصياً أم الظروف والإمكانات التي يعمل من خلالها؟ السؤال مهمٌّ لأنّه يرتبط بحجم الآمال الكبيرة التي وضعتها شعوب كثيرة على فوز أوباما. فالفارق شاسع بين خيبة الأمل بالشخص كمبدأ وبين تفهّم الظروف المحيطة به مع استمرار الأمل بتغيير نحو الأفضل.كتبت في العام الماضي عن الرئيس أوباما، بعد فوزه بالانتخابات، أنّه سيكون "قائد سيّارة جيد" لكنه سيبقى محكوماً ومنضبطاً ب"قوانين السير الأميركية" وبالطرق المعبّدة سلفاً أمامه للسير عليها، وفي السرعة المحدّدة له، وبضرورات التزامه ب"إشارات الضوء" وتنقّلها المتواصل من الأخضر إلى الأصفر فالأحمر!

يبدو الآن، بعد عام على ذلك، أنّ "الضوء الأحمر" هو الأكثر استعمالاً على طرقات عمل الرئاسة الأميركية! فرغم صدق نوايا الرئيس أوباما يواجه برنامجه الداخلي صعوبات عديدة، بينما لا يزال الكثير من توجّهات التغيير في السياسة الخارجية التي كان يدعو إليها مجرّد خطب وكلمات.لقد كانت إدارة بوش، بلا أيّ شك، بمثابة كابوس على العالم كلّه وعلى العرب تحديداً، لكن لم يكن من المفروض الاستيقاظ من هذا الكابوس للوقوع في "أحلام اليقظة" والأوهام بأنّ إدارة أوباما ستحمل معها الخلاص والسلام لأزمات المنطقة والعالم.صحيحٌ أنّ تغييراً إيجابياً قد حدث فعلاً على الصعيد الدولي في ظلّ إدارة أوباما، بوقف سياسة إدارة بوش الإنفرادية الدولية وبعدم المراهنة على نظرية "الحروب الاستباقية" لتحقيق أجندات خاصة كانت موضع نقد حتى من داخل الحزب الجمهوري نفسه، لكنّ ما حدث في الولايات المتحدة من انقلاب ثقافي سمح بوصول مواطن أميركي أسود، ابن مهاجر إفريقي يحمل اسم حسين، إلى سدّة "البيت الأبيض"، لم يكن أيضاً انقلاباً سياسياً في الشؤون الخارجية الأميركية. فالولايات المتحدة بغضّ النظر عن الشخص الذي يحكمها ستبقى حريصةً على دورها القيادي في العالم وعلى حماية مصالحها الأمنية والسياسية والاقتصادية في الشرق والغرب، وعلى استمرار وجودها الفاعل ودورها المميز في الشرق الأوسط.وما يُسجّل لباراك أوباما أيضاً في سنته الأولى بالحكم هو اعتماده لنهج الاعتدال ضدّ فكر التطرّف الذي ساد طيلة إدارة بوش السابقة، ففي نهج أوباما إمكانات كثيرة لإضعاف فكر التطرّف والعنصرية في عموم العالم.لكن هذا "النمط الأميركي الثقافي اللاعنصري المعتدل" الجديد واجه تحدّيات داخلية كثيرة في السنة الأولى من حكم "البيت الأبيض"، أبرزها الشعور العنصري الدفين في المجتمع الأميركي مقابل ما عليه أوباما من أصول إثنية أفريقية، ودينية إسلامية (لجهة والده)، ثم برنامجه السياسي والاجتماعي المتناقض مع برنامج اليمين المحافظ الأميركي، إضافةً إلى الانقسام السياسي التقليدي في أميركا بين "ديمقراطيين" و"جمهوريين" وما في كلِّ معسكر من برامج صحّية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وتأثيرات هامّة لشركات كبرى ومصالح ونفوذ "قوى الضغط" الفاعلة بالحياة السياسية الأميركية.مشكلة أوباما الآن هي ليست مع خصومه وخصوم حزبه التقليديين فقط، بل هي أيضاً في داخل "المعسكر" الذي ساهم بوصوله إلى سدّة الرئاسة. فأعداد كبيرة من المستقلين وجيل الشباب الأميركي كانت معه من أجل تغيير شامل ولوقف حروب أميركا الخارجية، وهي أمور لم تحدث طبعاً في فترة العام الأول. كذلك بالنسبة للأوضاع الاقتصادية حيث كانت توقّعات الناخبين لأوباما أكبر من الممكن فعله لتحسين الاقتصاد الأميركي.العوامل ذاتها التي ساعدت على فوز أوباما بانتخابات الرئاسة هي المسؤولة الآن عن تراجع شعبيته. فحجم سيّئات إدارة بوش وشموليتها لأوضاع أميركا الداخلية والخارجية، كانت لصالح انتخاب أوباما، لكن عدم القدرة على إزالة هذه السيئات حتى الآن أضعف ويُضعف من قوّة التيار الشعبي المساند للإدارة الحالية.

لقد شكّلت شخصية أوباما خلال الحملة الرئاسية الانتخابية رمزاً لمزيج يجمع الأميركيين ولا يفرّقهم، يوحّد ما بينهم ولا يزيد في انقسامهم اجتماعياً وسياسياً وعرقياً. فأوباما الشاب المنتمي إلى الطبقة الوسطى والمدافع عن مصالحها، هو ابن مهاجر إفريقي يرمز إلى عشرات الملايين من المهاجرين الجدد إلى أميركا، وهو ابن أب مسلم أسود وأم مسيحية أميركية بيضاء اللون، وقد جمع بين مستوى عالٍ جداً من الدراسة الأكاديمية في أشهر جامعات أميركا وبين التطوّع والتفاعل العملي مع المحرومين من العلم والعمل. فانتصار أوباما كان رمزاً إلى المستقبل الذي يطمح إليه الجيل الأميركي الجديد. هذا الجيل الذي لم يجد في سنوات إدارة بوش إلا الحروب والفساد والانهيار الاقتصادي والانقسام الاجتماعي، وكلّها حالات تهدم الحاضر وتعيق بناء المستقبل.لذلك كانت الآمال الأميركية كبيرة حين فاز أوباما بسدّة الرئاسة، تماماً كما كانت آمال شعوب عديدة في العالم بأن يكون فوزه بدايةً لعصر جديد في العالم. لكن أوباما هو رئيس أميركي للأمّة الأميركية وما لها من مصالح وأولويات في العالم، وما عندها من مؤسسات وقوى ضاغطة تصنع القرار في واشنطن.أمّا بالنسبة للقضايا العربية فستضطرّ إدارة أوباما إلى التعامل معها بأسلوب مختلف عن إدارة بوش بمقدار ما تكون عليه المنطقة العربية من توافق على رؤية مشتركة لأزماتها المشتركة. فلن نرى، ما لم يحصل تغيير في الواقع العربي الراهن، تغييراً إيجابياً في السياسة الأميركية.إنّ المشكلة، أولاً وأخيراً، هي في المراهنات العربية على الخارج و"متغيّراته" وفي انعدام القرار العربي  بوضع رؤيةٍ عربية مشتركة، وكأنَّ النظام الإقليمي العربي مرتاح لهذا الواقع العجوز طالما أنَّه يحافظ على استمرار النظم والمصالح الخاصَّة الموروثة فيها!.فالمشكلة ليست بواقع حال السياسة الأميركية في الشرق الأوسط فقط. المشكلة أصلاً هي في استمرار المراهنات على تغيير في الخارج بينما يبقى الجمود والركود سمة لازمة للمنطقة العربية وحكوماتها وسياساتها.إنّ الحكومات العربية مدعوّة ليس فقط لوقف الصراعات بينها بل أيضاً لبناء رؤية عربية مشتركة، تتضمّن خططاً عملية لقضايا عديدة مشتعلة الآن في المنطقة ومحيطها. رؤية تحدّد الضوابط في الحركة السياسية والدبلوماسية، والسقف في التنازلات، وتجمع بين نهج التفاوض وحقّ المقاومة. رؤية تفرز بين العدوّ والخصم والصديق فلا تنجرّ الأوطان أو الأمّة إلى معارك هامشية تخدم الأعداء وتخسر فيها الأصدقاء. رؤية تتضمّن أساليب "الترغيب" و"الترهيب" معاً، فلا يبقى العرب في موقع الراغب بالسلام مع إسرائيل فقط بينما لا تكلّ إسرائيل عن ممارسة أسلوب "الترهيب" والمزيد من الإرهاب على العرب. رؤية عربية تُعبّر عن أوضاع دستورية سليمة تسمح بالتغيير السياسي السلمي وبحقّ الشعوب في صناعة مستقبل أفضل، فلا تلجأ إلى العنف، ولا تراهن على الانقلابات العسكرية، ولا تكتفي بالدعاء وحده على الحاكمين الفاسدين أو الظالمين!

*(مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن)

E-mail: alhewar@alhewar.com

عن الهبّة الأردنية

 

 

توجان فيصل

 

 

 19/2/2010

 

لم يكن من قبيل الصدفة أن غالبية مقالاتنا, في العام المنصرم خاصة, كانت تتناول تداخلات التسويات المتداولة للقضية الفلسطينية وارتباطاتها مع ما جرى تاريخيا في الأردن وما يجري الآن, واستشراف انعكاسات تلك التسويات والمجريات على الأردن "مستقبلا " بما يمس مصيره كدولة ووطن لا أقل.. بل كان لأننا شعرنا بضرورة بحث الكثير مما كان يمور تحت السطح مما لا يسمح لأحد بالاقتراب منه, وهو بمجمله ما تفجر في الأيام الأخيرة وأصبح حديث الساعة الأول بامتياز.وهذا يؤكد أن المستقبل الذي كنا نحاول استشرافه لم يكن على عتبات أبوابنا فقط, بل إن الكثير منه كان قد تسلل إلينا مسكوتا عنه كما ألمحنا .ولكن, وبما يؤشر على أكثر من خلل مفصلي في سياسات حكوماتنا أورثها هشاشة مريعة, فإن ما فجر الموضوع تفجيرا يشبه السيل الذي جرف الكثير من التابوهات التي كانت الحكومات تنذر أو تشرع في معاقبة من يقترب منها, هو إشهار منظمة هيومن رايتس ووتش لتقريرها الذي يتناول "جزئية" واحدة من سياسات حكوماتنا المتعاقبة, تتمثل في قيامها بسحب جنسية بضعة آلاف من الأردنيين من أصول فلسطينية. وبعد امتناع الحكومة, الممتد لأكثر من عام, عن الرد على أسئلة منظمة هيومن رايتس ووتش المتعلقة بشكاوى سحب جنسية تلقتها, كما تلقاها أيضا المركز الوطني لحقوق الإنسان (الرسمي) أو ردها بمجرد النفي الذي لا يصمد أمام الحقائق المثبتة, أو اختراع تسميات تجميلية بديلة لإجراءاتها لا علاقة لها بالتسميات القانونية الموحدة محليا ودوليا. فإن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف طالب الأردنيين "بهبّة" لحماية الأردن. ولأن ما يجري هو شأن حقوقي قانوني ودستوري يتعلق بحقوق فئة من المواطنين وليس مواجهة مع عدو خارجي, فإن الهروب من بحث الأمر في إطاره الأصل بالاستقواء بفئة من الأردنيين على أخرى أمر غير حصيف فيما يتعلق بالوحدة الوطنية التي يلوح بها في وجه كل من يجرؤ على بحث هذه الحقوق. ولكن غياب الحصافة هنا يطال مصالح الحكومة التي جيء بإعلامي مخضرم كالدكتور نبيل بهدف الدفاع عنها, وتحديدا عند استعماله لكلمة "الهبّة". فالكلمة هي الرديف الأردني لكلمة "انتفاضة". وقد دخلت "الهبّة" القاموس السياسي الأردني أول مرة في توصيف أحداث عام 1974 التي سميت "هبّة السكّر" وهي أحداث يراوح تصنيفها -وتحديدا لأن بحثها اعتبر تابو آخر- بين اعتبارها تمردا عسكريا أو اعتبارها احتجاجا على ظروف معيشية تفاقمت نتيجة الفساد.وأعيد استعمال الكلمة في توصيف الحراك الشعبي الذي بدأ في الجنوب وانتشر سريعا بحيث كاد يعم المملكة, في أبريل/نيسان عام 1989. إذ يشار إلى تلك الأحداث شعبيا "بهبّة نيسان" وإن غلبت تسمية "انتفاضة نيسان" لشيوع التسمية حينها بعيد الانتفاضة الأولى في الضفة. ولكن الجهات الرسمية بالمقابل ظلت تشير لما جرى بـ"أحداث الجنوب" أو "أحداث نيسان 89" بالذات لتحاشي تسميات "الهبّة" أو "الانتفاضة". وما يزيد غياب الحصافة عن أقوال الوزير, أن من يترأس الحكومة الحالية هو نجل السيد زيد الرفاعي الذي قامت انتفاضة نيسان ضد حكومته وطالبت بترحيلها وتم لها ذلك. وكما هو متوقع بداهة, فإن هنالك أكثر من حديث جارِ ليس فقط عن توريث لمنصب الرئاسة, بل أيضا عن توريث لنهج وسياسات داخلية وإقليمية ودولية صبغت سنوات حكم الرئيس الأب وكذلك الجد سمير الرفاعي, الذي أصبح يشار له, ربما لغرض سياسي حينا ولكن لأغراض التوضيح أحيانا, بـ"سمير الأول".وغني عن القول أنه حين تتصدى حكومة هذا إرثها الذي لا يمكن إنكاره (بل ومعروف أن الرئيس الأب لا يتنكر له بل يدافع عنه باعتباره يمثل قناعاته التي هي من حقه) وفي لحظة تعاملها مع جزء من ذلك الإرث المتصل بالقضية الفلسطينية وبالعلاقة مع الضفة الغربية وأهلها تحديدا. تكون الحكومة تمر في امتحان داخلي دقيق لا يحتمل أخطاء مهنية تكنوقراطية أو سياسية من أي من الفريق الحكومي. فكيف إن كانت تلك الحكومة تخوض أيضا معركة مع منظمات حقوق إنسان دولية. أما التناقضات التي حملتها تلك "الهبّة" فتظهرها مقالات وبيانات لمجموعات صغيرة, أو حتى أفراد في طيف يراوح -وهنا العجب- بين المعارضة وصولا للمطالبة بالملكية الدستورية التي يهتز كامل جسم الدولة لدى سماع ذكرها, والموالاة حد التبعية وقبض مخصصات سخية مقابل مقالاتهم المنشورة في صحيفة الدولة شبه الرسمية, وبعضهم قبض مناصب ذات امتيازات كبيرة بلا تأهيل تنافسي وأحيانا بتجاوز على القوانين وعلى الدستور ذاته. وفي هذه الهبة تتجلى حقيقة أن بعض الذين نشطوا مستقوين بحاجة الدولة لفزعتهم, حمّلوا معركتها أجنداتهم هم, المحقة وغير المحقة, والتي بعضها يكشف نقاط الضعف الحكومية بدل أن يغطيها.فهنالك من طالب بفك ارتباط الإخوان المسلمين مع حماس, مع أن الارتباط هو مع تنظيم الإخوان الرئيس الذي حماس وإخوان الأردن تنظيمان فرعيان منه انتشر مؤخرا خبر تنافسهما على تبعية مكاتب الإخوان في الخليج. ثم إن إخوان الأردن صرح لهم للعمل في الساحة الأردنية منذ عهد الإمارة مع العلم بتبعيتهم للتنظيم الأم. وإن أضفنا لهذا أقوال الحكومة بأن قرار فك الارتباط وما بني عليه من إجراءات سحب جنسية (لا تطال قياديي السلطة وبعض قياديي منظمة التحرير) تتم بالتفاهم مع منظمة التحرير الفلسطينية. فإننا نجد أنفسنا أمام أسئلة أهم من أسئلة هيومن رايتس ووتش: سؤال عن مآل تلك المنظمة على يد السلطة بحيث لم يعد معه بالإمكان الحديث عن المنظمة باعتبارها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". وسؤال عن دعمنا لنهج السلطة التفاوضي الذي أورث الأردنيين والفلسطينيين هذا الحال الراهن. وسؤال عن موقف حكوماتنا من المقاومة الفلسطينية بالمقابل, التي لا يتاح لها أن تمثل في المنظمة ببساطة لأن ما تبقى من تلك المنظمة حلقة ضيقة طاردة وليست جامعة. ولماذا لا يقف الأردن الرسمي على مسافة مساوية على الأقل من فصائل المقاومة التي تشكل خط الدفاع الأول عن الأردن ضد المخطط الصهيوني ؟؟ ونستذكر هنا قول خالد مشعل في طمأنة الأردن: "لا تخشوا من يقاوم, من يقاوم لا يستبدل وطنا بوطن".وهنالك من هبّ ليطالب المعارضة الأردنية, وهو يحسب نفسه على شق منها (مع أنه منطقيا لا يجوز مطالبة المعارضة بمواقف تبنى على مواقف للحكم) بأمور من مثل اعتراف القوى القومية والإسلامية المعارضة بقرار فك الارتباط (الجدلي وغير الدستوري). وطالب النقابات المهنية بفك الارتباط مع نقابيي الضفة الغربية, مع أن إصرار النقابات على إبقاء ذلك الارتباط كان من أهم عوامل صمود أهل الضفة في مواجهة التفريغ أو التدجين منذ احتلالها عام 1967. غني عن القول أن المعارضة لن تستجيب لمثل هذه الطلبات, ولكن التقدم بها يصب في النهاية في خانة مؤازرة لضغوط الدولة على المعارضة، كما على النقابات وعدد من الأحزاب. وحين تطالب ذات المجموعة الحكومة -وفي ذات البيان- بدسترة قرار فك الارتباط وتحويله من تعليمات إلى قانون يلغي ما يتعارض معه في كافة القوانين الأخرى, إنما تطالب بتعديل الدستور لإتاحة هذا, مما يعني اعترافا بعدم دستورية كل ما قامت وتقوم به الحكومة حاليا بالاستناد لتعليمات شبه سرية.والكل يرحب بفتح باب النقاش الوطني حول "دستورية" قرار فك الارتباط, مما يعني ابتداء نشر تلك التعليمات التي تتذرع بها دولة لسحب جنسيات تعد بالألوف ممن كانوا مواطنيها, ولكن الدولة هي التي ترفض الحوار والنشر. ولو كانت التعليمات منشورة بصورة رسمية لما طالبت هيومن رايتس ووتش الحكومة بالكشف عنها. وغني عن القول إن الأنظمة والتعليمات تصدر بالاستناد إلى قوانين يشترط أن تكون مستندة للدستور. ولتطبيقها يتوجب نشرها في الجريدة الرسمية. والقانون الذي يحكم أمور الجنسية هو فقط قانون الجنسية الأردني للعام 1954 وتعديلاته التي تنص على شروط استثنائية مشددة لنزع الجنسية كانخراط الشخص في الخدمة العسكرية لدولة أجنبية ورفضه تركها بعد طلب الحكومة منه ذلك. ويشترط لسحب الجنسية قرار من مجلس الوزراء ومصادقة الملك عليه. ويبقى حق الاحتكام للقضاء لنقض القرار مصانا لكل أردني متضرر من أي قرار حكومي, مما لا مجال لتفصيله هنا. ولكننا نحيل المهتمين لمقالتين وافيتين للمحامي الدكتور أنيس فوزي قاسم أستاذ القانون الدولي, الأولى منشورة في يومية "العرب اليوم" بتاريخ 5/7/2009 بعنوان تصويب أوضاع أم سحب جنسية, والثانية في يومية "الغد" بتاريخ 7/2/2010 بعنوان مواطن انتهت صلاحيته.ولكن من الضروري التوقف هنا عند نقطتين قانونيتين. الأولى, أنه لا وجود لقرار فك ارتباط, بأي معنى قانوني لكلمة "قرار". فما صدر عن الملك الراحل عام 1988 هو خطاب يتحدث عن فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة. ولم تتخذ أي من الخطوات الدستورية لتحويل فك الارتباط هذا إلى "مرسوم" (قرار ملكي) بصيغة تنسّبها الحكومة (كونها ستكون مساءلة عما ينتج عن تطبيقه) وينشر في الجريدة الرسمية. كما لم ينشر أي "قرار" اتخذته الحكومة في هذا الشأن ولا أية تعليمات. هذا مع أن الحقوق الدستورية والقانونية لا يملك أحد أن يتخذ قرارا بمصادرتها, وحتى إن جرت المصادرة بالاستناد لقانون يكون قرار المصادرة خاضعا للطعن لدى محكمة العدل العليا. وبالمناسبة, جرى طعن في قضية سحب جواز سفر استنادا لما سمي بتعليمات فك الارتباط في أوائل تسعينيات القرن الماضي, وقضت محكمة العدل العليا ببطلان القرار الحكومي لعدم جواز سحب الجنسية بناء على تعليمات أو قرارات إدارية.ولا يعتد بزعم الحكومة أن الاحتكام للقضاء, ناهيك عن زعم أن طلب نشر التعليمات المطبقة, تطاول على السيادة!! فالسيادة أمر قانوني علمي متفق عالميا على تفسيره, وأهم ما في هذه التفاسير أن أعمال السيادة التي لا يجوز للقضاء الإداري النظر فيها هي تلك التي تقوم بين دول, وليس بين حكومة ومواطنيها فيما يخص حقوقهم. والنقطة الثانية توضح ما يسمى "بالتجنيس" من قبل الحكومة, والذي يطالب بعض من هبّوا لمؤازرتها بوقفه. فالمعنيين هنا هم إما ولدوا أردنيين لآباء أردنيين فاستحقوا الجنسية والجواز تلقائيا, أو هم من جرى تجنيسهم دون استشارتهم أو تقدمهم بطلبات تجنس أو حتى تقدم من يزعمون تمثيلهم بهذا الطلب. فقد قررت حكومة الأردن عام 1949, أي قبل وحدة الضفتين بعامين وحين كانت الضفة الغربية تدار من قبل الحاكم العسكري الأردني, بتعديل أجرته على قانون الجنسية الأردني, أن "جميع المقيمين عادة عند نفاذ هذا القانون في شرق الأردن أو في المنطقة الغربية التي تدار من قبل المملكة الأردنية الهاشمية ممن يحملون الجنسية الفلسطينية يعتبرون أنهم حازوا الجنسية الأردنية ويتمتعون بجميع ما للأردنيين من حقوق ويتحملون ما عليهم من واجبات". ما جرى لا يقتصر على التجنيس القسري, وإن لم يجر الاعتراض عليه لأكثر من سبب نابع من صعوبة حال الفلسطينيين حينها الذي لا يتيح هامشا لخيار, ناهيك عن اعتراض. ولكن الأهم هنا هو أن الجنسية الفلسطينية أسقطت عنهم جمعا بهذا القرار. بل إن ذات قانون الجنسية الفلسطينية الذي أصدرته سلطة الانتداب البريطاني عام 1925, أسقط بأن توقف العمل به دون أي إحراج لسلطة الانتداب التي كان من الصعب جدا -بل من المستحيل- أن تبادر لإسقاطه عن أهل فلسطين فيما تبقى من أرضها ولم تعطه للصهاينة القادمين توا من كل أصقاع وجنسيات العالم. وقولنا باستحالة أن تقوم بريطانيا بهذا ليس حسن نية بها, بل لأن الجسم الدولي كان يسعى جهده لجعل الفلسطينيين والعرب يقبلون بقرار التقسيم لعام 1947.هؤلاء المجنسون فجأة دون استشارتهم, يتقرر فجأة ودون استشارتهم أيضا سحب جنسياتهم, بكل ما يستتبعه كون الإنسان بلا جنسية ولا جواز في عالمنا المعاصر. ومن العجب الذي تثيره "الهبّات" العصبية, أن أحد من طالبوا بالإجراءات المذكورة أعلاه, سبق أن كتب في أوائل التسعينات واحدة من أبلغ ما قيل عن هذا الذي كان يجري حينها وتفاقم الآن, قائلا: القاعدة في العالم كله أن الشعوب تختار وتغير حكوماتها, بينما في الأردن الحكومات تختار وتغير شعبها, وهي تقرر على الدوام من تريدهم أردنيين, ثم فجأة تقرر أنهم لم يعودوا أردنيين.ولأن الحكومات هي من يقرر وليس الاستحقاق الدستوري والقانوني والإنساني الملزم في العالم كله, فإن عددا من الكتاب وأصحاب المناصب والامتيازات من أصول فلسطينية أيضا, يدعمون نهج الحكومة ولكن بتغطيته بغلاف رحمة تحيل القضية لمجرد معونة لحالات إنسانية. فهم يفتون بأهمية إعطاء ذوي الأصول الفلسطينية جوازا يكون وثيقة سفر ويؤهل حامله وأسرته لتلقي بعض الخدمات الحكومية. ولكن دون الحقوق السياسية, أي دون حق الترشح والانتخاب لأي منصب عام. وغني عن القول أن لا ضمانات لأية حقوق أخرى في غياب الحق السياسي, خاصة في بلد يكرس مفهوم المنح والأعطيات والإكراميات بديلا "للحقوق" والواسطة والتشفع بديلا للمنافسة والتأهل. وكله ضمن منظومة "المحاصة" التي يقر بها هؤلاء, والتي يحتكر أعضاء نادي الحكم الضيق لأسرهم وأنسبائهم وشركائهم الحصص الكبرى كلها، ويقومون بتوزيع فتاتها على أصحاب الواسطة . بقي أن الأصوات التي تؤيد سحب الجنسية, بمن فيها تلك التي كانت تطالب لوقت قصير مضى -ومع كل خرق لاتفاقية وادي عربة تقوم به إسرائيل وكل تهديد جديد تخرج به لاستقلال وسيادة وحتى بقاء الأردن- بوقف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وإلغاء الاتفاقية. لم تطالب الحكومة هذه المرة بأي من هذا, بل طالبت فقط بقيام الحكومة بحملات دبلوماسية وسياسية تتمحور حول حق العودة. هذا مع أن أخطر ما لحق بحق العودة هو نصوص تلك الاتفاقية التي أحالت اللجوء, كما يفعل الكتاب الذين هبوا لنجدة حكومة مضطربة, إلى قضية إنسانية وليس قضية سياسية. ووادي عربة هي التي اعترفت بحدود شرق الأردن زمن الانتداب "حدودا دولية" مع إسرائيل, ولكنها سمحت في الوقت نفسه بوجود مستوطنتي الباقورة والغمر على أرضها إلى أجل غير مسمى وبامتيازات للمستوطنين تخرق فعلا السيادة الأردنية. ووادي عربة أقرت بوجود مستوطنات على طول الغور بما يتجاوز على حق الفلسطينيين في أرضهم وبما يحقق عزل أي كيان سيقوم باسم دولة عن محيطه العربي. وهي التي أقرت بحق إسرائيل في القدس الشرقية حين قبلت أن توكل إسرائيل دورا في المقدسات للأردن. والكثير غير هذا مما عرضنا له مفصلا في العديد من مقالاتنا السابقة. وبغض النظر عن لماذا وكيف تم هذا, فإن المخرج الوحيد للأردن مما وقع فيه وبدأت تجلياته تظهر بوضوح مقلق للجميع, هو الخروج من فخ المعاهدة. والبدء يكون بوقف التطبيع مع إسرائيل وحشد الشعب بكل قواه وأصوله ومنابته وراءها, وهو ما تلزمه ديمقراطية حقيقية تجمع ولا تفتت, وتقوي ولا تضعف الصوت الشعبي.فما تفعله الحكومة الآن, في نظر الغالبية الساحقة من الشعب, يلخصه عنوان مقالة يقول "يعادون نصف الأردنيين ويكرهون النصف الآخر". ولهذا يجري تداولها إلكترونيا بكثافة وكأنها ميثاق وطني جديد. والكاتب خالد محادين أردني تعود جذوره لقرون هي عمر مدينته الكرك. وهو ليس معارضا بل قبع في الديوان الملكي لسنوات مستشارا إعلاميا للملك الراحل. وفي هذا مؤشر للحكومة على كيفية تحقيق "هبّة" شاملة وداعمة للحكومة في مواجهة كل ما أضعفها رضوخها له, وليس "هبّة" ضيقة تزيد حمل حفنة "الأزلام" الذي يكاد يودي بها.

جديد المقالات New Articles مخطوطات البحر الميت Dead Sea Scrolls

اخبار الموقع Site News

Dead Sea Scrolls مخطوطات البحر الميت

  

 

 

T

NAZMI

nazmi.us

nazmi.org

nazmis.com

nazmi-org.nazmis.com

Originality Movement

100   
99   98   97   96   95   94   93   92   91   90   89   88   87   86   85   84   83   82   81   80   79   78   77   76   75   74   73    72   71   70   69   68   67   66   65   64   63   62   61   60   59   58   57   56   55   54   53   52   51   50   49   48   47   46   45   44    43   42   41   40   39   38   37   36   35   34   33   32   31   30   29   28   27   26   25   24   23   22   21   20   19   18   17   16   15   14   13   12   11   10 

    9   8   9   8   7   6   5   4   3   2    1 Political Pages (2005-2008) from the destroyed nazmi.org website 

 

يعادون نصف الأردنيين ويكرهون النصف الآخر

خالد محادين

على امتداد سنوات طويلة وكثيرة، ظل المسؤولون الأردنيون يصورون الأردن وطناً وشعباً كهدف لكل دول وحكومات وشعوب العالم، يتآمرون علينا ويخططون لتدميرنا ويشوهون صورتنا، ويستهدفون ثرواتنا وديوننا، ويسعون إلى إبادتنا، الأميركيون ضدنا والروس ضدنا والأوروبيون ضدنا الأشقاء والأصدقاء ضدنا، والأعداء طبعاً ضدنا، ونحن أيضا ضد أنفسنا، وانطلاقا من هذا التصوير انطلقنا وننطلق في الرد على ما يوجه الينا من اتهامات بعبارة واحدة نرددها بصيغ مختلفة (إننا مستهدفون).ومن الطريف انه كلما حاول أردني أن يفند المقولة، وجهت إليه اتهامات كثيرة اقلها التآمر مع الأعداء على أمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية، واقلها أيضا العمالة لهؤلاء الأعداء، بالرغم من أننا نحتفظ بعلاقات عميقة ووثيقة مع هؤلاء الأعداء لا يصح معها استخدام لغة التآمر أو لفظة العمالة في توجيه الاتهامات المضحكة.قبل أيام عقدت منظمة (هيومن رايتس ووتش) مؤتمراً صحافيا في عمان، تحدثت خلاله عما يسميه المسؤولون بتصويب الأوضاع، وما يسميه المتضررون من هذا التصويب بسحب الجنسية وتحويل أصحابها إلى كائنات بشريه معلقة في الفضاء دون أي حق من حقوق المواطنة، وقالت المنظمة إن عدد الذين سحبت منهم جنسيتهم الأردنية بلغ 2700 مواطن، وهو رقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي الذي لا يجرؤ المسؤولون على إعلانه، وكانت ردة فعلنا كما في كل مرة تحمل تأكيداً، لا نفياً لما قالته هذه المنظمة، إذ لا يكفي أن نقول في الرد على ما يوجه إلينا من اتهامات (هذا ليس صحيحاً)، بل المفروض أن نقدم الصحيح، وهو ما لا يستطيع مسؤول واحد أن يقدمه أو يعلنه.الناطق الرسمي باسم الحكومة استخدم ذات الكلمات التي يستخدمها المسؤولون في النفي الذي لا يحمل أدلة أو براهين، وأكد أن سحب الجنسية لا يتم إلا بقرار من مجلس الوزراء، رغم أن الجميع يعرف أن الذين سحبت منهم جنسياتهم دخلوا الدوائر الرسمية بجنسية وجوازات سفر، وخرجوا منها بلا جنسية وبلا جواز، دون أن يجتمع مجلس الوزراء ويوافق أو لا يوافق على سحب جنسية مواطن أردني واحد، والاستناد في هذه الممارسات إلى تعليمات فك الارتباط السرية جدا، استناد يدين من وراءه، إذ لم يكن هناك قرار فك ارتباط، وإنما خطاب ملكي من المغفور له جلالة الحسين المعظم في الحادي والثلاثين من شهر تموز/يوليو عام 1988، ولم يطلب جلالته رحمة الله متابعة خطابه بإجراءات تعسفية نقوم بترجمته من منطلقات وسياسات إقليمية وشوفينية، ولأن التعليمات تأتي لتطبيق قوانين، والقوانين تصدر من مجالس تشريعية، فإن شيئاً من هذا لم يحدث، ولن يحدث، لأن الفيصل هو الدستور الأردني الذي يتحدث عن كيان سياسي واحد وقائم جمع شرق النهر بغرب النهر، وأقام المملكة الأردنية الهاشمية، وللذين لا يعرفون أو لايعرفون أن جلالة المغفور له ما كان سيلقي ذلك الخطاب الذي أعلن فيه فك الارتباط الإداري والقانوني، وليس فك الارتباط السياسي والدستوري، لولا الضغوط التي مارسها على جلالته أشقاء عرب تآمروا ويتآمرون على الأردن وفلسطين الواحدة، وفي مقدمة هؤلاء وبرئاستهم كان الرئيس المصري أنور السادات.

في جريدة "الرأي"، على الصفحة الثامنة والأربعين من يوم الثلاثاء الثاني من شباط/فبراير كتب الأستاذ طارق مصاروة مقالته بعنوان "سحب الجنسية الفلسطينية".. كانت مقالته على يمين الصفحة، وعلى يسارها كتب الأستاذ صالح قلاب مقالة بعنوان (ماذا تريد هذه المنظمة)، ووضع كلمة المنظمة بين قوسين، وفي المقالين الإنشائيين فسرا الماء بالماء، وبدا الكاتبان مدافعين عن قضية خاسرة، وأعتز أنني أثرت قضية سحب الجنسيات العام الماضي، ولم أتلق سوى اتهامات بالعمالة لنتيناهو، واعترفت بها أمام الأدلة القاطعة التي لم يقدمها المسؤولون عن عمالتي، كما لم أتلق توضيحاً واحداً لا يقدم لي، ولكن يقدم للشعب الأردني الذي يفترض أن يحترمه المسؤولون، ويضعوا أمامه الحقائق حتى لا يتمكن كاتب متواضع مثلي من تضليله.وزير الداخلية تحدث عن تجنيس وليس عن سحب جنسية، وهي قضية لم أتعرض لها، وتسعدني كل عملية تجنيس لأي إنسان يرى المسؤولون أن يمنحوه فرصة خدمة الوطن، ثم عرفت فيما بعد أنك إذا كنت رب عائلة وأبناؤك الخمسة في جواز سفرك وقررت استخراج جوازات سفر بأسمائهم، فإن وزارة الداخلية تعتبر أن ما قامت به تجنيس لخمسة لم يكونوا يحملون هذه الجنسية، وهذه مسألة تقترب من المسرحية الهزلية، كما أنه لا الوزارة ولا الحكومات المتعاقبة توقفت عند معنى أن تجرد مواطناً من جنسيته، وما تعنيه عملية التجريد هذه من حرمانه وأسرته من أبسط حقوق الإنسان كالتعليم والتوظيف والانتخاب والترشيح والسكن والعلاج، وكل ما سواها مما لا يستطيع فاقد الجنسية أن يحصل عليها.طارق مصاروة، وهو بلا شك خبير في الكثير من القضايا- وصف تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها عمل هواة، واتهم العاملين فيها ومعها بأنهم متكسبون- تمنيت ألا يستخدم مثل هذا الاتهام على الأقل- وطالب (الصديق وزير الداخلية) بالصمود أمام ضغوط الداخل، وضغوط الخارج، وتمنى له النجاح.. أي اجتثاث كل الأردنيين من أصل فلسطيني وإلقائهم في جوف محرقة أردنية إقليمية، ومقالته لا تستدعي الوقوف معها، لأن آلاف الخطابات والقصائد والمقالات التي تنهض على غير منطق، وعلى غير ما مسؤولية، ولا غير ما أدراك لخطورة ضرب الوحدة الوطنية ذهبت إلى المجهول، وبقيت وراءها وفوقها كل القيم والمبادئ والأخلاق النبيلة التي يقاتل من اجلها ويدافع عنها المفكرون والفلاسفة والكتاب المحترمون.أما مقالة الأستاذ صالح فهي موال من آلاف المواويل التي قرأناها له ولم تعجبنا وحققت له لدى الشارع الأردني كراهية مميزة، واتهامه للمنظمة بدس انفها في الشؤون الداخلية اتهام لا يخلو من طرافة، كأن هذه المنظمة هي وحدها التي تتدخل في شؤونا، وكأن سفراء عرب وأجانب لا يتحركون في عاصمتنا ومحافظاتنا دون رقيب أو حسيب، وكان آخرهم السفير الكويتي، والسفير العراقي، والسفير الإيراني، ومع هذا لم يقل صالح القلاب كلمة واحدة عنهم، ولا أقول ضدهم، لأنه ارتاح لتدخلهم باعتبارهم مثله كارهين للرئيس الشهيد صدام حسين.ما لا افهمه من قبل، وما لا أستطيع فهمه حتى الآن، كيف يقرر مسؤولون أن الأردنيين ليسوا جميعاً أردنيين، وأن جميع الأردنيين منذ مائة عام، أو منذ قيام الوحدة بين الضفتين ليسوا أردنيين، وأن سحب جنسية مواطن قدم إلى عمان من القدس أو الناصرة لا تختلف في خطورتها وانحرافها عن سحب جنسية مواطن جاء من معان أو الكرك أو المفرق، وكان جلالة المغفور له واضحا عندما قال في خطاب فك الارتباط بالحرف الواحد على أنه "ينبغي أن يفهم بكل وضوح وبدون أي لبس أو إبهام أن إجراءاتنا المتعلقة بالضفة الغربية إنما تتصل بالأرض الفلسطينية وأهلها، وليس بالمواطنين الأردنيين من أصل فلسطيني في المملكة الأردنية الهاشمية بطبيعة الحال. فلهولاء جميعاً كامل حقوق المواطنة، وعليهم كامل التزاماتها، تماماً مثل أي مواطن آخر مهما كان أصله، إنهم جزء لا يتجزأ من الدولة الأردنية التي ينتسبون إليها ويعيشون على أرضها ويشاركون في حياتها وسائر أنشطتها".هنا أتحدى الأستاذين القلاب وطارق مصاروة ومعهما جميع كتاب وكتبة الحكومة، كما أتحدى المسؤولين الأردنيين الذين يستمتعون بسحب جنسيات مواطنيهم أن يدلوني هنا أين هي التعليمات التي يتحدثون عنها في خطاب المغفور له، ولا أطالب هؤلاء المسؤولين بالوفاء للقائد الراحل العظيم، بل ببعض الوفاء للوطن الذي يستهدفون وحدته وأمنه واستقراره بمناصبة نصف شعبه العداء الرخيص تحت حجج مضحكة هي تثبيتهم في أرضهم، فالأردن أرضهم ووطنهم، إلا إذا قرورا غير هذا، أو أعيد لهم وطنهم فلسطين الذي أضاعه النظام العربي، وما يزال يقاتل من يقاتل ضد الكيان الصهيوني لاستعادة هذه الأرض.

ملحوظة

على هاتفي الخلوي قمت بعمليات حسابية لمعرفة الفترة الزمنية التي يحتاج إليها بعض مسؤولينا لاجتثاث الأردنيين من أصل فلسطيني، ووفق الأرقام التي أعلنتها منظمة هيومن رايتس ووتش (2700 مواطن خلال خمسة أعوام) فتبين لي أن هؤلاء المسؤولين سيحتاجون إلى 5555 سنة للقيام بهذا الإنجاز الوطني والقومي، أمد الله في أعمارهم.. وهذا الدعاء ليس من القلب !! 

Censored Books Of Tayseer Nazmi:

Distant Manakeesh ( Short Stories )

 

Magic Night Events ( Novel

 

Wandering River ( Poetry ) 

كل ما كتب أعلاه ممنوع من النشر في الأردن

مناقيش بعيدة - مجموعة قصصية

وقائع ليلة السحر - رواية

النهر تائها عن مجراه - شعر

إسرائيل تخطط لتوريط الأردن بالضفة كما مصر بالقطاع

 

جسر أللنبي يقوم بمهمة معبر رفح في محاصرة الفلسطينيين

 

ـ معهد بيكر يضع على مائدة اوباما عدة خرائط لتبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين

 

المستقبل العربي

 

يبدي بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل اعتقاده في أن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني ستستأنف قريبا، وربما خلال أسابيع قليلة، كما أورد في خطابه أمام مؤتمر هرتزيليا.. فيما انتقلت فكرة نقل المسؤوليات الأمنية عن الضفة الغربية إلى الأردن، من تصريحات داخل الجلسات المغلقة لسياسيين إسرائيليين، إلى صفحات الصحف العبرية، وبتفاصيل تبين أن الهدف هو إلقاء الحمل الفلسطيني مناصفة على كل من الأردن ومصر، كما يبين ذلك مقال للكاتب الإسرائيلي في بخور في عدد الخميس من صحيفة "يديعوت احرونوت".بالتزامن، تنشر "معاريف" الخميس أيضا تفاصيل مقترحات تعرض على الإدارة الأميركية بشأن تبادل أراضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تشمل تغيير مكان مطار اللد، الذي أصبح يحمل في ظل الاحتلال الإسرائيلي إسم بن غوريون، ونقل مستوطنات إسرائيلية عدة من أماكنها الحالية، إلى أماكن أخرى..!

 

توريط الأردن كما ورطت مصر

 

مقال غي بخور، وعنوانه "فك ارتباط.. لنعد المسؤولية إلى الأردن"، يقول صراحة "مثلما هو واضح اليوم بقدر أكبر بكثير بأن غزة تعود إلى مصر أكثر مما هي تعود لإسرائيل، حيث يغلق المصريون الأنفاق بسور من الفولاذ ويفتحون رفح، حان الوقت للمرحلة التالية في فك ارتباط إسرائيل عن مشاكلها العضال التي تثقل عليها كالأثقال. حان الوقت لأن يعود الأردن إلى دوره التاريخي في شؤون ضفته الغربية".يضيف الكاتب "الأردنيون يصرخون في كل زاوية في العالم، وعن حق كبير، بأنه يجب التقدم في المسيرة الفلسطينية، وإذا كان كذلك – من يطلب بلطف، ينفذ بلطف. حان الوقت لأن يتجندوا هم أيضا إلى القضية". ويشير الكاتب الإسرائيلي القول أن "إسرائيل أسدت جميلا للأردن في 1967، حين قطعته عن مشاكل الفلسطينيين في الضفة، تماما مثلما أسدت جميلا لمصر حين قطعتها عن غزة". ويقول "هذا الغباء الإسرائيلي يجب أن ينتهي، وفورا". يتابع الكاتب الإسرائيلي "الأردنيون بالطبع مذعورون من إمكانية أن يعودوا لمعالجة شؤون الفلسطينيين، مثلما هم المصريون مذعورون وفعلوا كل شيء كي لا تفك إسرائيل ارتباطها عن محور فيلادلفيا ولكن لا مفر من ذلك. دولة فلسطينية صغيرة لن تكون قابلة للحياة، إلا إذا كان لها اتصال مباشر وواضح مع الأردن، الذي يوجد فيه على أي حال، أغلبية فلسطينية متماسكة، وولي العهد هو بذاته نصف فلسطيني"..! ويتساءل الكاتب "كيف يمكن لإسرائيل أن تنفذ هذا؟"، ويجيب "بفتح معبر أللنبي لعلاقة أردنية – فلسطينية مباشرة، دون تدخل إسرائيلي. في اللحظة التي يحصل فيها هذا، فإن المسؤولية الأمنية والسياسية ستقع بأسرها على كاهل الأردنيين، الأمر الذي أعفيناهم منه على مدى ثلاثة عقود ونصف. صحيح، من شأن الأمر أن يجلب الإرهاب، ولكن نحن نعرف كيف نعالج الإرهاب، مثلما أثبت الجيش الإسرائيلي قبل سنة في رصاص مصبوب حين حطم "حماس" وبنى ردعا لعشرات السنين. يوجد اليوم أيضا جدار الفصل". يضيف الكاتب قائلا "حان الوقت لإدخال الأردن أيضا إلى المعادلة، مثلما أدخلت مصر إلى المعادلة في غزة". ويقول "بصفتها (الأردن) دولة مسؤولة وذات علاقات مع إسرائيل، يمكن الاعتقاد بأن الأردن سيحبط كل مشكلة أمنية – ليس من أجل إسرائيل، بل لأن الأمر سيمس بأمنه الوطني، بالضبط مثلما تفعل الآن مصر مع سورها الفولاذي. معبر اللبني سيكون اتصال الأردن بالفلسطينيين، وتنزع فيه المسؤولية الأمنية الإسرائيلية تماما. وتستخدم إسرائيل معابر حدود أخرى إلى الأردن، وهكذا تعود العلاقات بين الأردنيين والفلسطينيين لتكون مباشرة، دون أن يكون أي حراك في يهودا والسامرة بالنسبة للاستيطان اليهودي. لا صلة بين الأمور. الأردنيون والفلسطينيون سيكونون مسؤولين عن الموضوع العربي بل ومن الطبيعي أن يلتقوا دون تدخل إسرائيلي". يضيف الكاتب الإسرائيلي "أحد لا يمكنه أن يعارض خطوة بهذه الطبيعية، وعندها، إن شاء الأردنيون، فسيوافقون على دولة فلسطينية، وإن لم يشاءوا، فلن يوافقوا. إذا سيكون أمرا عربيا داخليا، بالضبط مثلما يمكن للمصريين أن يوافقوا على دولة فلسطينية في غزة، أو لا يوافقوا".ويرى الكاتب أن "فتح المعبر أمام علاقة أردنية – فلسطينية حرة سيخلق تفاعلا منعناه حتى اليوم خطأ. اليوم، في معبر أللنبي يوجد الجيش الإسرائيلي، الذي يغلق، يحرس، يحقق ويفحص. كل فلسطيني يعود يخضع للرقابة الإسرائيلية الشديدة. بعد الخطوة المقترحة هنا لن يكون هناك رقابة إسرائيلية على الإطلاق، الأمر الذي لا بد سيفرح الأردنيين والفلسطينيين برؤيته، والعبء الأمني، وكذا المسؤولية الدولة، ستلقى على عاتق الأردن".

 

ويؤكد الكاتب مرة أخرى "حان الوقت لأن تكف إسرائيل عن تنفيذ العمل الأسود نيابة عن الأردنيين، مثلما كفت عن عمله نيابة عن المصريين. بالضبط مثلما عادت المسؤولية عن غزة، عمليا، إلى يد مصر، فإن المسؤولية عن الضفة الغربية يجب أن تعود إلى الضفة الشرقية. وما يقررون عمله في الضفتين – يصبح شأنهم الداخلي"..!

 

مقترح تبادل أراضي على مائدة اوباما

 

إلى ذلك، تكشف "معاريف" ما تقول أنه "الاقتراح الذي سيطرح على طاولة الإدارة الأميركية".. تقول "منذ نحو سنتين يجري تحت رعاية معهد بيكر في جامعة رايس في تكساس عمل سري ومعمق لفرق من المفاوضين من إسرائيل ومن السلطة الفلسطينية – تبلور في تقرير نشر أول أمس (الاثنين) ويمكن أن نجد فيه حلولا إقليمية محتملة للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

 

  فقد دعا المعهد مسؤولين كبار سابقين من الجهاز المدني والعسكري في الطرفين، وكذا أكاديميين، خبراء من منظمات مختلفة ومحافل من القطاع الخاص. وحسب مصادر أميركية، أحد الشركاء الإسرائيليين في هذا التقرير هو المحامي جلعاد شير، مدير مكتب أيهود باراك وزير الدفاع، ورئيس الوزراء الأسبق، ومن كان يقف على رأس الفريق المفاوض في عهده. مقابله، في الطرف الفلسطيني، عمل ضمن آخرين سميح العبد، مسؤول كبير في "فتح" كان وزيرا للبناء والإسكان في الحكومة الفلسطينية. وأدار الاتصالات مدير معهد بيكر ادوارد ف. جرجيان، دبلوماسي أميركي مقدر كان سفيرا للولايات المتحدة في سوريا وفي إسرائيل.

 

الأراضي الإقليمية أولا

 

  الهدف الذي وضع في البداية، تقول الصحيفة، هو الحل بداية للمسائل الإقليمية، وفقط بعد ذلك التوجه إلى مسائل اللباب – القدس، اللاجئين وترتيبات الأمن. والافتراض هو أنه إذا كان ممكنا الوصول إلى اتفاق حول هذه المسألة فسيكون ممكنا التقدم في المفاوضات المباشرة على نقاط الخلاف الأخرى. ومع أن المكانة النهائية للقدس لم تبحث، إلا أن الفريقين انشغلا بمصير البلدات والأحياء في غلاف القدس، وشخصّا في هذه الأثناء البؤر الإشكالية التي من شأنها أن تثقل على تحقيق الاتفاق. واتفق الفرقاء، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، على عدة مبادئ توجيهية بينها: ضم المستوطنات سيكون أقرب ما يكون إلى حدود 67، يتم الحفاظ على تواصل إقليمي في الطرفين، المقدرات والاحتياجات البيئية للفلسطينيين تؤخذ بالحسبان، التطلع هو عدم إخلاء مستوطنات كبرى، ولكن أيضا ضم أراض أقل قدر الإمكان لإسرائيل. كما اتفق الفرقاء على الحاجة لمعابر آمنة – للعرب (تبعا للتغييرات في الظروف السياسية الفلسطينية الداخلية) بين يهودا والسامرة وغزة، وللإسرائيليين على طريق الغور وطريق 443. الفريق الإسرائيلي، تقول الصحيفة، أصر على ألا تعتبر الأحياء والضواحي المقدسية خلف الخط الأخضر مستوطنات، بحيث أن عدد المستوطنين في يهودا والسامرة، الذين سيبحث مصيرهم، يصل إلى 280 ألف فقط.

 

تغيير مكان مطار اللد

 

أما الفلسطينيون بالمقابل، فقد أصروا على أن يحصوا أيضا سكان غلاف القدس، بحيث يصل عدد المستوطنين إلى نحو 485 ألفا. وباستثناء الجدال حول غلاف القدس، وعلى رأسه معاليه ادوميم، وهار حوما، أصر الطرفان على الاتفاق أيضا على مصير كارنيه شومرون، ارئيل، أفرات ومجدال عوز المجاورة وكذا جفعات زئيف واللطرون.

 

  بدلا من مطار بن غوريون

 

  الأمر الأبرز الذي يتضح من الاتفاقات المتحققة، تقول الصحيفة، هو أنه في كل البدائل الثلاثة للحلول الوسط التي يقترحها جرجيان: ستشطب ارئيل من على وجه الأرض. الفريق الإسرائيلي اقترح إخلاء المدينة وإعادة بنائها على مقربة من الخط الأخضر. بالمقابل، عرضت أرض غير مأهولة من 28 كيلو مترا مربعا من منطقة سلفيت ـ رام الله تسيطر على مطار بن غوريون. اقترح الإسرائيليون ضم الأرض ونقل ارئيل اليه، وبلدات بيت آريه وعوفريم. بالمقابل، اقترح الفلسطينيون نقل مطار بن غوريون وإقامة ارئيل مكانه. إضافة إلى ذلك بحثت الطواقم في الحاجة إلى جدول زمني مرن متفق عليه لإخلاء المستوطنات التي لن تضم إلى إسرائيل، وإيجاد حلول مسبقة لمن يتم إخلاءهم. كما اتفق على أنه في حالة المستوطنات القديمة والكبيرة فإنها ستنقل في فترة زمنية من 5 – 15 سنة. ورأى المشاركون في الوصول إلى تسوية في موضوع الحدود والأمن مفتاحا لمواصلة المسيرة السلمية نحو التسوية الدائمة. بالإجمال، تقول الصحيفة، أعدت خمس خرائط محتملة: الخريطة الأولى التي اقترحها الفريق الإسرائيلي عرضت حلا تضمن تبادلا لـ 7 المائة من الأرض وفقا لنسبة 1:1. وذلك وفقا للنسبة التي تقررت في المبادرة العربية، وخلافا لصيغة كلينتون من العام 2000 التي قررت نسبة مع فائض لإسرائيل 3:1. المسار المقترح للحدود في الخرائط التي عرضها الطرف الإسرائيلي تتطابق والقسم الأساس في مسار جدار المن. بالمقابل، عرض الفلسطينيون خريطة تتضمن تبادلا لأقل من 2 في المائة من المنطقة بنسبة مشابهة 1:1. الخريطتان عبرتا عن مواقف مشابهة لتلك التي عرضها في الماضي رئيس الوزراء أيهود اولمرت ورئيس السلطة أبو مازن.

 

  في غضون سنتين

 

  وتكشف الصحيفة عن أنه قبل بضعة أشهر، وفي أثناء محاضرة له في الولايات المتحدة إدعى شير بأن المصلحة الوطنية لإسرائيل هي التخطيط الجيد لمسار الحدود المؤقت والترتيبات الأمنية النابعة منه، كي يتم نقل المستوطنات بشكل عاقل، داخل الكتل الاستيطانية التي ستبقى ضمن السيطرة الإسرائيلية.

 

هكذا، تضيف الصحيفة، بالتداخل مع بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية – "خطة فياض" والمسعى الأميركي لتأهيل قوات فرض القانون في الضفة، "خطة جونز" – سيكون ممكنا الإعلان في غضون نحو سنتين عن دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. في نهاية المطاف، تقول الصحيفة، يوصي معهد بيكر الإدارة الأميركية بالتفكير في ثلاثة بدائل أخرى:

 

الأول: تبادل 4 في المائة من أراضي يهودا والسامرة (251 كيلو متر مربع) في إطاره يخلى أكثر من 115 ألف إسرائيلي.

 

الثاني: يقضي بتبادل للأراضي بنسبة 3.4 في المائة (212 كيلو متر مربع) وإخلاء أكثر من 120 ألف إسرائيلي.

 

الثالث يقضي بتبادل للأراضي بنسبة 4.4 في المائة من المنطقة (274 كيلو متر مربع).

 

وتشير الصحيفة إلى أن الفوارق بين البدائل تتعلق ضمن أمور أخرى بمستوطنات كارنيه شومرون، غوش حينانيت، شكيد وريحان، وبالأساس بحجم المستوطنات التي يمكن أن تضم إلى إسرائيل.

 

     2/4/2010



رحيل المفكر والباحث الفلسطيني د.أنيس صايغ في عمان

 Anis_Sayegh.jpg

 

 التاريخ : 26/12/2009   الوقت : 14:23  

عمان 26-12-2009 وفا- توفي اليوم في العاصمة الأردنية عمان المفكر والباحث الفلسطيني د.أنيس صايغ.الباحث الفلسطيني د. صايغ، أحد بناة مركز الأبحاث الفلسطيني، ومن كبار المدافعين عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين بكامل ترابهم الوطني على امتداد ثمانين عاما.

ولد أنيس صايغ في 3/11/ من عام 1931 في طبريا، وبدأ دراسته بمدينته وأنهى الثانوية سنة 1949 في مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا التي انتقل إليها بعد الاحتلال الصهيوني لمدينة طبريا. نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ سنة 1953 من الجامعة الأميركية في بيروت، واشرف على تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في جريدة النهار، عمل مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة. وحصل على الدكتوراه من جامعة كامبردج في العلوم السياسية والتاريخ العربي، وعين في جامعة كامبردج أستاذا في دائرة الأبحاث الشرقية، فمديراً لإدارة القاموس الانجليزي العربي، وعين مديراً عاماً لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، فرئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية في القاهرة. وحقق د. صايغ انجازات هامة وكبيرة كإنشاء مكتبة ضخمة، وإصدار اليوميات الفلسطينية ومجلة شؤون فلسطينية، نشرة رصد إذاعة إسرائيل، إنشاء أرشيف كامل يحتوي على كافة الأمور التي تعني الباحثين، وعمل عميداً لمعهد البحوث والدراسات العربية التابعة للجامعة العربية. واشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي وقضايا عربية، كما عمل مستشاراً لجريدة القبس الكويتية، فأنشأ لها مركزاً للمعلومات والتوثيق، وهو صاحب فكرة وضع الموسوعة الفلسطينية، وعين عام 1980 في جامعة الدول العربية كمستشار للامين العام، وكرئيس لوحدة مجلات الجامعة. وحصل المفكر والباحث الفلسطيني د.أنيس صايغ على عدة جوائز، أهمها: وسام الاستحقاق السوري بمناسبة صدور مذكراته: أنيس صايغ عن أنيس صايغ، 2006، ودرع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي، في بيروت، تقديراً لعطائه الفكري والثقافي، والتزامه بالقضايا الوطنيّة والقوميّة، وجائزة سيف فلسطين رمزاً للصمود، من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في دمشق 2006.

ومن أبرز مؤلفات الراحل د. صايغ: لبنان الطائفي، بيروت 1955، دار الصراع الفكري، بيروت، 1957، والأسطول الحربي الأموي في المتوسط، بيروت،  1956، جدار العار، بيروت، 1957، سوريا في الأدب المصري القديم، بيروت، 1958، والفكرة العربية في مصر، بيروت، 1959، وتطور المفهوم القومي عند العرب، دار الطليعة، بيروت، 1961، في مفهوم الزعامة السياسية: من فيصل الأول إلى جمال عبد الناصر،المكتبة العصرية، بيروت 1965.

ومن مؤلفاته أيضاً: الهاشميون والثورة العربية الكبرى، دار الطليعة،  بيروت 1966، الهاشميون وقضية فلسطين، المكتبة العصرية، بيروت 1966، فلسطين والقومية العربية، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت 1967، وبلدانية فلسطين المحتلة، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت 1967، والمستعمرات الإسرائيلية منذ 67، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1969. 

ومن مؤلفات المرحوم المترجمة نذكر، فن الصحافة، بيروت 1958، وقمح الشتاء، بيروت 1958، ومقالات في القضية الفلسطينية، بيروت 1956، والمؤسسات والنظم الأمريكية،بيروت 1964. وشارك الباحث والمفكر الفلسطيني، في تحرير الموسوعة العربية الميسرة، مؤسسة فرانكلين، القاهرة 1965، وقاموس الكتاب المقدس، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت،  1967، ودراسات فلسطينية، (بالألمانية)، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت، 1967، يوميات هرتزل، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت،  1967، ومن الفكر الصهيوني، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت،  1968، وتحرير مجلة العلية، بيروت، 1956-1959.

وسينقل جثمانه الطاهر من مطار عمان إلى بيروت  ليوارى هناك  في لبنان.



 

التجمعات الفلسطينية بالشتات...كيف يُعاد تنظيمها؟ جادالله صفا

النشرة الاقتصادية، الطّاهر المُعز.

 Naji-kak.jpg

 

 

 

التجمعات الفلسطينية بالشتات... كيف يعاد تنظيمها؟

جادالله صفا – البرازيل

يدور حديث للبحث عن اشكال جديدة لاعادة تنظيم الجاليات الفلسطينية بالشتات تحت مسمي المؤتمرالعالمي لشبكة فلسطين الذي تشرف عليه بعض الشخصيات الفلسطينية "غسان الخطيب، رمزي خوري، رفيق الحسيني، عيسى قسيسا،  حيث تقول الاخبار انه سيعقد المؤتمر خلال شهر شباط من العام2010  بعد تاجيله، دون معرفة كيفية المشاركة والعضوية بالمؤتمر، اذ ستكون انتقائية من اوساط الجاليات والتجمعات الفلسطينية بالشتات وهي المرجحة حتى الان. والغير واضح ايضا كيفية نضوج فكرة المؤتمر عند المبادرين والاهداف المراد الوصول اليها من وراء هكذا خطوة، والغير واضح ايضا كيفية اتخاذ القرار بعقد المؤتمر بدون مناقشتة باوساط التجمعات الفلسطينية بالشتات باعتبارها المعنية بالمشاركة، وغياب الية تسمح للتجمعات الفلسطينية باختيار قياداتها وممثليها ومندوبيها لهذه الشبكة وهذا المؤتمر، فالاقدام على هكذا خطوة من قبل الاسماء المذكورة اعلاه التي لها علاقات مباشرة مع السلطة ومنها من هو جزء من السلطة تضع العديد من علامات الاستفهام حول النوايا الحقيقية لها، وغياب المؤتمر عن وسائل الاعلام يعزز الشكوك حول النوايا الحقيقية لعقده والاهداف المراد الوصول اليه.

والسؤال المطروح من هو المسؤول عن تمويل هذا المؤتمر الذي سيحضره عشرات وقد يكون المئات من كافة تجمعات الشعب الفلسطيني؟

الاخبار التي تتناقل ببعض التجمعات الفلسطينية ان المشرفين على عقد المؤتمر قامت بتفريغ بعض العناصر للعمل باوساط التجمعات الفلسطينية لدفع واختيار افرادا من هذه التجمعات لتكون مرشحة للمشاركة، والعمل على تذليل كافة العقبات التي قد تبرز ببعض المناطق والتجمعات الفلسطينية، من خلال رفع التقارير الى المشرفين على عقد المؤتمر، تتضمن تفاصيل عن الجاليات والتجمعات الفلسطينية، حيث تشير بعض الاخبار المسربة ان البرازيل على سبيل المثال قد تصل حصتها الى خمسة افراد، يتم اختيارهم ودعوتهم من قبل المشرفين او اللجنة التحضيرية الغير معروفة عناصرها حتى اللحظة.

هذه الخطوة تاتي بعد عقد مؤتمر برلمان الشباب الفلسطيني منتصف شهر كانون الاول – ديسمبر 2009، حيث الرئيس الفلسطيني القى كلمة الافتتاح، فهذه الاطر الجديدة التي بدت تظهر بالوسط الفلسطيني تضع علامات استفهام حول الاهداف المراد منها، اذا كانت هذه المؤتمرات ستشكل بديلا للمؤسسات الفلسطينية القائمة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبار ان المشرف عليها افراد تربطها علاقات قوية مع السلطة الفلسطينية، والتوجه الفلسطيني لدى القيادة الفلسطينية هو تغليب السلطة الفلسطينية ومؤسساتها على منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، حيث ستشكل هذه المؤسسات قيادات ميدانية مختارة تمثل نهجا بالساحة الفلسطينية تاخذ مكانا قياديا بديلا، بوقت تغيب فيه دور المؤسسات التمثيلية للتجمعات الفلسطينية بعد ان تم تهميشها.

حتى اللحظة لا احد يعرف موقف الفصائل الفلسطينية تجاه هذه الخطوة، لا علنيا ولا من خلال نشطائها، وهذا ما يجعل التجمعات الفلسطينية بالشتات بعيدين عن معرفة حقيقة هذه الخطوة وهذا التوجه، وسيبقى موقف الجاليات يعتمد على الاجتهادات الفردية، بظل غياب التنظيم وغياب العلاقات بين ابناء الجالية الفلسطينية الواحدة بهذا القطر او ذاك وتجمعاتهم والقوى الفلسطينية بالداخل او اي مكان، وستقتصر المواقف على اشخاص وستكون هناك اراء مختلفة حول الخطوة ببعض المناطق، وبكل تاكيد سيتم احتواء او تجاوز اي معارضة بكل سهولة، بظل غياب التنسيق الواضح والشفاف، وغياب حقيقة معرفة نوايا من يقف خلف هكذا خطوات، وتقول بعض المصادر التي لها علاقة وعلى اتصال مباشر مع المشرفين ان مسودة البرنامج واهدافه هي ليست نهائية وانما المؤتمر هو سيد نفسه، ومن هكذا تصرف، يفهم ان المؤتمر والمشرفين عليه يعملون على ان يجعلوا المؤتمر امرا واقعيا، لن تكون القرارات الصادرة عنه الا من خلال التوجيهات والاهداف التي رسموها له لضمان نجاح المؤتمر حسب مقاييسهم، كذلك قام المشرفون على المؤتمر بتسمية عناصر متفرغة على مستوى تجمعات الشعب الفلسطيني لتعمل بطريقة هادئة وبدون ضجة باوساط الجاليات وتجمعاتها لاختيار ممثلين عنها الى هذا المؤتمر وتوفير الارضية لانجاح المؤتمر.

ما يبقى غير مفهوم وغير واضح الاسباب التي تجعل المشرفين على مثل هكذا خطوة تجاوزهم لممثلي ورموز الجاليات بالعديد من الدول، والقفز عن المؤسسات الفلسطينية التمثيلية، وشروط المشاركة والتمثيل، ولا اعتقد ان قيادات بداخل حركة فتح والسفراء الفلسطينين خارج هذا التوجه او لا معلومات لديهم، فالمراقب للحركة السياسية الفلسطينية يصل الى النتيجة التي تؤكد على خلق بدائل للمرحلة السابقة من النضال الفلسطيني، وتهميش منظمة التحرير الفلسطينية على طريق تصفية مؤسساتها تدريجيا من خلال اهمالها وتهميشها، وما يجري بنائه من مؤسسات جديدة ليست ضمن اطر او اشراف منظمة التحرير الفلسطينية، وانما ضمن اشراف وتوجيه مؤسسات السلطة الفلسطينية وبتمويلها.

من يراهن على تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية واعادة روح الحياة الى الاطر الفلسطينية الوحدوية، كالذي يراهن على تغطية الشمس بغربال، فالقيادة الفلسطينية تدرك بشكل كامل موازين القوى الداخلية باوساط الشعب الفلسطيني، وكم بامكانها الاستفادة منها بطريقة انتهازية تسمح لها باعادة بناء اطر ومؤسسات جديدة، لايجاد واقع جديد للفلسطينين يتلائم مع توجهات القيادة  الفلسطينية وتوجيهاتها  للمرحلة القادمة.

المصطلحات والمؤتمرات الجديدة التي بدأت تشق طريقها الى اوساط الشعب الفلسطينين، تؤكد على المفاهيم الجديدة التي تعمل هذه القيادة على تثبيتها باوساط الشعب الفلسطيني، كمصطلح المغتربين الذي يعمل على تقسيم شعبنا بين لاجيء ومغترب، علما ان هذا المصطلح لم يكن اطلاقا موجودا في تجمعات شعبنا الفلسطيني على مدار هذا التاريخ النضالي الفلسطيني. وبعد كل هذا لا بد من الوقوف امام حديث رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية للسلطة الفلسطينية اثناء افتتاح السفارة الفلسطينية بفنزويلا، عندما ساله احد مراسلي التلفزيون الفنزويلي عن عدد الشعب الفلسطيني، فاجاب 3 ملايين بالضفة ومليون ونصف بغزة، وعندما اراد ان يعرف الصحفي عن اللاجئين الفلسطينين اذا هم ضمن التعداد العام للفلسطينيين، فاجاب رياض بان اللاجئين سيتم حل قضيتهم من خلال الامم المتحدة.

  يقول لي احد ابناء الجالية الفلسطينية بالبرازيل ان اي خطوة تقوم بها السلطة الفلسطينية او من له علاقة بها هي خطوات مشبوهة مهما كانت ملابسها الوطنية، ويؤكد هذا الفلسطيني ان التأني مطلوب لمعرفة النوايا الحقيقية لكل من له علاقة بالسلطة، لان المال بهذا الجانب يلعب دورا سلبيا لشراء الذمم، والوعود بمناصب مهمة سيكون لها سلبيات مستقبليا، لذا  يتطلب من كافة المخلصين والحريصين بوسط التجمعات الفلسطينية بالقارات الخمس ان تبني بينها شبكة اتصالات لتبادل المعلومات حول كافة الخطوات المشبوهة التي قد تقوم بها السلطة او اطراف لها علاقة، بظل غياب دور فصائلي فلسطيني يفتقد الى الحد الادنى من المعلومات والتوجيه والارشادات.

نشرة اقتصادية موجزة

إعداد: الطّاهر المُعز

الإمارات، فلوس النفط:  قامت مجموعة من مؤسسات كوريا الجنوبية بتوقيع عقد لبناء مفاعلات لتوليد الطاقة النووية بقيمة 20,4 مليار دولار للقسط الأول الذي سيُستتبَع بقسط ثانٍ بنفس المقدار. وقد سبق أن تدخل الرئيس الفرنسي لتفوز مؤسسات فرنسية بالعقد. تُعد الإمارات ثالث مصدر للنفط في العالم، وما انفكت تستثمر في قطاعات غير منتجة (مثل باقي دول الخليج)، وتهب لإنقاذ الدول الإمبريالية من أزمتها، بضخ السيولة النقدية في بنوكها. في خبر آخر، ومواصلةً للخطوات التطبيعية، ذكرت الصحيفة الصهيونية "يدعوت أحرونوت" (29/12/2009) أن شركة صهيونية ستفتح قريباً محلاً تجارياً علنياً بمساحة 100 متراً مربعاً في حي تجاري راق في دبي، باستثمار قدره 1,5 مليون دولار، لبيع ملابس للرجال البدينين.

مصر تتسلح... ضد من؟ وافقت الحكومة الأمريكية على قيام شركة "لوكهيد" ببيع 24 طائرة عسكرية مقاتلة للحكومة المصرية. الطائرات من نوع "أف 16" مع معدات مرافقة، وتبلغ قيمة الصفقة 3,2 مليار دولاراً. تملك مصر 220 طائرة من نفس النوع بدأت شراءها منذ العام 1982. للتذكير فإن 50% من الشعب المصري مصنفون تحت خط الفقر، ومليوني طفل يعيشون في الشوارع بدون مأوى، وقدِّر عدد الفقراء الذين يبيعون أعضاءهم للمصحات الخاصة بقصد زرعها لمن يدفع، بـ 4 آلاف مواطن سنويا، ويتراوح سعر الكلية ما بين 1700 و2700 دولاراً.

الجزائر، وضع اقتصادي متأزم: بلغ احتياطي النقد الأجنبي 146 مليار دولاراً في آخر شهر سبتمبر. وانخفضت قيمة الصادرات الجزائرية حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2009 بنسبة 45,4% (مقارنة بنفس الفترة من عام 2008 حين بلغت 39,5 مليار دولاراً). أما الواردات فقد انخفضت بنسبة 2,2 % فقط (لأن معظم الواردات ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها). نتيجة لذلك، تراجع فائض الميزان التجاري من 36,5 مليار دولار عام 2008 إلى 4,2 مليار دولار عام 2009. وبالنسبة لنتائج حرب كرة القدم بين الجزائر ومصر، فإن مصلحة الضرائب الجزائرية طالبت شركة "جيزي" (الفرع الجزائري لشركة الإتصالات المصرية "أوراسكوم تيليكوم") بدفع ما قيمته 600 مليون دولار، بعنوان ضرائب متأخرة من العام 2005 إلى العام 2007، وستفقد الشركة المصرية للهاتف المحمول جزءاً من السوق المصرية أيضاً، بسبب قرار "هيئة الرقابة المالية" المصرية بقبول عرض تقدمت به فرانس تيليكوم لشراء جميع أسهمها المطروحة للبيع.

فلسطين المحتلة، الكيان الصهيوني يدمر وأوروبا تحاول تخفيف الوقع: بعد أيام من منح 22 مليون يورو (32 مليون دولار) إلى "سلطة الحكم الذاتي الإدار(من مادة الإيثانول) ي" في رام الله، قرر الإتحاد الأوروبي منح 5 ملايين يورو (7 ملايين دولار) لوكالة غوث اللاجئين في غزة. وذلك إثر إعلان "الأونروا" عن عجز غير مسبوق أدى إلى تخفيض مستوى وكمية خدماتها القليلة أصلا في غزة، خاصة في مجال الخدمات الصحية. وتم إحكام إغلاق منافذ غزة إلى العالم الخارجي، بعد أن خربت القنابل الصهيونية ما تبقى من بنية تحتية،. ننوه هنا أن الوكالة تقوم بتقديم خدمات لحوالي 4 ملايين لاجئ فلسطيني، مُسجّل لديها في فلسطين وما حولها، وأن 45% من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1967 هم لاجئون. ويبلغ تعداد الفلسطينيين 10,88 مليون، و6 ملايين منهم يعيشون خارج فلسطين.

السودان، مساهمة في انعدام الأمن الغذائي؟ يُتوقع أن يبلغ إنتاج السكر 750 ألف طن عام 2010، وتستعمل شركة "الكنانة" جزءا منه لاستخراج مادة الإيثانول الذي يُستخدم كوقود نباتي (حيوي) لتعويض النفط. بدأت السودان في شهر ديسمبر بتصدير 20 مليون لتر منها إلى أوروبا، وسيتواصل النسق حتى فبراير 2010، بقيمة 450 يورو للمتر المكعب. تطمح "الكنانة" إلى إنتاج 65 مليون لتر سنويا حتى العام 2013 ليرتفع إنتاجها حينها إلى 200 مليون لتر. يعتمد اقتصاد السودان على إنتاج النفط الخام المقدر بـ 500 ألف برميل يوميا.

سوريا، بين أمريكا وأوروبا: تفرض الولايات المتحدة عقوبات على سوريا منذ العام 2004، بدعوى "مساندة الإرهاب" (وهي البلد المحتلة أرضه). ولما حاولت فرنسا مؤخرا بيع سوريا طائرات آرباص مدنية (صناعة أوروبية مشتركة)، اعترضت أمريكا وأحبطت الصٌفقة على اعتبار أن عددا من قطع غيار هذه الطائرة أمريكي الصنع. وكأن أمريكا تريد أن تؤكد على أن هناك قائد وحيد لسفينة الإمبريالية، وإذا رُفع الحظر فإن أمريكا أولى ببيع منتوجاتها، كما فعلت مع ليبيا. هذا وقد توجهت سوريا نحو روسيا لشراء طائرات لتجديد أسطول شركة الخطوط الجوية السورية.

الحبشة، الشعب جائع والجيش يحتل الصومال: يُقدر عدد مواطني أثيوبيا بـ 81 مليون (وهي الثانية في الكثافة السكانية في أفريقيا بعد نيجيريا). يقطن 80% من سكان أثيوبيا في الأرياف، ولا يتجاوز معدل الملكية هكتاراً واحداً. ليعجز 7.5 مليون فلاح فقير عن إيجاد قوت يومهم إلا بالعمل في حظائر مقابل بعض المواد الغذائية التي "تتبرع" بها وكالة التعاون الأمريكية للنظام مقابل احتلال الصومال. تقوم "يو أس آيد" بتزويد المشروع الأممي للغذاء لتأمين بعض المواد الغذائية للسكان (15 كلغ شهريا للأفراد الراشدين)، لأن الجوع يتهدد  ما بين 8 إلى 12 مليون مواطن. وقد طلبت حكومة أثيوبيا إعانات إضافية لـ 4,2 مليون شخص يتهددهم الجوع، ويتراوح عدد الموتى بسبب الجوع أو نقص التغذية ما بين 400 ألف ومليون شخصاً خلال سنوات الجفاف في مثل هذا الموسم. بينما يتم وضع 15% من ميزانية الدولة (المتأتي جزء منها من أمريكا) في خانة "محاربة الفقر".

صندوق النقد الدولي، المال في خدمة الإيديولوجيا اللبرالية: علٌق الصندوق مخطط "المساعدة" المالية، عند سقوط الحكومة الرومانية التي كان يسندها (نوفمبر 2009)، ومقدارها 28,5 مليار دولاراً. وكان الصندوق قد وقع على اتفاقية مع الحكومة "لمساعدتها على الإندماج في الإتحاد الأوروبي" الذي التحقت به منذ سنتين. وضع الصندوق شرطا لاستئناف "المساعدة" يتمثل في حذف 100 ألف وظيفة في القطاع العام، أي 7,5 بالمائة من مجموعها (1,3 مليون موظف عمومي في الجملة). أقرت الحكومة ذلك في ميزانية هذا العام.

خصصت دول الإتحاد الأوروبي، عام 2007 ما قدره 229 مليون يورو (330 مليون دولار) للبحث العلمي، أي 1,85 بالمائة من المنتوج الداخلي الخام للدول السبع والعشرين التي تكونه، ويعمل في هذا الميدان 2,355 مليون بشكل قار (مثبتين بدوام كامل)، منهم 1,355 باحث وخبير. والسؤال الذي يتبادر للذهن هنا هو: كم تُخصِّص الدول العربية للبحث العلمي؟

اليابان، جهاز الدولة في خدمة رأس المال: للمرة الثالثة في أقل من سنتين، تضخ الدولة 10 آلاف مليار ين (110 مليار دولار) في شكل قروض قصيرة الأجل وبشروط ميسرة، لتنشيط الإقتصاد الياباني الذي يعاني من الركود. وقُدِّرَ مجموع تدخلات الدولة في ظرف 24 شهراً بـ 264 مليار دولار. هذه الآلية مُحرّمة على البلدان الفقيرة، هذا إن وجدت تلك البلدان أصلاً أموالا تساعد بها فلاحيها وصناعيّيها. لطالما ردّدوا على مسامعنا أن السٌوق قادرة على التكيف وتعديل المسار دون تدخل

الصين، طموحات واقعية: جددت أوروبا فرض أداءات مرتفعة على الأحذية القادمة من الصين والفيتنام، وردت الحكومة الصينية الفعل في نفس اليوم فزادت من نسبة الأداءات التي تفرضها على دخول بعض المواد المعدنية القادمة من أوروبا. رغم تقهقر قيمة الصادرات الصينية بنسبة 19% عام 2009، فإن الصين أصبحت أول مُصدّر في العالم، لتزحزح ألمانيا من هذه المرتبة، حيث أعلن وزير التجارة الصيني أن بلاده تطمح إلى زيادة صادراتها عام 2010.

طاقة، الشمس في الجنوب ورؤوس الأموال والتقنية في الشمال: ظل استثمار الأموال في الطاقة الشمسية حكراً على أوروبا وأمريكا التي تملك المال والمعرفة والخبرات، رغم ظهور الشمس في أغلب أيام السنة والفصول في مجمل الأقطار العربية والأفريقية. قررت الشركة الأمريكية "فيرست صولار" استثمار حوالي 150 مليون دولاراً لاستخراج الطاقة الشمسية في منطقة قريبة من مدينة "بوردو" الفرنسية (الجنوب الغربي)، بالتعاون مع شركة الكهرباء الفرنسية بدءاً من عام 2012 بقدرة 100 ميغاوات. لتقوم الشركة الفرنسية بشرائها وتوزيعها، لتنويع مصادر الطاقة (إلى جانب استغلال الرياح). يشغل هذا المشروع 400 مهندساً وفنياً في الطاقة. أما الدول العربية  فتشتري مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة.

أوروبا، تدخل الدولة لتعديل السوق: تدخلت دول ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والنمسا والبرتغال (اقتداءً بأمريكا) لإنقاذ صناعة السيارات، التي يعمل بها فيها تقريبا واحد من كل عشرة أجراء، فوهبت، من المال العام مساعدات للشركات عن كل سيارة تباع، بلغت حدّ 1700 يورو عن كل سيارة. وبفضل هذه المساعدات فإن 2,27 مليون سيارة جديدة تم بيعها في فرنسا عام 2009، وارتفع مؤشر النمو والمنتوج الداخلي الخام الخ. منذ 1994 لم يتجاوز عدد السيارات الجديدة المباعة في فرنسا مليوني سيارة سنويا..

طاقة، استراتيجيا روسية: بعد الإتفاق مع ألمانيا على تمرير أنابيب الغاز نحو شمال أوروبا، ومع فرنسا وإيطاليا على تمرير أنبوب آخر نحو جنوب أوروبا، بدأت روسيا في ضخ النفط نحو آسيا عبر المحيط الهادئ، بطول 5 آلاف كلم من الأنابيب. يعد هذا الجزء الأول من "مشروع استراتيجي لغزو أسواق جديدة على ضفاف المحيط الهادئ وفي آسيا حيث حضورنا ضعيف" حسب تصريح رئيس الحكومة فلادمير بوتين.

أعياد نهاية السنة، أرباح هامة لشركات الاتصالات: وصل معدل الرسائل القصيرة (أس أم أس) التي بعثها الأوروبيون لبعضهم في عيد الميلاد حوالي 300 مليون رسالة في كل بلد أوروبي (500 مليون في فرنسا مثلا)، وقد يزيد العدد في آخر يوم من ديسمبر وأول يوم من يناير، بنسبة تتجاوز 50%.

رياضة وبزنس 1: قام الباحث الألماني "ألكسندر كراوس" بدراسة حول الإشهار (الإعلانات التجارية) المتخصص بقمصان لاعبي 6 بطولات أوروبية في كرة القدم، وتوصل إلى بعض المعطيات والأرقام، هذه بعضها: أول مستثمر في هذا المجال هو البنوك وشركات التأمين بـ 75,6 مليون يورو (حوالي 108 مليون دولار)، تليها مؤسسات الميسر والرهانات المختلفة بـ 56,5 مليون يورو (81 مليون دولار). مجموع ما جنته فرق الدرجة الأولى من الإشهار على القمصان فقط خلال هذا الموسم حسب الترتيب: ألمانيا 106,8 مليون يورو، وأنغلترا 83,5 مليون يورو، وإيطاليا 74,1 مليون يورو، وأسبانيا 48,6 مليون يورو، وهولندا 43 مليون يورو وفرنسا 37,8 مليون يورو. تباع هذه القمصان الحاملة للإشهار بمعدل 75 يورو للأحبّاء والمعجبين الذين يدفعون ثمناً باهظاً للقيام بالدعاية لحساب شركات عابرة للقارات.

رياضة وبزنس 2: دفع فريق "ريال مدريد" الأسباني 94 مليون يورو (حوالي 135 مليون دولار) لشراء اللاعب البرتغالي "كريستيانو رونالدو" من فريق "مانشستر يونايتد"، ليصبح بذلك أغلى لاعب في العالم! لكنه أصبح كذلك أكثر اللاعبين ربحية وإنتاجية في تاريخ كرة القدم؛ إذ يربح فريقه (مشغله) 80 مليون يورو سنوياً (115 مليون دولار) من عقود رونالدو الإشهارية، ويُتوقع أن يجني اللاعب 200 مليون يورو (287 مليون دولار) من عقود الإشهار في السنوات القادمة.

  Paint2010-2.jpg

Paint2010-0.jpg

لتجلب غزة الى القاهرة

حصار غزة ينتقل الى القاهرة

بسبب قرار السلطات المصرية

منع مسيرة الذكرى السنوية للحرب على غزة..

وحماس تحاصر من جاؤوا لفك الحصار

عميرة هاس

10/01/2010

الخروج من شارع رمسيس في القاهرة على متن عشرين حافلة تحدد ليوم الاثنين صباحا الثامن والعشرين من كانون الاول (ديسمبر). ولكن منظمي 'مسيرة الحرية في غزة' عرفوا قبل ذلك بيوم بأن الباصات لن تأتي كما لم تصل الباصات التي تم حجزها بصورة منفصلة من قبل نشطاء فرنسيين الى نقطة انطلاقها في القاهرة في يوم الاحد: شارع شارل ديغول بجانب السفارة الفرنسية مقابل حديقة الحيوانات. رغم الوعود (التي لم تكن قاطعة ابدا) بان السلطات المصرية ستسمح للمشاركين بالدخول الى غزة عبر معبر رفح في الاسبوع الذي سبق موعد المسيرة 31 كانون الاول (ديسمبر)، اوضحت وزارة الخارجية المصرية أن الدخول الى القطاع لن يكون مسموحا. حتى السفن فوق النيل اختفت بصورة مدهشة في يوم الاحد مساء: السلطات المصرية عرفت ان عشرات النشطاء قد خططوا للابحار عبر النهر واشعال الشموع لاحياء مرور عام على هجمة غزة واحياء ذكرى القتلى.

1361 شخصا من 43 دولة (700 من الولايات المتحدة وحدها) الذين سجلوا للمشاركة في مسيرة الحرية في غزة جاؤوا للقاهرة، وهو عدد اكبر بكثير من المتوقع. الامر بدأ كمبادرة من عدة اشخاص انضمت اليها منظمة السلام النسوية الامريكية كود بينك ورويدا رويدا اتسعت لتشمل اقطارا اخرى من دون صلة بالقافلة التي بادر اليها عضو البرلمان البريطاني جورج غلوي.

وجع الرأس المصري

'ان كان من المحظور علينا ان نسافر الى غزة، فسنجلب غزة الى القاهرة' قال ناشط سلام امريكي واحد. طوال اسبوع كامل اصطف اكثر من الف مواطن اجنبي واغلبيتهم الحاسمة من الدول الغربية في العاصمة المصرية باحثين عن سبل وأماكن للتظاهر فيها ضد الحصار المتواصل على غزة. 'التظاهرات في القاهرة هي البرهان الاكيد على ان اسرائيل قد ضغطت على مصر حتى لا تسمح بدخولهم الى غزة. قدرت مواطنة مصرية (وهي مثل مصريين اخرين لم تتجرأ على المشاركة في المظاهرات لانها خشيت من ان تكشف وتتعرض للعقاب). 'لماذا تحتاج مصر وجع الرأس هذا؟ كان من الاسهل والابسط لها ارسال الجميع الى غزة ونسيان امرهم'.

في ظل عدم وجود باصات أقام النشطاء الفرنسيون خياما وفتحوا أكياس النوم على الارصفة على امتداد رصيف السفارة. في الساعة الثانية ليلا اكتشفوا ان مخيمهم محاط بجدار وستار قوي من عناصر الشرطة المدربين على تفريق المظاهرات. خيام وحاجز شرطي وحظر بالتحرك والتجوال ومنطقة محاصرة: من دون ان يقصدوا نقلوا الوضع الغزاوي بالتفصيل والفلسطيني عموما الى القاهرة. التواجد في ظروف الحصار تحول الى هدف وتحد.

خلال اليومين ـ الثلاثة التالية عناصر الشرطة المحيطة اخذت في الازدياد: من رتل واحد الى 3 ارتال. رجال أمن مصريون ذوو مراتب عالية تجولوا في عصبية من نقطة الى اخرى. تارة يبتسمون وتارة اخرى يحاولون منع مصور من التقاط صور وتارة يحثون المتواجدين على مغادرة المكان ويسمحون بالخروج من الرصيف المحاصر ودائما يسمحون لاحد ما بأن يجلب قهوة او فواكه او بيتزا او التوجه للمراحيض وغسل وجهه في الفندق المجاور. بين النشطاء وبين عناصر الشرطة المحيطين من حولهم طوال ثماني ساعات من دون التزحزح عقدت علاقة وصلة: هنا وهناك تم تهريب سيجارة لاحد منهم او ماء. خلال كل عدة ساعات كان النشطاء يتشاورون حول كيفية المواصلة. هذه كانت ديمقراطية مباشرة في حراك من دون اسرار ومن دون اوامر من الاعلى ومن دون عملية تأهب واستعداد.

عملية مشابهة جرت عند باقي المجموعات التي توزعت بين فندقين مختلفين في القاهرة في تلك الايام. بعضهم اكتشف ان الطوق البوليسي يصعب الخروج من الفندق ويضع العراقيل. وبعضهم تمركز قبالة سفاراتهم ـ واحيطوا على الفور برجال شرطة لتفريق المظاهرات. الاكثر عنفا كانوا اولئك الذين وضعوا قبالة السفارة الامريكية.

من المسؤول عن الحصار

مجموعة كبيرة واحدة تموقعت في المنطقة الواقعة تحت المبنى الذي تقع فيه مكاتب وكالات التنمية التابعة للامم المتحدة الـ UNDP. 'من خلال وجودنا هنا نقول اننا لا نلقي بالمسؤولية على مصر. المسؤولية عن الحصار الاسرائيلي عديم الخجل على غزة ملقاة على دولنا' اوضح احد المنظمين وكأنه يسوق ردا على الادعاء الذي يردده بالاساس انصار م.ت.ف والسلطة في رام الله: بتشجيع من حماس الضغط الشعبي الدولي وخصوصا العربي يوجه للعنوان غير الصحيح ـ مصر بدلا من اسرائيل. عدد من المنظمين قالوا بأنهم قد لمسوا ان قادة حماس عموما ليسوا معنيين بالتظاهر في ايرز وانما فقط قبالة معبر رفح ضد مصر.

الحلم كان تنظيم مسيرة من عشرات الالاف باتجاه حاجز بيت حانون ايرز في الذكرى السنوية لهجمة الجيش الاسرائيلي على غزة ومطالبة اسرائيل والعالم برفع الحصار. من سجلوا اسمهم للمسيرة هم جمهور متنوع جدا: بعضهم من نشطاء اليسار منذ عشرات السنين والاخرون انضموا للنشاط فقط في ايام الهجمة على غزة وما زال وعيهم السياسي في مهده. وهناك من زاروا البلاد مرات كثيرة والبعض الاخر لم يطأها ابدا. طلاب ومتقاعدون محاضرون من الجامعات شبان ومتقدمون في السن. بين المتقدمات في السن كانت هيدي ايفشتاين (85 عاما) مواطنة امريكية من مواليد المانيا كانت قد ارسلت في الرابعة عشرة من عمرها الى انكلترا وبذلك نجت من النازية. اهلها قضوا نحبهم في معسكر الاعتقال في اوشفيتس. هي جلست على مقعد في الساحة تحت المبنى الذي تتواجد فيه مكاتب وكالة التنمية التابعة للامم المتحدة وانضمت الى المضربين عن الطعام الذين يحتجون على حظر الدخول الى غزة. من حولها احتفل الجميلون في الخمسينيات والستينيات من عمرهم من طليان وانشدوا 'بيلا تشاو' نشطاء جنوب افريقيين رفعوا لافتات خاصة بهم تدعو الى معاقبة اسرائيل وتقتبس مقولات نيلسون مانديلا الذي قال: 'حريتنا ليست مكتملة من دون حرية الفلسطينيين' .

الأم اليهودية في إثر ابنها

انا اشعر انني بهذا النشاط افعل شيئا من اجل اسرائيل ومستقبل آخر لها. قال شاب ملتح من بوسطن. هو يتطوع في قرية فلسطينية في الضفة. امه يهودية مثله رافقته ذات يوم في رحلة للبلاد حتى تتعرف على حياته الجديدة. اسمه كان موضوعا على قائمة بوليس الحدود وتم تأخير الاثنين طوال 8 ساعات لاجراء تحقيقات ومساءلات مختلفة. 'هي خرجت من هناك راديكالية' ضحك الشاب الذي اكتشف قبل سنة ونصف السنة الحوار البديل حول الواقع في 'وطنه الثاني'.

'ربما توضحين لي' سأل المخرج الوثائقي من فينزويلا الذي ارسل لتوثيق الحملة الى غزة، 'كيف يحدث انني اجري مقابلات مع الكثيرين من المشاركين بصورة عفوية فاكتشف ان 80 في المئة منهم يهود؟'. 80 في المئة هي في الواقع مبالغة الا ان الانطباع ان الاسهام النسبي لليهود كبير صحيح. في هذا الجمهور المتنوع كان هناك فلسطينيون من مواطني الدول الغربية وعدد من الغزاويين الذين كانت بالنسبة لهم هذه فرصة اولى لرؤية ابناء عائلاتهم. كان هناك ايضا مسيحيون متزمتون وعدد من المسلمات والمسلمين العقائديين. هنا وهناك خرجت على لسان بعض المتظاهرين شعارات كبيرة مثل: نحن آتون لتحرير غزة. ولكن في اخر المطاف كان هذا النسيج المتنوع عبارة عن غوغاء كفاحية وكفاح نسوي ونظريات للتحرير والكثير من الثقة بالتأثير الايجابي المتراكم للخطوات الاحتجاجية الشعبية وليس الهيكلية والقدرة على احداث التغيير. خسارة قلت لنفسي: حظر الحركة المصري يمنعنا من مشاهدة كيفية التقاء هذه الديمقراطية المباشرة الشفافة مع حكم حماس.

في الثانية مساء في التاسع والعشرين من كانون الاول (ديسمبر) علم بأنه قد سمح لمئة من النشطاء بالدخول الى غزة كاستجابة لمطلب سوزان مبارك. كان هناك من ايد الاقتراح واعتبره تنازلا مصريا. وكان هناك من اعتبره محاولة لكسر وحدة الصف بين المتظاهرين وتخفيف الضغوط الممارسة على مصر. الامريكيون مالوا لقبول الاقتراح والاوروبيون عارضوه. في اخر المطاف خرج في يوم الاربعاء 30 من كانون الاول (ديسمبر) 80 شخصا على متن حافلتين بمن فيهم عدد من الصحافيين وانا من بينهم من الذين لم تمسهم المعضلة.

اشبه برومانيا تشاوشيسكو

في منتصف الليل بعد 12 ساعة من الانطلاق من القاهرة وصلنا الى غزة حيث الفندق، هناك انتظرتنا المفاجأة الاولى: رجل أمن حمساوي بلباس مدني مع كوفية حمراء على رقبته تكلم مع صديق جاء لرؤيتي واعلمه بأنه من المحظور عليّ ان انام في بيته. ناطق بلسان الحكومة اوضح عبر الهاتف ان هذا ليس ضدك. قبل شهر قررت الحكومة عدم نوم الضيوف في منازل خاصة وانما في الفنادق فقط. في رومانيا تشاوشيسكو كان هناك حظر كهذا فهل هذا قرار دائم ام انه امر تستوجبه الساعة؟

الخلفية اتضحت تدريجيا: الجانب الغزاوي كان من المفترض ان ينظم المسيرة نشطاء المجتمع المدني من المنظمات غير الحكومية المختلفة بالتنسيق مع اللجنة الشعبية لكسر الحصار التي هي تنظيم شبه رسمي ملحق بحماس. الكثيرون من نشطاء مجموعات الدعم الاوروبية يملكون صلات مديدة السنين مع منظمات اليسار في القطاع. في هذه المنظمات خصوصا الجبهة الشعبية الكبيرة نسبيا استعدوا قبل الموعد لاسكان عدد من عدة مئات من المواطنين الضيوف في منازلهم. عندما سمعت حكومة حماس بذلك قررت حظر النوم في المنازل الخاصة لاسباب أمنية وكيف لا؟

الاسباب الامنية على ما يبدو دفعت النشطاء في يوم الخميس صباحا الى الاكتشاف فجأة بأن من المحظور عليهم الخروج من الفندق الى الشارع (الذي تمتلكه حماس بالمناسبة). رجال الامن رافقوا الزيارات التي قام بها عدد من الضيوف الى المنازل والمؤسسات التي يمتلكون صلة معها. خلال المسيرة وعندما سعى الغزاويون للتحدث مع الضيوف ظهر رجال الامن المتجهمون وفصلوا بين المتحادثين وأمروهم بالاصغاء الى المؤتمر الصحافي. 'هم لم يرغبوا بان نتحدث مع الاشخاص العاديين' استنتجت احداهن.

اختطاف ام تنظيم غير سليم

المسيرة لم تكن بالمرة كما حلم المنظمون طوال تسعة اشهر من التحضير. قبل السفر بيوم عرفوا ان المجتمع المدني قد الغى مشاركته. هناك من يقولون ان ممثلي حكومة حماس قد اكتشفوا ان المنظمات الحكومية لا تمتلك خطة واضحة ومنظمة للضيوف الكثيرين ولذلك اضطرت للتدخل وتحديد جدول زمني للاحداث والجولات واللقاءات. نشطاء فلسطينيون مختلفون اعطوا روايات مختلفة بعض الشيء. احدهم ابرز حقيقة انه 'عندما سمعنا ان مئة فقط قد أتوا الغينا كل شيء'. آخر قال بأن حماس 'من البداية طرحت شروطها: ليس اكثر من 5 الاف في المسيرة، عدم الاقتراب من ايرز، عدم الاقتراب من الجدار الفاصل، كيفية القاء الخطاب وما هي مدة الخطاب ومن الذي يلقي الخطاب. باختصار اختطفت حماس زمام المبادرة منا فتنازلنا'. هذا كان قبل ان يجري الحديث عن مئة شخص فقط. حماس او اللجنة الشعبية الخاصة بها جلبت 200 او 300 للمسيرة. المسيرة تحولت الى عمل من الطقوس الصرفة الا انها فرصة لوزراء حماس للحصول على تغطية صحافية لا بأس بها مع متظاهرين غربيين. اربعة من اتباع ناطوري كارتا من المواطنين الامريكيين اجتذبوا عدسات الكاميرا. النساء الفلسطينيات لم يكنّ بين المتظاهرين. هذا تناقض (أم صفعة) للهوية النسوية للمنظمات والكثيرين من المشاركات والمشاركين؟

بعد المسيرة احتج الضيوف امام عدد من المنسقين الفلسطينيين الرسميين. 'جئنا للتظاهر ضدالحصار ووجدنا اننا تحت الحصار'. تعدديتهم وشفافية سلوكهم لم تتلاءم مع الانضباط العسكري الذي حاول المنظمون الرسميون فرضه. ارخي اللجام حينئذ بعض الشيء. 'لقد اخلوا سبيلنا' قلت عبر الهاتف لابناء صديقي الذين ارسلوا والدهم فورا لاخذه من الفندق. رجل أمن اقترب منه هذه المرة ايضا ولكنه لم يمنعني من الدخول الى سيارته. ببيت صديقي ومنازل اخرى حدثني الاشخاص عن ان الخوف الذي شعروا به خلال الهجمة يعود اليهم: يوم السبت ظهرا في الساعة الحادية والنصف خلال القصف ـ وقت القصف الجوي الاول ـ هو حتى اليوم وقت حساس بالنسبة لاطفال كثيرين. حكايات مشابهة ترددت امام مسامع المشاركين في المسيرة عند عائلات اخرى.

بعض المشاركين في المسيرة سمح لهم الان بالخروج لوحدهم مع معارفهم الغزاويين الذين كانوا يعرفونهم قبل ذلك عبر الهاتف والبريد الالكتروني. بعضهم خصوصا الناطقين بالعربية من بينهم اشتكوا من ان رجال الامن يلازمونهم في رحلاتهم وتجوالهم لعقد اللقاءات. هم شاهدوا عبر نوافذ الباصات الانقاض التي لم تتم ازالتها بعد. انقاض مبنى البرلمان الجديد ازيلت وبعض من المبنى القديم من زمن المصريين تبقى شبه مهدوم.

المشاركون في مسيرة غزة تواجدوا هناك ليومين. يوم الجمعة كان يوم الذكرى الـ 45 لتأسيس حركة فتح. حكومة حماس لا تسمح للتنظيم الخصم بعقد الاجتماعات واللقاءات والاحتفالات (مثلما لا تسمح السلطة لحماس بذلك في الضفة). اسماعيل هنية هنأ فتح بعيدها وفي نفس الوقت قامت الجهات الامنية التابعة لحماس ببذل كل ما بوسعها لاخافة نشطاء حركة فتح من التفكير حتى بالاحتفال. مئات الأعضاء من فتح استدعوا الى محطات الشرطة ووضعوا في نوع من الاعتقال ـ غير الاعتقال ـ طوال عدة ساعات حتى المساء. رجال الامن دخلوا الى المنازل التي شهدت فيها شموع مشتعلة لاحياء يوم الذكرى او التي رفعت فيها اعلام حركة فتح. في احد منازل الفتحاويين التي اشتعلت فيها الشموع كانت هناك محاولة من رجال الامن لاعتقال اثنين من سكان البيت. الام حاولت منع عملية الاعتقال وهناك شك بأن احد عناصر الشرطة قد ضربها فأصيبت بنوبة في القلب وماتت.

تساءلت: هل كانت قيود الاتصال بالناس التي فرضتها اجهزة امن حماس امر من الاعلى ام تفسير غير ذكي من المستويات الدنيا للامر؟ هل تعتقد حماس بأنها قادرة على منع الزوار القلائل ـ المؤيدين الصارخين للفلسطينيين ـ من سماع روايات اخرى عن الواقع مغايرة لتلك التي تقدمها لهم؟ وهل لا يستوعب من اصدروا الامر الصورة السلبية التي تسببوا بنقلها؟ ام ان الامر فعلا خوف أمني؟ شبان عز الدين القسام الذين انشقوا وانتقلوا لمليشيا 'الجلجلات'. هم وجع رأس حقيقي، قال لي احدهم من غير المناصرين لحماس وهم ذريعة مريحة لتقليص الاتصال مع الناس العاديين. والخوف كان من ان يحاولوا المس بالضيوف من اجل الحاق الاذى بحماس. هؤلاء شبان متزمتون ينتقدون حماس الرسمية لانها لا تفرض الشرعية السلامية بصورة كاملة.

ملاحظة

بعد يومين طولب الجميع بالرحيل بمن في ذلك نحن الصحافيين الذين أملنا بالبقاء لفترة ما. على حد قول حماس هذا كان مطلباً مصرياً صريحاً. الضباط المصريون اكدوا هذا الادعاء.

هآرتس 8/1/2010


Gazza-Life.jpg Gazza-Life.jpg

مقتل شرطي مصري وعشرات الجرحى من المصريين

 والفلسطينيين والبريطانيين

'شريان الحياة' تصل غزة بعد مواجهات في العريش ورفح

 

Hammam.jpg 

 hammamwife.jpg 

http://www.nazmis.com 

http://www.alghad.com/?news=475745

 

http://jordandays.tv/ArticleDetails.aspx?Aid=3381

 

 

http://jordandays.tv/ArticleDetails.aspx?Aid=3428

 

 

 

شقيق منفذ عملية خوست ضد 'سي آي ايه':

 اخي كان غاضبا من العدوان على قطاع غزة

الاردن يمنع عائلته من اقامة بيت عزاء

نشرة اقتصادية موجزة

إعداد الطاهر المُعز

العراق المحتل، لعنة النفط: تطبيقا لقرارات الحاكم العسكري الأمريكي السابق للعراق، والقاضي بخصخصة قطاع النفط لفائدة الإحتكارات، ومنع إعادة تأميمه لاحقا، تم طرح عروض لاستغلال حقول كبرى للنفط، فازت بها شركات روسية وصينية وبريطانية  وهولندية وأمريكية وغيرها، بهدف الوصول إلى إنتاج 12 مليون برميل يوميا، خلال 6 سنوات، بمداخيل تقدر ب200 مليار دولار... ينتج العراق حاليا 2,4 مليون برميل يوميا، بإشراف شركات أمريكية، ويقدر الإحتياط النفطي ب115 مليار برميل، وهو ثالث احتياطي بعد السعودية وإيران... يتراوح سعر برميل النفط العراقي عند الإنتاج بين 1,5 و5,5 دولارات... يعمل في قطاع النفط 36 ألف عامل، وقد يصبحون 75 ألف عام 2015... يعد سكان البصرة وجنوب العراق المنتج للنفط من أفقر السكان... حسب الأرقام الرسمية، يعيش 22 بالمائة من العراقيين بأقل من 5 دولارات في اليوم، عدا عن اللاجئين والمهجرين...

الجزائر، ثمن التلوث: يتسبب التلوث في تلف ما يقارب 30 بالمائة من المنتجات الزراعية، إضافة إلى التصحر وسوء معالجة النفايات وتسربها لمائدة المياه الجوفية، وتسرب مواد سامة، جراء بيع واستعمال مبيدات وأسمدة فاسدة، وتقدر الخسائر الناجمة عن ذلك بملياري دولار، إضافة إلى زحف الصحراء على 36 مليون هكتار، وتهديد 20 مليون هكتار من الأراضي الرعوية و16 مليون رأس من الأغنام... يتوقع بلوغ محاصيل الحبوب لهذا الموسم 4,3 مليوم طن، أي أقل من كمية الإستهلاك الداخلي لفترة 9 أشهر...

الخليج، فلوس النفط: أصبحت السعودية أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية ما بين 2005 و 2008 ، بقيمة 11,2 مليار دولار، تليها الإمارات ب10 مليار دولار... أما مصر فاشترت سلاحا أمريكيا بقيمة 5,2 مليار دولار في نفس المدة، والعراق ب3,5 مليار دولار (محتل ويشتري السلاح ممن يحتله) والمغرب ب2,5 مليار دولار... أبرمت السعودية هذه السنة صفقات شراء أسلحة من روسيا بقيمة ملياري دولار...لاستعمالها ضد من ياترى؟

الكيان الصهيوني، استعمار متواصل: بعد مسرحية "الخلاف" مع أمريكا وأوروبا حول المستعمرات في بعض الأراضي المحتلة عام 1967 قررت حكومة الحكومة الصهيونية تخصيص مبلغ 28 مليون دولار لمكافأة 110 آلاف من مغتصبي أراضي الضفة الغربية... كما خصصت ما قدره 41 مليون دولار لما سميت "المناطق دات التفضيل القومي" ... يسمي الإعلام الأمريكي والأوروبي ذلك " تجميدا لحركة الإستيطان"، وتستنبط شركة "بوبليسيس" شعارات إشهارية لإظهار ذلك في شكل "عمل إنساني لحقن الدماء"...

إيران، عائدات النفط في خدمة الإيديولوجيا؟ أعلن البنك المركزي الإيراني قبل شهر، أن مجموع واردات البلاد في السنوات الأربعة الماضية، بلغت 220 مليار دولار، وبلغ مجموع الصلادرات النفطية 279,3 مليار دولار، والصادرات غير النفطية 59,4 مليار دولار... سحبت الحكومة من "صندوق الإحتياط لفائدة الأجيال القادمة"، ومن الميزانية مبالغ قدرت ب72 مليار دولار في ظرف 4 سنوات، بعنوان "نفقات سرية لنشر الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين والمستضعفين في العالم..." لكن بعض المراقبين (من داخل أجهزة النظم الإيراني) يقدرون أن هذه "النفقات السرية" لا تتجاوز 1,1 مليار دولار، أما باقي المبلغ فيتوجب احتسابه في باب "الرشوة والإختلاس والفساد" لصالح مسؤولي الحكومة ورجال الدين...

طاقة، اندماج واستحواذ: تقوم شركة "اكسون" النفطية الأمريكية بعمليات واسعة للإسهحواذ على الطاقة في عدد من مناطق العالم، متحالفة مع بعض الشركات والمجموعات للتنقيب عن النفط في العراق أو الإستثمار في غانا لنفس الغرض الخ... استحوذت في الأسبوع الثاني من هذا الشهر على شركة "إكس. تي. أو" المختصة في استغلال الغاز الأمريكي، في صيغة شراء أسهم بقيمة 41 مليار دولار، مما جعل قيمة أسهم "إكس تي أو" ترتفع بنسبة قاربت 16 بالمائة... يتوقع خبراء الطاقة أن تتواصل عمليات الإستحواذ على شركات إنتاج واستغلال الغاز لأن الصناعة الأمريكية تحتاج كميات كبيرة منه، وتسعى إلى استقرار أسعاره...

استحواذ في قطاع استراتيجي: يدور صراع قوي بين الشركات الكبرى للسيطرة على سوق الغذاء والبذور والصناعات الغذائية، تجسم في سيطرة الإحتكارات على عدد من المؤسسات في بلدان ذات أراضي زراعية شاسعة وكثافة سكانية تجعل منها سوقا مربحة، كالبرازيل والصين والهند وتركيا... اشترت شركة "فيلموران" (فرنسية المنشإ) أغلبية أسهم المؤسسة التركية "سو تاريم"، المتختصة في البحوث المخبرية المتطورة حول البذور ةتسويقها، وتملك بنية تحتية هامة ومخابر متطورة وشبكة توزيع للمواد الغذائية تغطي كامل تركيا وبعض البلدان المجاورة... أما شركة "فيلموران" فقد عقدت صفقات استراتيجية مع شركات أمريكية وصينية بهدف السيطرة على نسبة هامة من انتاج وتوزيع وتسويق الحبوب وخاصة الغذاء المعدل جينيا كالقمح والذرة والصوجا وبعض الخضروات...

"أرسلور ميتال"، العمال يدفعون ثمن الأزمة: أعلنت هذه المؤسسة (الأولى عالميا في قطاع المعادن) عن تسريح ما لا يقل عن 10 آلاف عامل عام 2010 ، وقد سبق أن ألغت 29 ألف وظيفة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2009، وألغت في خريف 2008 ما لا يقل عن 9 آلاف وظيفة، فأصبح عدد العاملين 287 ألف في جميع أنحاء العالم (بعد أن كان يقارب 330 ألفا) بينما زادت الإنتاجية ونسبة المرابيح بعد أزمة عام 2008 ...

الصين، من الثورة الثقافية إلى الثورة المضادة: تطورت قيمة الصادرات الصينية إلى الكيان الصهيوني من 3,2 مليار دولار عام 2006 إلى 4,6 مليار دولار عام 2007 ، وضمن المواد المصدرة تجهيزات وتقنيات متطورة، وبذلك أصبحت الصين ثاني مصدر نحو الكيان الصهيوني، عام 2007، بعد أمريكا (8,1 مليار دولار) ومتقدمة عن ألمانيا (3,3 مليار دولار)، منذ 2006 ... يستورد الكيان الصهيوني 43 بالمائة من احتياجاته من الإتحاد الأوروبي، ويستورد سنويا بقيمة أكثر من مليار دولار من كل من كوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندة واليابان وتركيا.

الشيلي، ظل "أوغستو بينوشيه": يمثل اليمين في الإنتخابات الرئاسية في الشيلي "سباستيان بينييرا"، الملقب ببرلسكوني، وهو رجل أعمال متخرج من هارفارد، متورط في عدة قضايا ذات صبغة اقتصادية ومالية وعمليات مشبوهة... يملك (مثل برلسكوني) فريقا لكرة القدم وقناة تلفزيون وأغلبية الأسهم في شركة الطيران الوطنية التي وقعت خصخصتها في عهد الحكم العسكري لأوغوستو بينوشيه، لما كان أحد إخوة "سباستيان بينييرا" وزيرا للعمل... تقدر ثروة المرشح اليميني (الذي قد يصبح رئيسا عند نشر هذا الخبر) ب1,2 مليار دولار... أما مرشح "اليسار" فهو إدواردو فراي، الذي سبق أن تولى الرئاسة، وينحدر من تيار "الديمقراطية المسيحية"... فأي يسار هذا؟  

أوروبا، رياضة وبزنس: فازت القناة الفرنسية المشفرة "كنال بلوس" بحقوق بث البطولة الأنغليزية لكرة القدم، للمواسم الثلاثة القادمة، بمبلغ 20 مليون أورو (حوالي 28,5 مليون دولار) لكل موسم. سبق أن فازت نفس القناة لثلاث مواسم أيضا بحقوق بث البطولة الاسبانية والإيطالية والفرنسية، إضافة إلى بطولات أوروبا للنوادي... "كنال بلوس" هي قناة خاصة لا يستطيع التقاطها إلا من دفع مسبقا ثمن الإشتراك وجهاز تفكيك الشفرة.

أسبانيا، العمال ضحايا الأزمة: بلغت النسبة الرسمية للبطالة في أسبانيا 18 بالمائة من القادرين على العمل، دون احتساب المياومين أو العاملين جزءا من الوقت... استغلت الحكومة (الحزب الإشتراكي) الوضع لمحاولة تغيير قوانين العمل نحو الأسوإ وإلغاء ما تبقى من مكاسب اجتماعية. تظاهر عشرات آلاف العمال في مدريد يوم السبت 12/12/2009 مطالبين بتوفير العمل، وبفتح حوار اجتماعي وعدم تحميل الأجراء نتائج الأزمة... 20 بالمائة من الأسبانيين يعيشون تحت خط الفقر...

بريطانيا، التسلح لا يعرف الأزمة: رغم عجز الميزانية البريطانية البالغ ما يقارب 350 مليار دولار فإن الحكومة (حزب العمال) قررت شراء 22 طائرة مروحية حربية، من نوع "شينوك" التي تصنعها شركة "بوينغ" الأمريكية، لاستعمالها في تصعيد الحرب في أفغانستان المحتلة، إضافة إلى 48 طائرة أخرى من نفس النوع يستعملها الجيش البريطاني هناك منذ مدة...

بريطانيا، جهاز القضاء ضد الموظفين: بعد استحواذ "بريتش آروايز" البريطانية على نظيرتها الأسبانية "إبيريا"، قررت شركة الطيران البريطانية تخفيض النفقات ورفض الزيادة في الأجور. صوت موظفو الجو (13 ألف) بنسبة 92,5 بالمائة لفائدة قرار بالإضراب لمدة 12 يوم، بداية من 22 ديسمبر (أي في فترة أعياد آخر السنة)، لإجبار الشركة على التراجع في قرارها (وحيد الجانب) بحذف 1700 وظيفة  وتسريح الموظفين وتغيير شروط العمل نحو الأسوا، مع تجميد الزيادات في الأجور طيلة السنة القادمة (بعد زيادة زهيدة هذا العام)... قدرت كلفة الإضراب بأكثر من 50 مليون جنيه استرليني (حوالي 80 مليون دولار). التجأت إدارة "بريتش آروايز" لجهاز القضاء (عوض التفاوض مع النقابات) الذي منع الإضراب "لأنه يمس بمصالح حيوية"... أما قوت العمال فلا يعتبر أمرا حيويا في نظر القضاء الطبقي...

فرنسا، ميزانية "بروبغاندا" الرئيس: تجاوزت ميزانية الرئاسة للدعاية، هذا العام 7,5 مليون أورو (أكثر من 11 مليون دولار)، وتشغل "خلية الإعلام السمعي/البصري" لقصر الإليزيه 24 موظفا قارا أغلبهم من الجيش، في استوديو مجهز ب8 أطنان من التقنيات المتطورة، المستعملة لتسجيل مداخلات الرئيس في الداخل والخارج... يعمل 51 إعلاميا قارا على تلميع صورة الرئيس، بأجور فاقت 3 مليون أورو (4,3 مليون دولار)... تمثل مصاريف الدعاية والإشهار 6,6 بالمائة من ميزانية الرئاسة الفرنسية ...

دعاية وإشهار، سوق ضخمة لبيع الأحلام والأوهام: شركة"بوبليسيس" هي ثالث شركة إشهار وإعلانات في العالم، على ملك صهاينة فرنسيين (إليزابيت بادنتار)، ويرأسها الصهيوني "موريس ليفي"، الذي لايخفي التزامه الصهيوني أثناء الدعاية التي أظهرت الجدار المحيط بالضفة الغربية ك"حاجز أمني" لحقن الدماء، وأثناء تنظيم "بوبليسيس" وإشرافها على احتفالات الذكرى 60 لاغتصاب فلسطين، وتنظيم زيارات ورحلات للسياسيين ورجال الأعمال لتشجيعهم على الإستثمار وتمويل اغتصاب فلسطين... منذ 1963 تعاقدت هذه الشركة مع شركة "رينو" للسيارات التي تخصص أكبر ميزانية إشهار في فرنسا (388 مليون أورو) و700 مليون أورو في العالم (حوالي 1,3 مليار دولار)... وقع تجديد العقد لمدة 3 سنوات أخرى ليشمل إعلانات "رينو" وفروعها في 28 بلد (عوض 14 في العقد السابق)، ولم يقع الإعلان عن مبلغ الصفقة...

اليونان على حافة الإفلاس؟ قبل شهرين، منحت أغلبية اليونانيين أصواتها للحزب الإشتراكي بزعامة "جورج بابندريو" وبرنامجه الداعي إلى "توزيع أعدل للثروات" ولتنشيط الإقتصاد بواسطة الإستهلاك الداخلي...لكنه أعلن يوم 15/12/2009 عن تجميد الأجور والعلاوات والترقيات، وعدم تعويض 80 بالمائة من موظفي الدولة المتقاعدين، مع الزيادة في الضريبة على المداخيل... قام الأجراء بإضرابات ومظاهرات يوم 17/12/2009 احتجاجا على هذه السياسة المناهضة لمصالحهم... بلغ عجز ميزانية اليونان 12,7 بالمائة من المنتوج الداخلي الخام (عوضا عن 3 بالمائة المسموح بها في الإتحاد الأوروبي)، وبلغ الدين العمومي 113 بالمائة من المنتوج الداخلي الخام... على سبيل المقارنة، يبلغ متوسط نسبة الدين العمومي في الإتحاد الأوروبي 73 بالمائة، وفي الولايات المتحدة 87,4 بالمائة وفي اليابان 189,6 بالمائة... هب الإتحاد الأوروبي لنجدة اليونان لإنقاذها من الإفلاس، شرط القضاء على المكاسب الإجتماعية للأجراء والشغيلة...

الصحة، تجارة مربحة: أعلنت شركة المخابر والصيدلة والأدوية "سانوفي/أفنتيس" أن مرابيحها الصافية من بيع اللقاحات بلغت العام الماضي 4,3 مليار دولار، وبفضل الدعاية المركزة والموجهة حول "أنفلوانزا الخنازير" (ه 1 ن 1 ) ستبلغ هذه المرابيح الصلإافية 6 مليار دولار عام 2010 ، وتطمح إلى مضاعفة المرابيح عام 2013 ... تقدر السوق العالمية للقاح (التطعيم بهدف الوقاية) بأكثر من 35 مليار دولار عام 2013، رغم ضعف الرقابة وعدم إثبات جدوى بعض اللقاحات، من ذلك اضطرار نفس هذه المؤسسة إلى سحب 800 ألف جرعة من لقاح انفلوانزا الخنازير، بسبب اكتشاف خلل في تركيبتها...

أرقام: في فرنسا التي تتبجح بموجب أو بدونه، بلائكيتها، يدرس مليونا طفل ومراهق في مدارسها الخاصة المملوكة للكنيسة الكاثوليكية، والممولة من المال العام، وخزينة الدولة والبلديات...

في بلدان الإتحاد الأوروبي، يقطن 30,8 مليون مهاجر، 11,3 مليون منهم جاؤوا من بلدان الإتحاد الأوروبي (أي انتقلوا بالإقامة من بلد عضو في الإتحاد الأوروبي إلى بلد آخر عضو أيضا)، 6 ملايين جاؤوا من بلد أوروبي آخر، غير عضو في الأتحاد، أما المهاجرون القادمون من افريقيا فلا يتعدى عددهم 4,7 مليون (بمن في ذلك القادمون من المغرب العربي ومصر)، والقادمون من آسيا 3,7 مليون و3,2 مليون من القارة الأمريكية، بشطريها...

 

  

 

 

Up to date Political Archive Of Destroyed 100 Pages Of O.M.

أحدث أرشيف بالمئة صفحة سياسية لحركة إبداع من 2005 إلى 2008

 

 

  1  2  3  4
 5  6  7  8
 9  10  11  12
 13  14  15  16
 17  18  19  20
 21  22  23  24
 25   26  27  28
29   30  31  32
 33  34  35  36
 37  38  39  40
 41  42  43  44
 45  46  47  48
 49  50  51  52
 53  54  55  56
 57  58  59   60
 61  62  63  64
 65  66  67  68
 69  70  71  72
 73  74  75  76
 77  78  79  80
 81  82  83  84
 85  86  87  88
 89  90  91  92
 93  94  95  96
 97  98 99    100

حل مؤقت لروابط معطلة: عندما يستعصي فتح أية صفحة في مواقعنا فما عليك إلا أن تستبدل التالي فقط: nazmi.org   قم بتغييرها يدويا إلى   originality.jeeran.com  فتفتح الصفحة مباشرة، نأسف على هذا الخلل.

Temporary solution for damaged links in our websites: Please do change (nazmi.org) to (originality.jeeran.com) in every link you meet in order to make it works properly, sorry for the inconvenience.

 

المفسدون: قبل ان يحرقوا النادي

يوسي بيلين

22/01/2010

هناك كهؤلاء (المفسدون) اشخاص في روضة الاطفال والمدرسة والجيش وفي كل مكان توجد فيه مجموعة كبيرة لدرجة كافية من بني البشر وكذلك في السياسة. المفسد هو من فشل بذنب منه او ليس بذنب منه في محاولة الانخراط والنجاح وحتى التميز، واكتشف ان بامكانه الخلاص من مستنقعه من خلال الحاق الضرر بالاخرين.هذا اكتشاف هام وهائل لان سهولة تسببه بالضرر قادرة على ادخال رؤوس اشخاص وجدوا انفسهم في الهامش في دوار من دون أن يكترث احد لوجودهم بجدية. فجأة هم يصبحون تهديدا والناس يحاولون حرفهم عن العودة لتكرار العمل الضار وهم يدركون ان هذه فرصة حياتهم: الحاق الضرر حتى يبقوا في مركز الاهتمام.

على رأس وزارة الخارجية يقف اليوم مفسد بارز. طوال سنوات تعاملوا معه باعتباره عربيدا سياسيا يقول ما يفكر به بفظاظة كبيرة لانه يعرف ان اقواله بلا معنى. عندما حظي حزبه بـ 15 مقعدا برلمانيا كان من الصعب تجاهل وجوده. هو لعب لعبة سياسية ناجحة من وجهة نظره ونتنياهو تنازل اولا ومنحه في خطوة تفتقد للمسؤولية حقيبة خارجية. ولان الامر الاخير الذي اراده نتنياهو هو تمثيل ليبرمان لاسرائيل في العالم فقد اكتفى باعطائه اللقب وانتزع منه أي نفوذ وتأثير.كان بامكان ليبرمان ان يوجه انتقاداته لتجاهل وجود وزير الخارجية والتحوصل داخل نفسه في مستوطنته نوكاديم وانتظار هاتف المصالحة من رئيس الوزراء او حتى المطالبة باتفاق ائتلافي جديد يوضح صلاحياته بالضبط. هو لم يفعل اي شيء من كل هذه الامور وقرر التصرف وكأن الامر هو مطر فقط. عندما سألوه عن عدم ضلوعه في القضية الفلسطينية اوضح باعتباره شخصا يعيش في المستوطنة لا يشعر بالارتياح من المشاركة في المفاوضات معهم. عندما ادرك ان اي دولة اسلامية لن تستضيفه قرر التوجه الى افريقيا وامريكا اللاتينية والتوضيح بأن المسألة الاسرائيلية الفلسطينية هي مسألة مصطنعة ومفتعلة، ووعد بتغيير النظام القائم وتأكيد المسائل الاقتصادية وغيرها.ليبرمان ادرك الى اي مدى يفتقد ذلك للفرصة خصوصا اثر ردود فعل من سمعوه في المؤتمر الخاص المكلف لسفراء اسرائيل والقناصل العامين. ربما لهذا السبب قرر استغلال المسرح السياسي الدبلوماسي لاغراضه السياسية والتوضيح بانه طالما بقي حزبه في الائتلاف فان تركيا لن تلعب دور الوسيط في الصراع. في الاسبوع الماضي بالغ في مساره هذا عندما احرج نائبه دولة اسرائيل في قضية السفير التركي.موقف المفسد هو الموقف الاكثر ملاءمة وراحة لليبرمان خصوصا عندما يسلط سيف لائحة الاتهام في المحكمة على رقبته. ليست هناك اية احتمالية لان تؤدي القضية الاخيرة مع تركيا الى تغيير سلوكه هذا. وبالمناسبة اتضح له بأنه سيحظى بالاهتمام بهذه الطريقة. شعور ليبرمان بعدم وجود ثمن سياسي لسلوكه ليس خياليا تماما.هذا الوضع يضع نتنياهو امام ضرورة اتخاذ القرار وحسم الامور. هو يدرك مدى الضرر الذي يلحقه ليبرمان وقادة العالم يحرصون على تذكيره بذلك. محاولة تهدئة المفسد وعرض تدخل سياسي اكثر عمقا عليه قد تكون كارثية. الخيار الاخر هو ابعاد ليبرمان عن وزارة الخارجية كجزء من جولة تغيير وزارية جزئية. بامكان ليبرمان ان يحصل على حقيبة اقتصادية.ولان القضية التي نشأت مع تركيا قد انتهت كما انتهت اليه، لا يشعر نتنياهو الان بحاجة ملحة للقيام بخطوة رغم غضبه على ليبرمان ونائبه. هذا قد يكون خطأ مريرا. وفي المرة القادمة عندما يقرر هؤلاء المفسدون حرق النادي قد يصبح الوقت متأخرا جدا.

اسرائيل اليوم 22/1/2010

 

رحلة نتنياهو الى برلين ازدراء العرب واحتقارهم!

 

طارق مصاروة

 

نتابع نتائج زيارة نتنياهو ووفد حكومي إسرائيلي لبرلين بداية من 18 من الشهر الجاري, لمدة يومين. فالصحافة الألمانية تابعت الجزء التشريفاتي من الزيارة في اليومين الأولين, فيما أغفلت الصحافة العربية الزيارة كلها إلا من خبر صغير هنا وهناك في الصفحات الداخلية. أما الجزء الخبري الحقيقي فهو يظهر الآن في الصحف الرزينة المعروفة..

 

تقول الصحف أن زيارة نتنياهو لبرلين كانت أكثر من مثمرة. فقد باع الرجل واشترى حجماً كبيراً من التهديدات لإيران وبرنامجها النووي, ولم تبخل المستشارة ميركل في الحملة. وكانت النتيجة كما يلي:.

 

إلى جانب 3 غواصات ألمانية الصنع عاملة الآن في البحرية الإسرائيلية, فإن هناك تسريعاً في صنع غواصتين إضافيتين, إلى جانب البحث, في زيارة نتنياهو هذه, في تصنيع غواصة سادسة.

 

هناك الآن مباحثات جادة في الحصول على سفن حربية ألمانية من طراز ميكوم A100.

 

هذا التزويد الألماني ألتسليحي للبحرية الإسرائيلية مر ويمر دون ضجة, مع أن غواصة إسرائيلية تجوب الخليج العربي وبحر العرب. وباب المندب اليمني وهذه الغواصة كمثيلاتها الألمانية الصنع قادرة على حمل صواريخ بولاريس المزودة بقنابل نووية، وبولاريس هي أخر ما أنتجته الترسانة النووية الأميركية في مواجهة الترسانة النووية السوفياتية.

 

والصحافة الألمانية ومعلوماتنا منها تقول أن قصة الهولوكست ما تزال هي التي تعنون العلاقات الألمانية/ الإسرائيلية، فقد دفعت ألمانيا حتى الآن للخزينة الإسرائيلية 4ر39 مليار دولار على شكل تعويضات للناجين من المحرقة النازية في إسرائيل. وصدق أو لا تصدق فإسرائيل تصر على أن هناك 250 ألف إسرائيلي من الناجين ما زالوا على قيد الحياة، أي أن هؤلاء تجاوزوا المائة عام من أعمارهم المديدة، وسيقوم رئيس وزراء إسرائيل عام 2025 بزيارة لبرلين، وسيكون الناجون من المحارق النازية نصف مليون.. تجاوزوا المائة والخمسين عاما من أعمارهم المديدة السعيدة.

 

حالة من نظرة العالم إلى العرب ومصالحهم تثير العجب، لكننا نرى نتائجها في ألمانيا كما في الولايات المتحدة، فإسرائيل ما تزال محط إعجاب العالم وتقديره ومساندته بالسلاح والمال.. إلى جانب الوضوح المطلق في ازدراء العرب وتجاهلهم!!.

 

مؤسسات الدولة المختلفة لا تنفذ قرارات المحاكم الاسرائيلية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين لاسباب عنصرية

 

تجاهل منهجي لقرارات محكمة العدل العليا

 

تومر زرحين واور كاشتي

 

تعرف منظمات اجتماعية، او كتلك التي تعمل من اجل حقوق الانسان، الحراك. ففي اكثر من مرة، حتى بعد قرار قاطع لا لبس فيه من محكمة العدل العليا، تضطر الى المرور بطريق معوج لتنفيذ الاحكام القضائية. ان سلسلة القرارات التي خرجت من تحت أيدي قضاة المحكمة العليا لا تحترمها سلطات الدولة. والنتيجة ان تقدم الطلبات الى محكمة العدل العليا مرة بعد اخرى، بعد اصدار قرار الحكم، بحسب أمر تحقير المحكمة.في مذكرة أرسلتها نائبة المستشار القانوني السابق، يهوديت كارف، الى المستشار القانوني للحكومة، يهودا فينشتاين، والى مراقب الدولة، ميخا لندنشتراوس، تذكر تسعة قرارات حكم ترفض الدولة تنفيذها جزئيا او على نحو تام. وزادت كارف ايضا ثلاثة قرارات حكم مبدئية عن المحاكم الادارية في استئنافات ادارية قدمت على وزارة الداخلية، يتجاهل وجودها.

 

مناطق افضلية وطنية

 

قدم استئناف لجنة المتابعة العليا للشؤون العربية في اسرائيل الى المحكمة العليا في سنة 2003. سبقه استئناف قدم قبل ذلك بنحو خمس سنين في نفس الشأن: في مواجهة قرارات الحكومة على تصنيف مناطق افضلية وطنية تمنح في اطارها افضليات في مجالات مختلفة منها مجال التربية. في الاستئناف المعدل أعطي قرار حكم من فريق يكون من سبعة قضاة في شباط (فبراير) 2006 تقرر فيه أن يلغى قرار الحكومة بسبب عدم الصلاحية وفي ضوء حقيقة أنه لا يستوي مع مبدأ المساواة ويمس بتحقيق حق عرب الدولة في التربية.المهل التي طلبت لتنفيذ قرار الحكم لم تحترم بل قدم في القضية طلب على حسب أمر تحقير المحكمة لعدم احترام قرار الحكم. في تشرين الثاني(نوفمبر) 2008 صدر قرار المحكمة بطلب، يقرر فيه القضاة أنه 'لم يبق أمامنا سوى أن نذكر ان القضية التي أمامنا تعبير خطير عن الحرية التي يأخذها لانفسهم المدعى عليهم في عدم تنفيذ قرار حكم هذه المحكمة'.بواسطة التشريع، أخذت الدولة مهلة الى سنة 2013 لتنفيذ قرار الحكم.

 

فصول دراسية في شرقي القدس

 

في 2001 قدمت الادارة الجماهيرية لتطوير بيت حنينا استئنافا الى محكمة العدل العليا لطلب قرار بلدية القدس ووزارة التربية ببناء فصول دراسية في القدس الشرقية. في تلك السنة أمرت المحكمة العليا الدولة بالوفاء بواجبها وبناء 245 فصلا دراسيا في القدس الشرقية. كذلك عرضت خطة لبناء فصول دراسية في غضون أربع سنين. بعد ذلك بأربع سنين قررت محكمة العدل العليا أن السلطات لن تفي بالتزاماتها. برغم عرض خطة لبناء 400 فصل دراسي جديد في شرقي القدس حتى نهاية 2011، يزعم رافعو الاستئناف أن معدل تخصيص الموارد للهدف وبناء الفصول الدراسية بطيء ولا يثبت لقرار محكمة العدل العليا.

 

مدرسة لابناء الاقليات

 

في سنة 2009 استأنف سكان من منطقة قرية أبو تلول في النقب الى المحكمة العليا طالبين ان تأمر وزارة التربية بانشاء مدرسة ثانوية حتى بدء السنة الدراسية في أيلول (سبتمبر) الاخير. وقد أقاموا الاستئناف على الوعد الذي أعطته وزيرة التربية السابقة يولي تامير في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 في اطار استئناف قدم قبل ذلك بسنة. برغم الوعود لم تنشىء مدرسة ثانوية في ذلك المكان.

 

جدار اسمنتي في جبل الخليل

 

في كانون الاول/ديسمبر 2006 تلقت المحكمة العليا استئنافات طلبت أمر أجهزة الامن بأن تزيل في غضون ستة أشهر الجدار الاسمنتي الذي بنته قوات الامن في جنوب جبل الخليل، بين بلدتي كرمل وتينا. بعد ان لم تنفذ قرارات الحكم، قدم طلب بحسب أمر تحقير المحكمة. ألزمت المحكمة الدولة بهدم الجدار في غضون 14 يوما بل ألزمت الخزانة العامة بنفقات عالية، مع توجيه نقد لمحاولة الدولة عدم الوفاء بأمر المحكمة وإرادتها تغيير قرار الحكم بعد صدوره.

 

عمال أجانب

 

في سنة 2002 استأنفت جمعية 'كاف لعوفيد' على اشتراط رخصة العمل في اسرائيل التي تمنح للعمال الاجانب بترتيب التقييد برب عمل ما. في آذار(مارس) 2006 قررت المحكمة العليا ان وزير الداخلية ليس مخولا باشتراط رخصة العمل في اسرائيل التي تمنح للعمال الاجانب بالتقييد برب عمل ما، لان هذا الترتيب يمس بحقوق الانسان. وعلى ذلك قررت محكمة العدل العليا أن على الدولة أن تصوغ في غضون نصف سنة ترتيب عمل جديد يتعلق بالعمال الاجانب في فروع الزراعة والمساعدة المنزلية والصناعة، لا يقوم على مبدأ التقييد برب العمل. لم ينفذ الوفاء بقرار الحكم منذ ذلك الحين الا على نحو محدود.

 

مسار الجدار في بلعين

 

في شباط (فبراير) 2006 بحثت المحكمة العليا الاستئناف المتعلق بمسار الجدار الامني في منطقة قرية بلعين.

 

أبلغت الدولة محكمة العدل العليا أنه سيضمن انتقال السكان الى اراضيهم في القطعة الشمالية من المسار حتى البت في الاستئناف. برغم البلاغ، تم بناء باب في المكان بل حدد انتقال سكان بلعين الى اراضيهم. في ايلول(سبتمبر) 2007 قبلت المحكمة الاستئناف، ورفضت المسار المقترح وأمرت الدولة بأن تقترح من جديد بديلا لمسار الجدار الامني في ارض بلعين.بعد ذلك بنحو من ثمانية أشهر، وبعد أن لم ينفذ قرار الحكم، قدم المستأنفون طلبا للامر بحسب أمر تحقير المحكمة. وقرار الحكم غير جار في واقع الامر.

 

مسار الجدار في عزون

 

في حزيران/يونيو 2006 قررت المحكمة العليا أن مسار الجدار في منطقة عزون غير قانوني. بعد ذلك بثلاث سنين، وبعد أن قدم طلب بحسب أمر تحقير المحكمة فقط، أعلنت الدولة بأنه أقيم مسار الجدار الجديد في المنطقة وأنه قد ازيل المسار الاصلي. في تشرين الاول (أكتوبر) 2009 وجه القضاة نقدا شديدا للدولة، لانه مرت ثلاث سنين منذ صدور قرار الحكم حتى تحقيقه بالفعل، بعد تقديم طلب بحسب أمر تحقير المحكمة.'يجب عدم التسليم لسلوك من هذا القبيل'، قرر القضاة 'ان قرارات حكم المحكمة ليست بمنزلة توصيات وواجب على الدولة احترامها واجراؤها بالسرعة والنجوع المطلوبين بحسب ظروف القضية'. زعم المستأنفون أن الجدار قد ازيل لكن لا تنوي سلطات الامن ازالة شارع الدوريات العسكرية بسبب نقص الموارد ولم تزل القواعد الاسمنتية التي تمنع عبور المراكب.

 

عنصرية في عمنوئيل

 

في 2008 استأنفت رابطة 'نوعر كيهلاخا' ويوآف لالوم الى محكمة العدل العليا على وزارة التربية والمجلس المحلي عمنوئيل لان طالبات الوسط الحريدي الحسيبي يفصلن عن الطالبات الشرقيات في مدرسة بيت يعقوب في عمنوئيل. في آب(اغسطس) 2009 قررت المحكمة العليا ان الفصل هو تمييز طائفي مرفوض، يمس بحق الطالبات الشرقيات في المساواة، مع توجيه نقد لوزارة التربية التي تمتنع عن استعمال سلطتها لمنع التمييز.لم يجر تنفيذ قرار حكم المحكمة العليا وما زال التمييز مستمرا. قدم محامي المستأنفين، افيعاد هكوهين في كانون الاول (ديسمبر) من السنة الماضية طلبا بحسب أمر تحقير المحكمة.

 

تحصين المدارس في سديروت

 

في 2006 قدم استئناف طلب الزام السلطات بتحصين الفصول الدراسية في المدارس في سديروت وفي بلدات غلاف غزة تحصينا تاما. في أيار (مايو) 2007 أمرت المحكمة العليا الدولة بأن تحصن في غضون ستة اشهر جميع الفصول الدراسية في مدارس المنطقة تحصينا تاما. ان المهل التي اعطيت لم تكن كافية لاستكمال التحصين التام للمدارس.

 

استئنافات ادارية على وزارة الداخلية

 

تفرد كارف فصلا مستقلا لعدم احترام أوامر المحكمة في الشؤون الادارية في الاستئنافات المرفوعة على وزارة الداخلية. وتزعم كارف أنه في حين ترى وزارة الداخلية نفسها ملزمة على نحو عام بقرار المحكمة العليا، تستخف بقرار المحكمة في الشؤون الادارية، في حين تحترم القرارات المبدئية لهذه المحاكم بالنسبة لسياسة الوزارة فيما يتعلق بجوانب من القضية التي صدر في شأنها قرار الحكم لا في شأن حالات أخرى. قد تكون أبرز الحالات متعلقة باستئناف جمعية حقوق المواطن التي قدمت استئنافا الى المحكمة للشؤون الادارية في القدس طالبة ان تأمر وزارة الداخلية بأن تمكن الجمعية من النظر في التعليمات والقوانين في جميع الموضوعات المتعلقة بادارة السكان وطلب نشرها.انتقدت القاضية اللوائية يهوديت تسور، التي استقالت في هذه الاثناء من كرسي القضاء، بشدة بقرار حكم اصدرته في كانون الاول (ديسمبر) 2007، الاخفاقات الطويلة لوزارة الداخلية فيما يتعلق بواجباتها على حسب قانون نشر قوانينها، الذي عزز ايضا بوعود مختلفة بذلتها الوزارة مدة سنين في المحاكم. أمرت القاضية تسور وزارة الداخلية بأن تنشر في غضون ثلاثين يوما قوانين ادارة السكان في موقع انترنت وزارة الداخلية وفي مكاتب ادارة السكان، وأن تحدث النشرة مع تحديث القوانين.ان قرار الحكم الذي نشر قبل نحو من سنتين جعل وزارة الداخلية تنفذ جزءا كبيرا من قوانينها لكن قوانين كثيرة أساسية، وفيها تعليمات تنفيذ للموظفين الكبار ما زالت لم تنفذ. على اثر طلب بحسب أمر تحقير المحكمة، نفذت وزارة الداخلية سلسلة أخرى من القوانين لكن ليست جميعها.

 

هآرتس 6/3/2010

 

لا اساس لوجوده

 

جدعون ليفي

 

9/3/2010

 

معسكر السلام الاسرائيلي لم يمت؛ بل انه لم يولد على الاطلاق. صحيح أنه منذ صيف 1967 وحتى اليوم تعمل في اسرائيل بضع مجموعات سياسية راديكالية وشجاعة ضد الاحتلال وكلها جديرة بالثناء والتمجيد، ولكن معسكر سلام كبيراً وذا تأثير لم يكن هنا ابدا. صحيح ايضا انه بعد حرب يوم الغفران، حرب لبنان الاولى وعهد اوسلو البهيج، خرج مواطنون الى الشوارع ولا سيما عندما كان الجو لطيفا وفي المهرجانات اطلقوا موسيقى اسرائيلية في افضل صورها، ولكن قلة فقط قالوا امورا قاطعة وشجاعة وقلة اقل كانوا مستعدين لان يدفعوا ثمنا شخصيا لقاء نشاطهم. حتى بعد اغتيال اسحق رابين اشعلوا الشموع في الميدان وانشدوا لأفيف جيفن، ولكن هذا بالتأكيد لن يسمى معسكر سلام. صحيح ايضا أن اقوال حركة متسبين غداة حرب الايام الستة اصبحت اليوم شبه اجماع، ولكن الحديث يدور فقط عن هراء فارغ من المحتوى. فلم تتخذ أي خطوة عملية حتى الان لتحقيقها. من مجتمع ديمقراطي، يجري في ساحته الخلفية احتلال متواصل ووحشي بهذا القدر وحكومته تتخذ فقط تقريبا لغة التخويف، التهديد والعنف يمكن ان نتوقع اكثر، اكثر بكثير. لقد كانت هناك مجتمعات في التاريخ جرت باسمها مظالم فظيعة، ولكن على الاقل في بعض منها جرى ايضا احتجاج يساري حقيقي، غاضب ومصمم، احتجاج يستدعي المخاطرة والشجاعة والتي لا تحصر نشاطها بمجالات الاجماع الدافئة. مجتمع محتل، ميدان المدينة فيه فارغ منذ سنين، باستثناء مهرجانات ذكرى عقيمة ومظاهرات احتجاجية هزيلة المشاركين، لا يمكنه ان يرفع العتب بنقاء اليدين. لا ديمقراطية ولا معسكر سلام. واذا لم يخرج في حملة 'رصاص مصبوب' عشرات الالاف الى الشوارع فانه لم يكن هناك في حينه معسكر سلام حقيقي؛ واذا لم يغمر الجماهير الشوارع اليوم حين تكمن المخاطر والفرص تفلت الواحدة تلو الاخرى، حين تتلقى الديمقراطية المزيد فالمزيد من الضربات كل يوم ولم يعد وجود لاليات للدفاع عنها كما ينبغي، وحين يسيطر اليمين على الخريطة السياسية والمستوطنون يكتسبون المزيد فالمزيد من القوة لانه لا يوجد يسار حقيقي. ليس هناك مثل النقاش في مستقبل ميرتس، في اعقاب تقرير لجنة التحقيق الغريب والسخيف الذي نشر الاسبوع الماضي والذي يوصي بكل التوصيات الممكنة، لتجسيد بؤس اليسار. ميرتس اختفى، لان ميرتس صمت. ولهذا الغرض لا حاجة لاي لجنة، ولكن حتى في عهد عظمته النسبية، لم يكن ميرتس معسكر سلام حقيقي. فعندما هتف 'معسكر السلام' لاوسلو، تجاهل عن قصد حقيقة أن فرسان السلام 'التاريخي' لم يقصدوا اخلاء ولو مستوطنة واحدة في اطار 'الاختراق' الاكبر الذي منح محدثوه جوائز نوبل للسلام، بالتأكيد للسلام. هذا المعسكر تجاهل ايضا خروقات الاتفاق التي قامت بها اسرائيل. ولكن فوق كل شيء تكمن المشكلة في التصاق 'اليسار' المستحيل بالصهيونية بمعناها القديم. بالضبط مثلما لا توجد 'ديمقراطية ويهودية' في نفس واحد ينبغي ان يتقرر ما هو الاسبق لا يحتمل أن يلتصق اليسار بصهيونية الماضي، تلك التي بنت الدولة، ولكنها انهت مهمتها. هذا اليسار الموهوم لم يتمكن ابدا أن يفهم المشكلة الفلسطينية حتى منتهاها. تلك التي ولدت في 1948 وليس في 1967 لم يفهم بانه لا يمكن حلها في ظل تجاهل الظلم الذي لحق في بدايتها. اليسار الذي لا يتجرأ على ان يدس يده في نار 1948 ليس يسارا حقيقيا.معسكر السلام الموهوم لم يفهم ابدا ما هو الاساس: بالنسبة للفلسطينيين، الموافقة على حدود 67، الى جانب حل مشكلة اللاجئين، بما في ذلك عودة رمزية على الاقل، هي ليس اقل من تنازل أليم. كما أن هذا هو الحل الوسط العادل الوحيد، الذي دونه لن يحل السلام ولا معنى من اتهام الفلسطينيين بتفويته. مثل هذا الاقتراح لم يعرض عليهم ابدا بما في ذلك كل الاقتراحات بعيدة المدى لايهود باراك وايهود اولمرت.ميرتس لا بد سيجد ترتيبا تنظيميا كهذا او كذاك وهو سيدخل مرة اخرى نصف دزينة من النواب الى الكنيست، وفي يوم طيب قد يدخل دزينة. ليس لهذا أي معنى. باقي جماعات اليسار، يهودية وعربية، مغيبة. لا احد يوليها أي اهمية ولا احد يفكر باشراكها وهي اصغر من أن تؤثر. وعليه، فهيا نسمي الولد باسمه: معسكر السلام الاسرائيلي هو خديج لم يولد بعد.

 

هآرتس 8/3/2010

 

 

لا تخفضوا التوقعات بالذات

 

يوسي بيلين

 

3/9/2010

 

بشكل عام حين تعود المواضيع السياسية الى جدول الاعمال الوطني، وبالاساس حين يترافق الامر وزيارات مسؤولين امريكيين كبار، مثل الزيارة الحالية لنائب الرئيس بايدن، تبدأ المساعي لتخفيض مستوى التوقعات. دوما سيوجد أحد ما في الادارة في واشنطن ليقول ان الحديث يدور عن استمرار المسيرة السياسية وليس أي شيء جديد آخر، ودوما سيقترح عدم الانتظار لشيء ثوري. وفي القدس ايضا يكلف انفسهم الناطقون بلسان الحكومة عناء الشرح بان هذه مجرد زيارة اخرى او انها مجرد لقاء اخر، لن يأتي وبالتأكيد ليس مؤكدا على الفور الى السلام المنشود في منطقتنا. ليس في حالتنا. صحيح انه مرت اكثر من سنة منذ أجريت محادثات سياسية بين حكومة اسرائيلية وقيادة فلسطينية، وكذا زيارة نائب الرئيس ليست حدثا متكررا في مطارحنا، وعلى الرغم من ذلك، هذه المرة تضرب أقسام تخفيض مستوى التوقعات. والسبب في ذلك هو ان هذه المرة من الصعب ايجاد، لا في اليمين ولا في اليسار أناس يؤمنون بأن التطور السياسي الحالي سيؤدي الى اختراق. وبالذات هذه مناسبة لاحداث مفاجأة.محادثات التقارب تصبح حقيقية. الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تلقى التسويغ الذي احتاجه بعد ان اعطاه العالم العربي مباركته، فيما ان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مستعد هو ايضا لهذه العملية. ومع أنهما كلاهما لا يحتاجان الى وسطاء، وكان من الافضل لهما ان يجريا محادثات مباشرة، من المهم للمفاوضات ان تنطلق على الدرب. من هو معني بأن يمنح فرصة للمفاوضات الغريبة هذه ملزم بأن يضمن ألا تجرى فقط مرة كل اسبوعين لرفع العتب فقط. مهم ان يتقرر مكان، دون حق الوصول اليه لوسائل الاعلام، تنزل فيه الوفود الثلاثة على مدى بضعة اشهر. المشاركون يغادرون المكان بين الحين والاخر للتشاور مع قياداتهم، ولكن على مدى معظم الوقت سيكون في المنطقة التي تجرى فيها المفاوضات.واضح ان اتصالا مباشرا بين ممثلي اسرائيل والفلسطينيين أمر حيوي، ولكن أيضا المحادثات المكثفة على مدى فترة زمنية من 3 4 اشهر، ستسمح للطرفين، وكذا للوسيط، بأن يعرفوا اذا كان الحديث يدور عن مسيرة جدية ام عن مجرد محاولة للاظهار للامريكيين بانهم يتصرفون على نحو مناسب. في ختام الفترة يكون بوسع الوسيط ان يفحص اذا كان هناك مجال لعقد مؤتمر قمة بمشاركة الرئيس باراك اوباما، عباس ونتنياهو ام ان الفجوات بين الطرفين كبيرة لدرجة انه لا أمل في نجاح مثل هذه القمة.وما هي الاحتمالات؟ ظاهرا يمكن القول بأنه لا يوجد اي احتمال معقول في ان تلتقي مواقف نتنياهو، حتى بعد خطاب بار ايلان بمواقف عباس. صحيح ان المفاوضات هي مفاوضات، واحيانا تنطوي على مفاجآت، ولكن حتى لو لم يكن هنالك تقدم نحو اتفاق دائم، فمن غير المستبعد أن تشق الطريق الى تسوية جزئية.تسوية جزئية، في شكل تحقيق القسم الثاني من خريطة الطريق، رفضت حتى الان من الفلسطينيين. كما أنها لاسرائيل ايضا مرغوب فيها أقل بكثير من تسوية دائمة. ولكن اذا كان الحديث يدور عن اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة على اغلبية ذات مغزى للضفة الغربية، وتترافق مع قول امريكي واضح حول المبادىء التي توجه التسوية الدائمة فسيكون هذا افضل بكثير من الوضع المتفجر القائم.

 

اسرائيل اليوم 8/3/2010

من قال 'حق العودة'؟

 

عكيفا الدار

 

3/13/2010

 

 

'لا تكفي حجة ان أرض او مُلك ما هو (بيت) ، هكذا خيب الاسبوع الماضي قضاة المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان أمل اللاجئين اليونانيين القبارصة الذين التمسوا اليها، 'على المدعي ان يشير الى صلة متواصلة بالمكان. 35 سنة مرت منذ أن فقد الملتمسون التصرف بملكهم، اجيال مرت، السكان المحليون تغيروا وجزء هام من الملك تبدل مالكوه على الاقل مرة واحدة من خلال البيت، التبرع او التوريث'. اليونانيون القبارصة الذين فروا في العام 1974 الى القسم الجنوبي من الجزيرة من الاحتلال التركي، ادعوا مطالبين الطرف التركي بان يعيد اليهم اراضيهم وأملاكهم. ولكن معظم الـقضاة الـ 17 في ستراسبورغ قبلوا كامل الموقف التركي القبرصي، والذي بموجبه الواقع يفوق 'الجذور العائلية'، الزمن اقوى من المشاعر وحقوق الساكن تسبق حقوق المالك. اللاجىء يمكنه أن يتلقى ما يستحقه نقدا، وليس بالضرورة ارضا، كما قرر القضاة.

 

ومع أنه ليس لقرارات المحكمة الاوروبية مفعول قضائي ملزم خارج اوروبا، الا ان رجل القانون البروفيسور ايال بنبنستي من جامعة تل أبيب، الخبير في مسألة اللاجئين يوليها اهمية كبيرة: المؤسسة القضائية الدولية التي يعتبرها محترمة في العالم في مجال حقوق الانسان فتحت فصلا جديدا في الخلاف حول حق العودة. اعراف المحكمة تشكل مصدر الهام للمحاكمة في كل العالم، في اسرائيل وفي الولايات المتحدة ايضا. برأي بنبنستي، وضع القرار الان حاجزا امام المحاولة المتعاظمة من جانب حكومات في الغرب، الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان للاعتراف بحق العودة للاجئين الى بلدانهم الاصلية، وبالاساس يدور الحديث عن 'عودة خاصة' الحق الشخصي للاجىء غير التابع للاتفاقات بين الدول. الميل السياسي للاعتراف بالحق القانوني لاعادة اللاجئين يتعاظم منذ نهاية التسعينيات، وليس بالذات انطلاقا من التماثل مع معاناتهم هذا احيانا طريق لطيف للتخلص منهم. اوروبا، مثلا، فرحة لان تودع لاجئي حروب البلقان. في نهاية كانون الثاني (يناير) تبنت الجمعية العمومية للمجلس الاوروبي قرارا يقضي بان اللاجىء يمكنه أن يختار بين العودة الى بيته وبين تلقي تعويض مساوٍ في القيمة. بنبنستي، الذي يعتقد ان ليس للاجئين الفلسطينيين من العام 1948 حق عودة لاسرائيل، لا يخفي رضاه من التعزيز الذي تلقاه تفسيره من قرار الحكم. وهو يعتقد بان قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة رقم 194 من العام 1948 هو ايضا والذي بموجبه يمكن للاجىء الفلسطيني ان يختار بين العودة الى اسرائيل وبين التعويض لا يمنح حقا شخصيا لكل لاجىء بالعودة، خلافا لحقه في التعويض. وحسب بنبنستي، فان مبادرة السلام العربية التي تتناول قرار 194 منحت اسرائيل حق فيتو على ذلك. للمستوطنين، بنبنستي بالذات يوصي بعدم تعليق القرار الجديد في اطار مذهب انطلاقا من التفكير بان تواجدهم الطويل في المناطق مثل ذاك للاتراك في قبرص يضمن لهم التصرف في المنطقة. 'يوجد فارق بين وضع يدخل فيه اناس الى بيوت جيرانهم الذين اصبحوا لاجئين كنتيجة للنزاع وبين اولئك الذين يدخلون عن وعي الى ارض السيادة عليها موضع خلاف وخاضعة للمفاوضات'، يقول. ويذكر بنبنستي بقرار محكمة العدل العليا في التماسات مخلي غوش قطيف ضد الاخلاء، والذي شدد على انهم يمكثون في اماكنهم بشكل مؤقت بقوة أمر قائد المنطقة. جانب هام من القرار هو التمييز بين حقوق الفرد والعلاقات السياسية. المواطنون وفي هذه الحالة، السكان الاتراك في شمالي قبرص لا ينبغي أن يدفعوا ثمن انعدام قدرة السياسيين على تسوية النزاعات. 'هذا المبدأ ينطبق علينا ايضا. المحكمة الاوروبية قضت بانه حتى لو كان الحديث يدور عن جريمة حرب واحتلال غير قانوني، تجب مراعاة الواقع الجديد الذي نشأ بالنسبة لأولئك الذين يعيشون على الارض'، يشرح بنبنستي. كما أن القضاة ايضا حذروا من وضع يؤدي فيه اصلاح ظلم قديم الى احداث ظلم جديد للمستوطنين الاتراك. المحكمة ردت بوحشية الادعاء بان حقوق الانسان تتضمن حماية القيمة الوجدانية لـ 'الجذور العائلية' بالنسبة لارض معينة. كما ردت ايضا ادعاء الملتمسين بان رد التماسهم سيكون جائزة للمجرم. وشرح القضاة بان الملك يمكن استبداله بتعويض مالي او بملك بديل، مثلا مُلك تركي قبرصي ترك جنوب قبرص.

 

القضاة في ستراسبورغ اوصوا اللاجئين اليونانيين القبارصة بالتوجه الى الجهاز القضائي الذي اقامه الطرف التركي ومطالبته باستعادة ملكهم او التعويض المالي لاولئك غير المعنيين بذلك. اضافة الى ذلك اوصلوا اللاجئين بانتظار النهاية الناجحة للمفاوضات السياسية بين الطرفين.

 

ويقترح بنبنستي الانتباه للبنود 'السياسية' في القرار: القضاة يتعاطون مع المسؤولية للطرفين في انهاء النزاع وهم يشيرون الى أن الاتراك صوتوا في 2004 في صالح خطة الامين العام للامم المتحدة السابق، كوفي عنان، بتوحيد الجزيرة، مع أنها تضمنت عودة محدودة لليونانيين الى قسمها الشمالي، اما اليونانيون فرفضوها باغلبية كبرى. كما أنهم يذكرون بان الاتراك اقاموا جهازا مصداقا لترتيب دعاوى اللاجئين. لهذه البنود كانت مساهمة مركزية في قرار المحكمة.

 

ويوصي بنبنستي اسرائيل والفلسطينيين بدراسة القرار جيدا: 'يوجد هنا اعتراف بتعقيدات مشكلة اللاجئين، ولا سيما في أن حقوق الانسان ليست لطرف واحد فقط. مساعٍ صادقة من جانب المحتل للوصول الى حل نزيه يعكس الواقع، يمكنها أن تحظى باعتراف قضائي دولي. بالمقابل، الجانب المتضرر الذي يقرر الانتظار حتى نهاية الاجيال، سيستيقظ ذات يوم ليكتشف بانه حل تقادم على حقوقه. الرسالة للطرفين هي بالتالي لا تجروا الاقدام. بتعبير آخر، من هو معني بانهاء النزاع وحل نزيه لمشكلة اللاجئين، تلقى من المحكمة الاوروبية سلما مريحا لا مثيل له للنزول عن الشجرة'.

 

هآرتس 13/3/2010

حركة إبداع 

"Scared the will be, as they become aware of his presence,here and there,long time ago and beyond their times."

 T. Nazmi

إعتقال اثنين من قادة المبادرة الوطنية الاردنية:موفق محادين و سفيان التل

تيسير نظمي يعيد نشر قصة من قصصه كتبها قبل ثلاثين سنة

أمن الدولة تستدعي محادين والتل على خلفية موقفهما من تفجير خوست

 

تفاصيل <<<http://tayseernazmi.com  

 

كتاب هذا الموقع حسب الترتيب الأبجدي

اسرائيل شاحاك 

ايلان بابيه

آفي شلايم

أحمد أشقر

 أمنية أمين

أميرة هاس 

إدوارد سعيد 

بسام الهلسه 

تيسير نظمي 

جمانة حداد

خوسيفا بارا راموس

حلمي موسى

راشد عيسى

رجاء بكرية

روديكا فيرانيسكو 

سارة روي

سلمان ناطور

سيد نجم

شاكر الجوهري

صبحي حديدي

طلال سلمان

عادل سمارة

عباس بيضون

عدنان ابو عودة

فاطمة الناهض

فيصل دراج

فواز تركي

لويجا سورينتينو

محمد الأسعد

محمود درويش

مرام المصري

ميرون رافوبورات

نعوم تشومسكي

 

المبادرة الوطنية الأردنية:

 

ماذا وراء الحكومة الرفاعية الرابعة عشر

 

مع تشكيل سمير الرفاعي الحكومة الأخيرة، يكون الرفاعيون الأربعة قد شكلوا أربعة عشر حكومة في الأردن. وتتميز السياسات الرفاعية عند الأب والابن والحفيد بسمتين أساسيتين:

 

السمة الأولى: إما الحكم بالرغم من البرلمان، وحله كلما تعارض مع الحكومات، كما حدث مع حكومات سمير الأول، وإما الحكم بدون البرلمان، كما حدث مع زيد الرفاعي، ثم مع ابنه سمير، بل إن صحيفة أسبوعية أردنية هي صحيفة المجد توقعت حل مجلس النواب تمهيداً لخطوات جديدة ( 27/10/2008). وكانت الحكومات الرفاعية الأولى قد شهدت حل أكثر من مجلس نيابي، إما لرفض المجلس اتفاقيات سياسية مثل رودس وإما لرفضه سياسات وقوانين اقتصادية ثقيلة على الطبقات الشعبية مثل الموازنة وضريبة الدخل.

 

السمة الثانية: بخلاف المدرسة البدرانية ( نسبة إلى مضر بدران) التي كانت أقرب إلى بيروقراطية الدولة وكانت تختلف مع القيادة الفلسطينية دون أن تنافسها على تمثيل الشعب الفلسطيني، فقد جمعت المدرسة الرفاعية بين الاختلاف والمنافسة مع القيادات الفلسطينية المتعاقبة:

 

الجد سمير الذي كان مناهضاً للهيئة الفلسطينية العليا بقيادة الحاج أمين الحسيني ثم لأحمد الشقيري؛ والابن زيد الرفاعي الذي كان مناهضاً لمنظمة التحرير بقيادة ياسر عرفات وحاول بعد العدوان الصهيوني على المنظمة عام 1982 إحياء الدور الأردني في الضفة الغربية، عبر ما عرف بمشروع التقاسم الوظيفي وخطة التنمية عام 1985 ، وهو المشروع الذي أسقطته الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، ثم أسقطت حكومته الانتفاضة الأردنية (هبة نيسان) في نيسان 1989 على خلفية أزمة ديون وفساد معروفة.

 

هذا عن حكومات الجد والابن السابقة، أما عن الحكومة الرفاعية الحالية فيمكن قراءتها من خلال المعطيات التالية:

 

1-      مقايضة الأزمة الاقتصادية والفساد المرتبط بها بضغوطات المساعدات الخارجية واستحقاقاتها السياسية، بل إن جريدة ديلي ستار منذ 2005 قالت أن الأردن يواجه واحداً من خيارين: إصلاحات داخلية تخدم استحقاقات التسوية أو ارغامات خارجية لهذه الغاية (28/3/2005).

 

2-      إذا كان من المبالغة في شيء وصف الحكومة الجديدة بأنها حكومة العودة السريعة إلى سياسات زيد الرفاعي الأب، صاحب مشروع العودة إلى الضفة الغربية، فمن الخطير أيضاً التقليل من ذلك وإضعاف اليقظة الشعبية إزاء هذا الخطر .

 

3-      وعليه، فإن التشخيص الدقيق لهذه الحكومة هو أنها حكومة انتقالية مركبة من مهمتين: إدارة الأزمة الاقتصادية، والتحضير لخطوات سياسية باتجاه البنيلوكس الثلاثي ( المركز الإسرائيلي والمحيط الأردني الفلسطيني)، وهو المشروع الذي صار محط اهتمام العديد من القوى ووسائل الإعلام، والذي أعلنت الاستخبارات الأمريكية عنه وسُمِّيَ بكونفدرالية الأراضي المقدسة. وكانت المبادرة الوطنية الأردنية سبّاقة في التحذير منه، حيث يتطلب هذا المشروع تفكيك الأردن كدولة وتحويله إلى سلطة بحجم السلطة الفلسطينية كمقدمة لإعلان كونفدرالية بين هاتين السلطتين، وبما يشكل مجالاً حيوياً للعدو الصهيوني، ويسمح بتصفية القضية الفلسطينية نهائياً، لا على شكل وطن بديل سياسي، بل على شكل جغرافيا مجردة تقطع تطور الأردنيين والفلسطينيين نحو المجتمع والمواطنة وتحولهما معا إلى سكان في معازل بشرية لا رابط بينها، وهو ما طرحته الحكومات الأردنية  تارة باسم الأقاليم وأخرى باسم اللامركزية.

 

وفي هذا السياق ، تلفت المبادرة الوطنية الأردنية الانتباه إلى نمطين من سياسات الحكومة الرفاعية الحالية والتي استدعت لهذا الغرض: أولاً، العمل بدون أية رقابة برلمانية مهما كانت طبيعتها وطبيعة مراكز القوى التي تديرها . ثانياً، استنساخ تجربة حكومة علي أبو الراغب، في إدارة البلاد لصالح الحيتان وجماعات البنك الدولي عبر حل البرلمان، وإنفاذ القوانين المؤقتة، وإسكات أصوات المعارضة، سواء كانت أصواتاً إعلامية أو سياسية أو شعبية، على غرار حملة حكومته على مدينة معان البطلة.

 

فأما النمط الأول من السياسات الحكومية المنتظرة، فهو تمرير العديد من القوانين المؤقتة التي تمس الطبقات الشعبية وتحملها عبء الفساد والمديونية، مثل قانون الموازنة وقانون ضريبة الدخل المصمم لخدمة البنوك والشركات المالية.

 

وأما النمط الثاني، فيستهدف تمرير العديد من القوانين المؤقتة التي تحضّر البلاد نحو الانتقال لمشروع البنيلوكس المذكور (كونفدرالية الأراضي المقدسة)، ومن ذلك :

 

1-      قانون اللامركزية وهو صيغة معدلة لمشروع الأقاليم، أخطر أدوات تفكيك الدولة الأردنية، والذي يجري تسويقه تحت شعار تنمية المحافظات .

 

2-      كما يرتبط بالقانون المذكور قانونان آخران: قانون للبرلمانات المحلية وقانون معدل للانتخابات النيابية يحافظ على آلية الصوت الواحد التفكيكية وذلك تارة بذريعة تحجيم الصوت الإسلامي، وتارة أخرى بتحجيم الصوت الفلسطيني، بينما هو في حقيقة الأمر، جزء من استراتيجية التفكيك الأمريكية للشرق العربي كله، على شكل كانتونات طائفية وعشائرية وجهوية .

 

وبعد...

 

إذا كانت ظروف ما بعد تحويل الامارة إلى مملكة استعداداً لضم الضفة الغربية للأردن قد كرست سمير الرفاعي الأول إلى جانب الملك عبد الله الأول، فعلينا جميعاً أردنيين وفلسطينيين، أن لا نترك الماء يمر تحتنا بأية ذرائع وأوهام شتى انزلقت لها أكثر من هيئة سياسية ومدنية وراحت تمنّي النفس، تارة بقانون معدل للانتخابات، وتارة بالثقة بالفريق الاقتصادي الجديد؛ فهذه الحكومة، كما سابقاتها، هي الابنة الشرعية للدور الوظيفي التابع، المسؤول عن التدهور الاقتصادي والاجتماعي والفساد والتضييق على الحريات العامة، وعن كل ما هو مسموم في العلاقة الأردنية الفلسطينية، بل وفي تأزيم العلاقات الداخلية وإثارة الفتن بين الأردنين أنفسهم، مما يقتضي مزيدا من حشد الطاقات، والعمل الشعبي من أجل إنهاء هذا الدور الوظيفي، وكسر التبعية، وتحرير الاقتصاد الوطني، والإرادة العامة، وترجمة ذلك في تشريعات ديمقراطية وعلاقات أردنية فلسطينية قائمة على مقاومة العدو الصهيوني، ضمن برنامج للتحرر الوطني والقومي الديمقراطي.

 

يدا بيد وعلى قلب رجل واحد

 

فكلكم للوطن والوطن لكم

 

المبادرة الوطنية الأردنية

 

عمان

 

24-12-2009

 

09-11-2007, 20:11

من رسالة إلى إيلان بابي

تيسير نظمي

6/11/2007

 

......يا لفعل الزمن ، الذي يحيل المأساة إلى ملهاة في رام الله المحتلة ، عندما تقف بعد أكثر من ثلاثين عاما من تبني الماركسية الفلسطينية للدولة الديمقراطية العلمانية لتحاضرأنت عام2007 عنها وأمامك من تجاوزوها دون تبني نظري سابق أو لاحق ليكونوا من صناع أو مريدي اتفاق أوسلو، وحل الدولتين ! غير القابل للهبوط على الأرض في غزة.

كان المشهد كما وصلني ، تنقصه ضحكة مجلجلة لا يمكن التكهن بنهاياتها غير السعيدة بفضل الحرس "الثوري" عند اللزوم والوجاهة الفلسطينية فاقدة المعنى، وميوعة الزمن الذي جعل انتصار 67 بداية للتمادي في الذهاب إلى الحرب.

 

يا لفعل الزمن الذي جعل من طرحوا من قبلك ذات الطرح قبل ثلاثين ونيف، حين كانت مظلة الاتحاد السوفياتي تظللهم بدفء الاشتراكية الأممي في درجة حرارة عشرين تحت الصفر، وما أن رحل الدفء حتى وجدناهم يدخلون في عباءة اليمين ومظلة النفط الاسلامي حلفاء بين حين وآخر لليسار فاقد الشرعية أوحلفاء لليمين فاقد الأهلية.

 

هل اختلط عليك المشهد والتاريخ كما اختلط عليّ في فيافي التشردين؟ وفي الوقت الذي يمكننا أن نتفق فيه فقط على طلب الرحمة والمغفرة لدون كيشوت في إسبانيا والاعتذار من ضحاياه في الجانبين، يبزغ اللامعنى للسياسي الأقرب للعبث التاريخي الممارس حولك سواء جاء من بيني موريس الذي كان سببا لقرابتنا الفكرية منذ ثلاث سنوات ونيف أم من نسق الانسجام مع الذات الذي وجدت فيه نفسك بعد أكثر من ثلاثين سنة من دفع الضحيتين لكافة التزاماتهما التاريخية،، والتاريخ في النهاية ما هو إلا نتاج الزمن والناس المنتصرين والمنهزمين سواء بسواء. فلم يتح بيني موريس لنا الفرصة لأية قرابة فكرية عندما غادر المأساة ليصنع لنا مأساة أخرى، قائمة، لا حاجة له كي يدعيها ما دامت الأنظمة العربية دؤوبة في حياكتها وبمباركة إن لم تكن "مشاركة" فلسطينية في أعلى مستوياتها تسامحا مع الجلادين داخل إسرائيل أو خارجها في ظل رحابة استضافة الصحراء للبرتقال المقطوف منذ أكثر من نصف قرن عن شجر الحرية،، حرية أن تموت الضحية بإرادتها وعنفوانها قبل أن تعرف ما يطلبه موريس نظير الشفاء أو ما يحدده من سبل العلاج بغير الاستئصال الوجودي،، لم نسأله لا أنت ولا أنا في ها آريتس 2004عن نظريته في علاج دون كيشوت من كتب الماضي ، لأنه مؤرخ محدث وليس شاعرا أو روائيا لسوف نتفق معه في طلب الرحمة لروح الدون... فقد قاتل لما يعتقد، في زمن لا يعتقد ، مما أثار في أجيالنا الضحك من زمنه وليس من شخصه.

 

اليوم ، ولفعل الزمن سطوة القاتل على القتيل، لابد أن نعترف أننا كان يجب أن نتفق على الفهم المشترك لرواية الدون كيخوته وليس على اتفاق مبادئ مدريد التي منها انطلق قطار الملهاة للمنتصر والمأساة للمنهزم والتبادلية السخيفة في أن تتصور الضحية أنها تنتصر حيث تموت دون بارقة أمل بأن يغير أحد صورته لدى الآخر أو يغير الآخر صورته عن نفسه في حضرة الجرافات وريح الحجر.

 

عاموس عوز أيار 67 ليس هو عاموس عوز 2001 أو 2007 لأن الزمن قال له عشية الانتصار المدوي لماذا التعاطف؟ مع هؤلاء البدو الرحل ؟ الذاهبين لفتات موائد جنة عدنهم ونفط الطامعين بتحرير أفغانستان آنذاك قبل غورسالم أو سمها بيت نينورتا لنعيد لملكي صادق مجد الخبز والنبيذ المحرم على الفلسطيني حتى من عنب الخليل.

 

لا شيئ يبدو لي في هذا الأفق جليا سوى دون كيشوت في الجانبين وتبادل كل طرف التعازي بالراحلين بلغتين مختلفتين. فما قيمة أن نقدم تحفة الماضي في تصور الضحية للحل حين يكون المنتصر ضحية انتصاره المستمد من ضعف الآخرين وتقلباتهم؟ فهل وجدت أمامك مبتكري الأطروحة يشاركون جماعة أوسلو مقاعد الحضور أو الفرجة على الأقل أم غابوا في العروبة بشروط أفضل مع انتهاء مواسم الكافيار ونخب الفودكا ليحتسون تمر وبركة ما صنعه اليمين في الجانبين في غير ما مكان أو معتقل !

 

وكيف فاتك ملاحظة أننا شعوب تعشق المستورد بما فيها جلكم ولكنكم لم تتقنوا الانجليزية في وقت مبكر ولم تشفوا على حد تصور موريس من ماضيكم تماما. لم تجدوا من يطالبكم بهذا الشفاء من المؤرخين العرب الذين لم يفرغوا بعد من تحديد أسباب الهزيمة ولا عاينوا بعد أسباب أي انتصار ولو من قبيل استدعاء عنترة ولا أقول الفارس الاسباني الغافل عن تغيرات الزمن.

 

لقد سارع الشباب لتفريغ محاضرتك وأرسلها لي الداعون إليك من الديمقراطيين الجدد في الضفة وغيرهم من ألداء أوسلو ولو كانوا من الذين أسماهم يوري أفنيري بالسمك المملح حتى قبل فوزهم بشهور مدركا هو أيضا كما نحن كيف يتكفل الزمن بالتغيير سلبا أم ايجابا لكنه يبقى تغيير.

 

فالعم الاسباني المشترك لم يحارب الخراف المسكينة وحسب وينهال عليها بالطعنات ، بل حارب طواحين الهواء أيضا ولم يكن في زمنه مدركا لطواحين الشعوب. الرحمة له والعزاء للخراف خرافنا جميعا على أي طريقة تذبح بها وعلى أي مذهب ، فالنتيجة سواء ، ما دامت كاليفورنيا هي كاليفورنيا، ولا تعترف لروائي اسباني بفضيلة سعة المخيلة تماما مثلما تضيق مخيلتنا رغم العلم وتوفر النفط عن تصور إمكانية أن نعيش سوية على هذه الأرض الجرداء من النفط والخيال والكرامة الانسانية.

 

ولأنني مدرك لهذا الزمن اللعين الذي يصنع المأساة في جانب ويصنع في الوقت ذاته الملهاة في جانب آخر قمت بنشر محاضرتك دونما ترجمتها على موقع "أوميديا" من مواقع حركة إبداع، لعلها توصل رسالتها للأطراف جميعا فأختصر المسافة بين الحقيقة والخيال وأوجز في الرواية لفعل الزمن في المآل ،، أي الصيرورة ،، سواء لحركتكم كمؤرخين جدد أو لحركتنا كمتخيلين جدد ،، ناهيك عن الفنون والظنون والمنون فهي حتى اليوم ورغم البشاعة لا توحد،، لكن مشهد صلاة الجمعة الماضية كان هادئا دونما تراشق في رام الله ،،فالجميع متفق على محاربة الدولة الديمقراطية العلمانية وأنا وأنت ودون كيشوت وخرافنا خارج المشهد إن لم نكن خارج هذا الزمن في أفق ما ، في كوكب ما ،لم ينضج بعد كثمرة إجاص أهلكتها الشمس والعصافير الجائعة دونما تغريد.

 

---8/11/2007

 

ستون عاما لا تبدو زمنا من عمر الدولة ؟ ستون عاما لا تبدو زمنا من عمر الديانة؟ لكنها تنجب حروبا ووثائق سرية لم تعد لدى إسرائيل شاحاك الراحل بنبل قل نظيره سوى "أسرار مكشوفة" لدينا ولديك ولدى يزهار سميلانسكي.

 

وضعت هذه الستين عاما للفحص والتأمل علني أمسك بميوعة وفراغ الزمن العربي والفلسطيني على حد سواء ، ولأنه بالمقابل زمنكم الذي تتحكمون فيه بمصائرنا كأنما لم يوجه أرنولد توينبي لكم نصحا ولا نصيحة. فبعد عشرين عاما وهبتم النصر الثاني في الذهاب للحرب الذي دفع بالضحية لابتكار إرادتها الذاتية في صنع موتها على شكل شهادة لم يعترف بها دينيا لأنها لم تكن في سبيل الله ، ولم تكن في أفغانستان آنذاك الضحية مختارة بين الوطن وبين الله . وبعد عشرين عاما أخرى دخل الملحدون بموتنا دين الوطن والعمل الوطني منجزين لأفغانستان حريتها من الاشتراكية والسوفييت لتقدم على طبق من فضة للعم غير الرحيم بضحاياه خلال سنوات معدودة من تفرده بالطغيان وتوزيع المواعظ الأخلاقية على محور الشر. وبعد عشرين سنة من فساد ورثة الضحية سمح الورعون لدينا لأنفسهم أن يرثوا السلطة الحرام ومالها الحرام في غزة من أجل أن تدخلوا في الاسلام من جديد. فلا أنتم دخلتم ولا نحن خرجنا ، لكننا راوحنا بين عروبة لا تكشف سرا أو وثيقة مما اشتغلتم عليه بعد ثلاثين عاما من عزقنا في صحارى العرب والنفط وبين إسلام ممتدة تلاوينه من اندونيسيا إلى غزة هاشم !!

 

ولا حول ولا قوة إلا ....

 

فقد كتب على الشعب الفلسطيني أن يهب طاقاته عشرين عاما لـــ"فتح" تلتها عشرين عاما أخرى لــــ"حماس" وارثة السلطة التي حرمتها عشرين سنة من الإتهام لكأنما جاءت اتفاقات أوسلو من عدم العذابات والأضحيات الموسمية. ونعترف أن لأخوتنا العرب في الأردن ولبنان قصب السبق في جعلكم ترون الجانب المخفي من يهودية هذا الشعب الذي لم يتعلم العبرية بعد رغم إجادة أبناءه لعشرات اللغات ومنها الأوردو ملتبسة القومية بين هند وباكستان الحديثة. لكن الستون عاما الموزعة بالتساوي بين اعتراف العروبة والاسلام لنا بالخيمة وبركات وكالة غوث اللاجئين وعشرون أخرى بحقنا بالموت العلني فداء لتشكيل الطبقات من الكومبرادور الحريص على كل الأسرار أن تبقى غير مكشوفة وبين العشرين اللاحقة من ترميم أسباب هزيمتنا الراجعة لعدم حرصنا على اللغة العربية وتعاليم الدين وصولا لمحاضرتك المفارقة التي لا يتكلم بطرحها للدولة الديمقراطية العلمانية حتى أبناء الجبهة الشعبية منذ سنوات.

 

يا للزمن ... طرحك يا عزيزي في 31/5/2007 في رام الله بات مفرغا من الزمن ،، فقد تحولت الطروحات السياسية والاستراتيجية إلى ما يشبه الشعر الغامض في سياق "الخيار الأردني" الذي طرحه غاري سوسمان قبل سنتين وترجمناه ونشرناه وتم إفراغه أيضا من علنيته ومكشوفية أسراره في كل من الضفة الشرقية التي يدعيها الليكود "الصديق" وغزة التي يتمترس فيها "الاسلام" الشقيق، فلا الغطاء الأخلاقي لليهودية الاسرائيلية بات قائما ولا الغطاء الوطني للإسلام السياسي بات خافيا اليوم في ظل حصار شعبنا في غزة والمنافي من الشقيق قبل الصديق. ترى يا إيلان هل ثمة ثالث يشاركنا هذا الأدب غير القابل للتخيل والكتابة ؟ فإما أنك قد غادرت التاريخ نحو الشعر أو أنني غادرت الشعر نحو التاريخ ،، وهذا ما لن يفعله موريس ولا سوسمان ولا الحكام العرب طبعا الموعودين مع قيادات طاهرة من إثم التفكير بالجنة الأميركية الحلم المفضل لبيبي ولقيادات حماس لدينا ردحا من الزمن وانتشار العدوى للشيوعيين بعد الانهيار الواهم لمن لا يبصرون.

 

الكل أخطأ ، لكن خطأ عن خطأ يفرق، فلا الحاج أمين الحسيني كل فلسطين ولا قاتل رابين كل اليهود، ولا كل الروس ستالين ولا كل اليهود تروتسكي ، لكن من اتفق مع غولدا مئير لم يكن مخطئا إلا في حجم طموحاته بالسلطة وسعة العرش وتلاه ما تلاه من الحكام العرب الذين أضاعوا شعبنا من حيث دغدغوا أحلامه المشروعة بنكبات أقل وحقوق أقل ووجود منقوص من الأرض والحرية ، بالنسبة لكم كان الانتقاص من كينونته بالجملة وبالنسبة لهم كان بالمفرق، وبالنسبة لكم كان بالقوة والشجاعة المدعومة دوليا وبالنسبة لهم بالخسة المتواطئة جبنا ومرابح طبقية لكأن المخيمات هي الثروات الوحيدة للأنظمة العربية كي يجري الرهان عليها ، الرهان الوطني المزعوم والرهان التجاري المأمول من بشائر التصفية والتعويض ، فلم يعد حلم الدولة الديمقراطية العلمانية سوى رؤية شعرية طوباوية لبضعة حكماء أو لبضع كهنة تائهين في الزمان والمكان. الرحمة لدون كيخوتة والغفران ،الرحمة للماضي وعليه والرحمة لمستقبل هلت بشائره بالسعار التجاري والانتحاري وما لا نتوقعه رغم النظرية العلمية من حروب واختراعات نحث الخطى نحوها واهنين ، أنتم من ثقل الدبابة ونحن من ثقل اليأس والحاجة.

 

U.S. demands Jordan reforms for financial aid 

 

Jordan should commit to and implement at least 22 reforms stipulated by the U.S. if it wants to receive further financial assistance from the American administration, an official government source told Fact International.

 

The reforms are outlined in a 50-page document that also calls on Jordan to elect a new government before the end of next year. It was handed to Jordanian authorities when a U.S. congress delegation recently visited the country.

 

The U.S. has also called for a timetable to implement these reforms by the end of 2007. Canceling the legislative authority of the Upper House (the House of Senates) and passing a new law that redistributes the constituencies in proportion with population distribution was also prioritised in the document.

 

Positive and negative reform steps were also outlined in the document, said the source. Among the positives was the "improvement of civil freedoms", "respect of freedom of religion and worship" and "relatively less corruption".

 

However, the weaknesses included a weak judiciary freedom, "a lack of transparency regarding governmental policies" and "oppressive measures against public meetings".

 

The U.S. reform demands included "holding free elections to select the head of the executive authority (the government) and the legislative authority (the House of deputies)". The House of Deputies (the Lower House of parliament) should also be empowered to "pass laws without approval by the House of Senates (the Upper House of parliament)".

 

Other reforms included "enhancing the role of political parties", "revealing the assets of government officials", "canceling the compulsory membership in the Jordanian Press Association" and "giving the National Center for Human Rights the right to conduct investigations and follow up lawsuits on behalf of people". 

 

Hamas wants to know…
Who killed Arafat?

 

The exact circumstances of former Palestinian President Yasser Arafat's death in a French hospital remain a mystery to many. Hamas has said that it wants to investigate allegations that Israel was involved in a plot to murder Arafat and this will no doubt stir up heated debate behind closed doors worldwide and on Palestinian streets.

 

AMMAN, Jordan – It goes without saying that Hamas is fully aware that reopening the investigation on the 'murder' of the late Palestinian President Yasser Arafat and ensuring that it is a top priority of the new government will not be condoned by the Israeli occupation force.

 

It is a sensitive issue and when Arafat passed away the Israeli government suffered as Hamas launched more than 100 attacks on Israeli targets in a day. 'Peace' talks seemed to have died with Arafat.

 

Hamas will form its news government in coming weeks and it wants to investigate what Israel would rather avoid. It wants to find out exactly how Arafat died and whether Israeli was in fact in any way involved, as has been alleged in the past. This, no doubt, could reach Palestinian streets and lead to the outbreak of a fourth intifada that would certainly be more forceful that the first three.

 

Khaled Mashaal and other Hamas leaders inside Palestine believe that reopening the investigation on Arafat's death would serve as a political card that might push Israelis to reduce their attacks on Palestinians who are being led by a government whose programme differs from its predecessors. Hamas, of course, believes in the religious dimension of the ongoing Palestinian-Israeli conflict. This investigation could also prevent Israelis from thinking about pursuing an assassination policy against Hamas top officials.

 

U.S., Israel weakened Arafat

 

According to the information Fact International obtained from Hamas leaders, the organisation based its plan to reopen the investigation on the fact that the Americans and Israelis decided publicly to strip Arafat of his political powers three years before his death. They also introduced the prime minister post to the Palestinian Authority to reduce Arafat's powers as he refused to offer concessions to the Israelis.

 

Besides, they prepared the drafting of the Abbas-Bellin document to be used as political grounds for the final status negotiations. For the Israelis, that document was something special as it deleted some of the Palestinian rights stated in the final status negotiations, mainly the refugee right of return.

 

On the other hand, Hamas is convinced that Arafat was killed for the same reason Hamas spiritual leader Sheikh Ahmed Yassin was assassinated. They also believe the motive behind the killing of Hamas leader Dr. Abdel Aziz Rantisi was the same. The Israelis wanted to eliminate the Palestinian leaders who planned to ensure that Israeli Prime Minister Ariel Sharon's unilateral pullout from the Gaza Strip was documented in history as a Palestinian victory.

 

Hamas also believed that Sharon wanted to kill Arafat before the U.S. presidential elections because Arafat was betting on the winning of George W. Bush's opponent John Kerry. Arafat had hoped that Kerry would lift an embargo that the U.S. and Israel had placed on him. At the time, he was isolated and under house arrest within the confines of the Palestinian National Authority headquarters in Ramallah.

 

Sharon involved in murder

 

Hamas leaders said that they found it strange that Israeli media started talking about Arafat's death in a manner that showed they were sure of Arafat's illnesses in the past. This was unusual because it was the first time that they had done so. Sharon then hurried to announce that Arafat would not be buried in Jerusalem . This meant only one thing: Those who allegedly poisoned Arafat were sure that he was dying.

 

A few other reasons add weight to the Hamas belief that Arafat was murdered. For the first time two medical teams, one from Tunisia and the other from Egypt , were flown to an ill Arafat. This rarely happened before. Hamas leaders question why his private doctor Ashraf al-Kurdi from Jordan was not called on until Arafat's health had deteriorated to an extreme level. They also question why Arafat was immediately sent abroad for medication abroad, even though al-Kurdi recommended this.

 

When Sharon approved Arafat's departure from Palestine for medical treatment abroad, with a guarantee ensuring his return, he had already known that Arafat was dying. He was also sure that Arafat would return, otherwise he would not have allowed him to leave Palestine

 

Prior to his deteriorating health conditions Arafat was isolated in his Ramallah office. He spent 34 days with no water and very often without electricity. He spent all this time as a prisoner arrested in his home. According to a statement by the then Israeli deputy defense minister, Israel 's aim was to coerce Arafat to leave the Palestinian areas without returning. When all these Israeli attempts failed a decision was taken to ensure his death.

 

Jewish doctor implicated

 

A French doctor of Jewish origin was closely linked to supervising Arafat's medical treatment at the French Persy hospital, according to a news report published by the Israeli Hebrew daily Ma'arev on December 16, 2004. According to the report, the Jewish doctor was an active partner regarding the decision on how to treat Arafat. What is strange is that nobody knew at that time that a Jewish doctor in the hospital's medical team was looking after Arafat's health.

 

On June 5, 2002, Bassam Abu Sharif, a close friend of Arafat and a member of his mainstream Fateh movement sent a letter to Arafat informing him that there were two options discussed by the Israeli cabinet. They planned either to oust or poison him. The letter cautioned Arafat to watch his back as one of the options included a large-scale military operation across the Palestinian territories which might have included ousting Arafat.

 

Abu Sharif's letter warned Arafat "not to drink anything except from a bottle you open with your hand. Don't eat anything these days except from… yourself".

 

"I've got information from well-trusted sources in Washington that there are attempts to poison you," wrote Abu Sharif.

 

Israel has a well-known history of using poison as tool to kill. Iraqi daily newspaper Al Sabah reported on February13, 2005, that military censorship in Israel bans publishing information about the Zionist state's poison programme and any plans to poison Israel's opponents.

 

In fact, poison was used by Israelis even before the Jewish state was formed. Aba Cooper, a Jewish poet of German origin, plotted with his colleagues to poison water supplies in a number of German cities to avenge the holocaust. As a result, 600 Germans were killed.

 

The Vaitsman Institute, an affiliate of the Israeli occupation forces, is a huge workshop to develop Israel's poison programme under the supervision of the Israeli defense ministry and Mossad. Israeli is known to have scientific centres that produce toxic substances and draw up plans to kill Israel's enemies. These centres are directly linked with the prime minister's office as well as the health ministry.


The first translation of this book from English into Arabic was done by Tayseer Nazmi before December 4th. 2001 when his rented flat in Amman drowned into winter's muddy water about 2 meters level and every thing was damaged including his pc. where he was saving his work as a writer, painter, translator and as a human being. Now, the book is translated by another translator and already in print in Arabic. Tayseer Nazmi is intending in 2006 to re-translate for the second time Miller's " The Air conditioned Nightmare" to lessen his loss from that event which is nowadays a subject of a case in Amman's court against Amman 's the great Municipality !

 

More details (4 parts of Political and cultural scandal in Jordan) click this link to see and read hidden realities going on in Amman and who is the Walter Mitty of the Arab Culture !!

 

15 January 2006

 

O.M.

 

مواقعنا

 

خارطة الموقع

 

نحنو

 

سخرية وتهكم

 

كتابنا

 

جيبار

 

 آرابج

 

إلزا لس

 

كيو مسخلة

 

مقالات   

الكويت: لا دستور إلا في قبضة آل الصباح

صبحي حديدي

05/02/2010

اختتم أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، سنة 2009 بخطاب يمزج الحزن بالتشاؤم والوعيد، وأنذر بأنّ الديمقراطية في بلاده يمكن أن تتعرض لانتكاسة، تهدد الوحدة الوطنية، وتشعل الحساسيات الطائفية، و'تفتح باب الفوضى والانفلات، وتشيع أجواء التوتر والتناحر واستفزاز المشاعر والانشغال بالمماحكات والمزايدات والاستعراضات المشبوهة'. وكان الأمير يشير بوضوح إلى 'حالة الخلل السياسي والعلاقة غير الصحيحة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية'، التي 'أصبحت حملاً ثقيلاً يقوض المكتسبات والإنجازات ويمس الثوابت الوطنية'.

نتائج الانتخابات التشريعية، التي جرت أواسط أيار (مايو) الماضي، كانت تفيد بأنّ البرلمان الجديد سوف يختلف عن سواه من حيث إيجاد حلّ لذلك الخلل بالذات، أي صراع بعض البرلمانيين مع الحكومة وأسرة آل الصباح الحاكمة، والذي أدّى إلى حلّ البرلمان ثلاث مرّات منذ شباط (فبراير) 2006، وتشكيل 6 حكومات خلال أربع سنوات. فالمرأة الكويتية سجّلت انتصاراً تاريخياَ مشهوداً، ليس لأنها فازت بأربع مقاعد للمرّة الأولى منذ قيام البرلمان سنة 1962 فقط، بل كذلك لأنّ الدكتورة معصومة المبارك حصلت على المركز الأول في دائرتها، واحتلت زميلتها الدكتورة أسيل العوضي المركز الثاني في دائرة أخرى، كما انتُخبت الدكتورة رلى الدشتي، وهي شيعية، في دائرة ذات أغلبية سنية ساحقة. من جانب آخر، هبطت مقاعد الإسلاميين السنّة، وهم رأس الحربة في مقارعة الحكومة، من 21 مقعاً إلى 11؛ وتقدّم النوّاب الشيعة من 5 إلى 9 مقاعد، وهم في العادة ليسوا حلفاء مع زملائهم السنّة؛ كما تعزز موقع الليبراليين بمقعد إضافي، فصارت كتلتهم تعدّ 8 نوّاب، فضلاً عن أنّ البرلمانيات النساء يُحتسبن في هذا الصفّ أيضاً. لكنّ الوقائع التي أعقبت تلك الإنتخابات أخذت تؤكد استمرار المأزق، الذي بلغ تطوراً غير مسبوق حين طلب 10 نوّاب إسلاميين استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر محمد الصباح شخصياً، على خلفية تفريطه بأموال الدولة، بعد أن تمكنوا من الحصول على صورة ضوئية من شيك بقيمة 200 ألف دينار (480 ألف يورو)، وهبه إلى أحد النوّاب السابقين أثناء ولايته النيابية. كذلك تقدّم هؤلاء النوّاب باقتراح عدم التعاون مع الحكومة، الأمر الذي كان يعني واحداً من نتيجتين: إمّا استقالة الوزارة، أو قيام أمير البلاد بحلّ البرلمان.

صحيح أنّ الحكومة تمكنت من حشد عدد كافٍ لإسقاط الاقتراح، الذي نوقش بالفعل، وبرهن رئيس الوزراء أنّ الشيك صُرف من ماله الخاصّ، إلا أنّ الاقتراب من شخصه (وهو ابن أخ الأمير)، ثمّ استجواب أربعة وزراء دفعة واحدة، بينهم وزيرا الدفاع والداخلية، وكلاهما من آل الصباح، كان سابقة سياسية خطيرة ودليلاً جديداً على تعمّق الأزمة. والبرهان على هذا أنّ رئيس الوزراء رفع دعوى قضائية مضادة، في شأن ما صار يُعرف باسم 'قضية الشيكات'، وصوّت مجلس الأمة على رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم، صاحب طلب استجواب الشيخ ناصر محمد الصباح، وعن زميله النائب ضيف الله بورمية. هذا مجلس 'كسر الأضلاع الثلاثة المهمة للنظام الديمقراطي وخلق نظاما مشوّهاً'، يكتب حسن محمد الأنصاري في جريدة 'الدار' الكويتية، وهو يصف طرازاً من البرلمانيين يتعمّد 'التطرف بالعمل البرلماني'، و'لا همّ له إلا الارهاب والتخويف للوزراء من خلال طرحه الطائفي تارة بالاستجواب وأخرى بتوجيه أسئلة كلما أصبحت أجواء الطرح الطائفي في المنطقة ساخنة'. ولا يتردد الأنصاري في القول إنّ هذا النائب 'لا يدع مجالا للشك بتجاوبه مع أطراف خارجية لتمرير أجندة خاصة لا علاقة لها بالمصلحة العامة ولا تلائم طبيعة الشأن المحلي'. في الآن ذاته يتهاون النائب عن مئات الملايين من هدر المال في مشاريع مثل 'محطة مشرف' و'المصفاة الرابعة' و'ستاد جابر' و'الخطوط الكويتية'..

وهكذا، يمكن للبرلمان الكويتي أن يجتمع لأمور خطيرة، مثل استجواب رئيس الوزراء، لأنه قدّم إلى أحد النواب هدية مالية ضخمة؛ أو لأمور بسيطة جداً، مثل استجواب وزيرة التربية حول جعل حصص الموسيقى إلزامية في المدارس، خلافاً لتعاليم الشريعة الإسلامية كما يفسّرها بعض النوّاب الإسلاميين المتشددين. لكنّ البرلمان فشل في عقد جلسة، ثمّ فشل مرّة ثانية، في مناقشة قضية كبرى خطيرة، تمسّ حياة مئات الآلاف من المواطنين الذين تُطلق عليهم تسمية الـ 'بدون'، ولا يتمتعون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها المواطن الكويتي. ومن المعروف أنّ الحكومة الكويتية كانت قد شنّت عام 2000 حملة على الـ'بدون'، وحرمتهم من سلسلة حقوق أساسية، لإجبارهم على كشف جنسياتهم الحقيقية باعتبار أن معظمهم ـ حسب الرأي الرسمي ـ أبناء أو أحفاد مواطنين عرب قدموا إلى الكويت من دول مجاورة عقب اكتشاف النفط في الثلاثينيات من القرن الماضي. في المقابل، يصرّ العديد من أبناء الـ'بدون' على أنّ أصولهم كويتية مثل سواهم، لكنّ أجدادهم كانوا من سكان البادية الكويتية، وبالتالي لم يتقدموا بطلبات للحصول على الجنسية الكويتية سنة 1959، حين بدأ تطبيق قانون الجنسية. وكان عدد الـ'بدون' يتجاوز 400 ألف نسمة قبل الغزو العراقي للكويت صيف 1990، وانخفض بسبب إصرار الحكومة على ترحيل عشرات الآلاف منهم، ولم يشفع لهم أنّ غالبيتهم كانت تعمل في صفوف الجيش والشرطة، وهي التي قاومت الجيش العراقي حين فرّ آل الصباح إلى السعودية. والنائب المخضرم مسلم البراك على يقين من أنّ قضية البدون لم تكن ضمن أولويات الحكومات الكويتية، على الرغم من أن وقائع الغزو العراقي للكويت 'أثبتت أنه لا يوجد واحد من البدون خائن في الكويت'، وأن 'الكثير منهم قدّم دمه وروحه فداء للكويت'، وبينهم 'مَنْ ترك أولاده والتحق بالقوات المسلحة الكويتية في السعودية'.  والحال أنّ جوهر الأزمة لا يبدأ من خصام على غرار استجواب رئيس الوزراء، أو استمرار وجود ذلك الطراز من النوّاب دورة بعد أخرى، أو تقاعس المجلس عن حلّ مشكلة الـ'بدون'، وإنما يكمن في مفاعيل وعقابيل حال الإزدواج التالية: أنّ الكويت تزعم اعتماد نظام ملكي دستوري، ديمقراطي في بعض الاعتبارات؛ لكنّ سلطات البلاد الفعلية تظلّ في قبضة آل الصباح، الذين يعتبرون إخضاع أحد الكبار بينهم إلى استجواب في البرلمان هو انتقاص من مكانتهم السامية. ورغم قدرة الحكومة على تأمين أغلبية مريحة تكفي لإبطال أيّ مشروع قرار مناهض، فإنّ أمير البلاد يفضّل حلّ البرلمان على استجواب الحكومة أو قبول استقالتها، خاصة بعد قرار الأمير السابق، جابر الأحمد الصباح، بالفصل بين صفة ولي العهد ووظيفة رئيس الوزراء، وبالتالي لم تعد مهاجمة الأخير بمثابة مسّ مباشر بسلالة آل الصباح وإنما بالوظيفة البيروقراطية ذاتها. وهذا يعطي مصداقية للرأي القائل بإنّ الخلافات داخل العائلة الحاكمة، حول تقاسم النفوذ عموماً واستغلال موقع رئيس الحكومة خصوصاً، ليست بعيدة عن تغذية الصراعات داخل البرلمان وتحريك بعض النوّاب من خلف الكواليس. ففي 'قضية الشيكات' إياها، اضطُرّ الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، وزير الديوان الأميري، إلى نفي أية صلة له بتسريب صورة الشيك، وقال في تصريح رسمي إنه 'يؤكد اعتزازه وتمسكه بالثقة التي أولاها سمو الأمير لسمو الأخ الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء وبالروابط الأسرية والأخوية القوية التي تجمعهما'. وكانت بعض المنتديات الكويتية على شبكة الإنترنيت قد أثارت هذا الاحتمال، بالنظر إلى أنّ الخلاف بين 'الناصرَيْن' لم يعد خلف الكواليس، وبلغ مستوى التصارع المباشر، وليست 'قضية الشيكات' إلا جولة في 'معركة كسر العظم'، حسب تعبير أحد المعلّقين في 'الشبكة الوطنية الكويتية'. ولعلّه من غير الصحيح، أيضاً، الجزم بأنّ مآزق البرلمان الكويتي ناجمة في معظمها عن رغبة الإسلاميين في مضايقة الحكومة وانتزاع ما يمكن انتزاعه من قرارات تخدم قراءتهم المتشددة. ومن الثابت أنّ معظم التيارات غير المقرّبة من آل الصباح ليست سعيدة باحتكار أمير البلاد وبطانته للقسط الأعظم من آليات اتخاذ القرارات الكبرى، خاصة في طرائق استخدام عوائد النفط. وكان إلغاء عقد بقيمة 17,4 مليار دولار أمريكي لإنشاء مشروع مشترك بين الحكومة الكويتية وشركة 'داو كيميكال' هو المثال الأبرز على هذا الجانب من صراع البرلمان السياسي مع الحكومة، حيث اعتبر النوّاب أنّ المشروع ليس في صالح البلاد. ثمة، أخيراً، جانب لا يقلّ أهمية يقف خلف استمرار المأزق السياسي بين الحكومة والبرلمان، وهو أنّ القوانين الكويتية تحظر تشكيل الأحزاب السياسية، بحجة أنها يمكن أن تزيد في انقسام المجتمع إذا قامت على أسس مذهبية بين سنّة وشيعة، أو بين بدو وأبناء مدن. ولهذا فإنّ بديل الأحزاب هو التجمعات والروابط والمنتديات، وهذه أيضاً يُحظّر عليها تنسيب الأفراد بصفة أعضاء مشاركين يمارسون واجبات تنظيمية أو سياسية أو عقائدية موحدة. ويُشار عادة، في التقديرات الغربية بخاصة، إلى أنّ نظام الكويت السياسي هو أحد أنجح نماذج التطبيقات الديمقرطية في المنطقة، بالنظر إلى توفّر برلمان منتخَب، أياً كانت الاعتراضات على طبيعة الولاءات الطائفية أو المذهبية أو القبائلية خلف صندوق الإقتراع؛ وصحافة حرّة نسبياً، ومثلها حقوق التعبير، مع قيود وتحديدات تخصّ المسّ بالأسرة الحاكمة؛ ودستور مكتوب، يُعتبر متقدماً بالقياس إلى دساتير أخرى شقيقة. بيد أنّ الحياة السياسية ذاتها، ضمن منظورات عمل الأحزاب والنقابات وأنساق الحملات الإنتخابية وسواها، تُعدّ فقيرة من حيث الكيف والكمّ، كما تظلّ خاضعة لقبضة آل الصباح في كثير من الاعتبارات، على نحو صريح أو مبطن. والأسرة الحاكمة امتلكت على الدوام هوامش مناورة واسعة تماماً داخل ما يتبقى من لعبة سياسية تحت قبّة مجلس الأمّة، وكانت قادرة على ضبط السقوف العليا للحقوق التي يكفلها الدستور للبرلمان، وإقامة توازن دقيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. كذلك حدث، مراراً في الواقع، أنّ آل الصباح ذهبوا بعيداً في الممارسات المنافية للروح الديمقراطية، ولكن دون أن يخرقوا موادّ الدستور مباشرة، أو بالأحرى دون أن يزوّدوا خصوم الحكومة بأيّ ذرائع قانونية تبيح المساءلة الصريحة، والإدانة الواضحة، في ناظر الشارع الكويتي. وبالطبع، لم تكن الحكومة، ومن ورائها الأسرة الحاكمة متضامنة متحدة، عاجزة في أيّ يوم عن تأمين درجات الولاء اللازمة ضمن صفوف النوّاب أنفسهم، لأسباب شتى. بيد أنّ تطوّرات الشدّ والجذب الأخيرة، وغير المسبوقة، بين مجلس الامّة وآل الصباح، تشير إلى تآكل تلك الأوالية، وانكفاء القدرة على تسخير هوامش المناورة وتوظيف التوازن القلق بين السلطات، من جانب أوّل؛ كما تشير، من جانب ثان، إلى أنّ هذا النموذج في القيادة الملكية ـ الدستورية سائر إلى مزيد من التأزّم، قبل الجمود أو الإنهيار أو الإنفجار. ومن الطبيعي، في ظلّ حال كهذه، أن ترتفع بعض الأصوات المقرّبة من آل الصباح، وأن تتهم الديمقراطية بتعطيل التنمية والإصلاحات وتطوّر المجتمع، مطالبة بتعطيل البرلمان نهائياً، والإقتداء بالشقيقات الخليجيات... حيث لا انتخابات ولا وجع دماغ!

قل لي ما هي مواقعك الاثرية؟

 

 

اسرائيل هرئيل

 

 

3/5/2010

 

 

 

 

كان التوقع من بنيامين نتنياهو ان يعود ويفاجىء، يعود ويبتعد كما في خطبة بار ايلان من برنامج عمل الليكود. بيد ان رئيس الحكومة في خطبته في مؤتمر هرتسليا اختار مفاجأة اخرى فقد قال: 'ضمان وجودنا معلق قبل كل شيء بالقدرة على تبيين عدالة الطريقة واثبات الصلة بالبلاد... و (اذا) تلاشى شعورنا بالرساالة، واذا غمضت مصادر قوتنا الروحانية، فان مستقبلنا كما قال يغئال ألون سيغلفه الغموض ايضا'.بعد أقل من شهر من الخطبة صعدت الحكومة تل حاي، وهو موقع رائد في الروح الطلائعي الصهيوني، وهناك، في مقام احتفالي استقر رأيها على 'اعادة بناء وتعظيم البنى التحتية للتراث القومي، التي تعبر عن التراث القومي لشعب اسرائيل في أرضه'.اثنتان هما، بحسب القرار 'الخريطتان اللتان ستسوقان وتغرسان في وعي الجمهور': 'خريطة الرواية اليهودية التاريخية' و 'خريطة التجربة الشعورية الاسرائيلية الصهيونية''. اشتملت خريطة 'الرواية التاريخية' من جملة ما اشتملت عليه على مواقع اثرية تأسيسية مثل القنطر، ودير عزيز، وحمام ميديا، والعمدان، والقيافة، وعنيم، ومدراس. لم يشمل فيها، ومن المحقق ان ذلك لانها هي هي 'الرواية اليهودية والتاريخية'، مغارة المكفيلا، وقبر راحيل، وجبل الجيرزيم وجبل عيبال، وتل شيلا (الذي كان عاصمة اسرائيل مدة 300 سنة حتى انتقالها الى الخليل)، وجفعون وتل أريحا والكنيس القديم الذي على بلاطه فسيفساء 'اسمع يا اسرائيل'، مثل مواقع أثرية أخرى في قلب أرض الكتاب المقدس.ان حليتس، وبيت هيعران ومكروت تمناع هي ثلاثة مواقع في الخريطة الثانية، 'خريطة التجربة الشعورية الاسرائيلية الصهيونية'، التي تمثل على نحو صادق لا يقل عما تمثل المواقع في خريطة 'الرواية اليهودية التاريخية في أرض اسرائيل'، أفضل التجربة الشعورية الصهيونية على حسب اختيار الفريق الذي ترأسه تسفي هاوزر، وكانت عدته أكثر من مئة شخص. وتمت اجراءات الاختيار، كما ورد في الوثيقة النهائية، 'على حسب معايير تعبر عن الرؤيا'. ودعمت الحكومة، التي اجازت اختيار هذه الاماكن واشباهها في التراتبية (ولم يسأل احد من اعضائها أين المواقع الاثرية التأسيسية)، دعمت بذلك، قرارا بعد صهيوني للفريق 'المختص': وقعت مواقع التجربة الشعورية الصهيونية والاسرائيلية في 1948. ان سبسطية مثلا التي هي من الروح العام الصهيوني التأسيسي، حية فاعلة عند مئات الالاف (على نحو لا يقل عن أي مكان) لم تشمل بطبيعة الامر مواقع التراث القومي، مثل مواقع مشابهة اخرى ايضا. وما الذي يمثل التجربة الشعورية الصهيونية صدورا عن 'المشايعة والتأثر العاطفي والشعور بالانتماء والصلة والمشاركة، والرسالة والتكتل المعزز المقوي' (من ضمن 'اهداف وغايات' للمشروع)؟: ارشيف لافون، و 'حلقة عمل حفظ مواد ستيلس'، ومعهد الحفاظ على تراث نوعا اشكول وغير ذلك، نحو من 150 موقعا كهذا. والمستوطنات اصلا. كذلك جفعات هتحموشت، وتل فاخر، وموقع حيتس شحور (في ظاهر غزة لتخليد أعمال الرد على العدوان) ومواقع أخرى لمعارك حدثت بعد 1948، لا تشتمل عليها الخريطة. ان خريطة المواقع الاثرية، في تمامها تقريبا تطابق خطوط 1949. وكل اولئك الذين استخفوا بل سخروا من خطبة نتنياهو في مؤتمر هرتسليا، يظهرون في كامل قصر فهمهم. لان خريطة مواقع التراث تصرح عن حدود أشد وضوحا وهي أضيق بطبيعة الأمر مما تظهره خطبة الدولتين في بار ايلان.على حسب قيم هذه الحكومة، ليس آخر ثلم هو الذي يحدد الحدود بل اختيار أي المواقع تشتمل عليها خرائط التراث القومي.

 

هآرتس 4/3/2010

'العشاء النووي' في دمشق: تجارة التوافق والتنافر

 

صبحي حديدي

 

3/5/2010

 

 

 

إذا كان اللقاء الثلاثي الذي شهدته العاصمة السورية مؤخراً، وضمّ بشار الأسد والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله، هو قمّة ممانعة (والبعض تحدّث عن 'عشاء نووي'!)؛ فما الذي يمكن للمرء أن يصف به القمّة التي شهدتها دمشق، أيضاً، قبل أسابيع، وجمعت الأسد والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز؟ قمّة اعتدال الممانعة، أم قمّة ممانعة الإعتدال، أم مزيج خاصّ فريد من السلوكين معاً؟ وهل تتناقض تلك القمّة مع هذه، كما يقول المنطق البسيط للإصطفاف وانتظام الاتفاق والاختلاف، أم تتكامل معها على نحو أو آخر، لا لشيء إلا لأنّ صخب الممانعة ليس أقلّ زيفاً من سكون الإعتدال؟ وماذا نقول في اجتماع الأسد مع معاون وزيرة الخارجية الأمريكية وليام برنز، قبل أيام قليلة في دمشق إياها، وتسمية سفير أمريكي جديد، بعد خمس سنوات على قطيعة دبلوماسية (من طرف واحد في الواقع، لأنّ السفير السوري في واشنطن ظلّ مقيماً هناك)؟ خير للمرء أن يلجأ إلى أصدق الثلاثة، أي الأمين العام لـ'حزب الله'، في توصيف حال ذلك العشاء: لقاء دمشق 'ردّ على كلّ الرسائل الأمريكية'، الموجهة أساساً إلى النظام السوري كما يحقّ للمرء أن يفهم، حول الشروع في خطوات عملية لفكّ الإرتباط مع طهران، ومع 'حزب الله' استطراداً. ولأنّ الردّ كان يحتاج إلى زخم من نوع خاصّ، تهللت له صحيفة 'الخبر' اللبنانية وأطلقت عليه صفة 'حرب الصورة'، فإنّ زيارة السيّد إلى دمشق كانت علنية هذه المرّة، على نقيض زياراته الأخرى المتكررة التي كانت تُحاط بالكتمان التامّ. وهذا لا يُبطل الرأي الذي يقول إنّ الردّ كان مرسلاً، أيضاً، إلى عناوين أخرى متعددة، عربية وإقليمية، إلى جانب المعنيّيَن أوّلاً بالرسالة، أي الولايات المتحدة والدولة العبرية. وليس من باب التخيّل السوريالي أن يقود هذا السياق إلى عنوان المضيف نفسه، النظام السوري، من باب التذكير بطبيعة التحالفات القائمة بين دمشق وطهران، وطبائع المصالح التي تديم تلك التحالفات، فضلاً عن 'مدوّنة السلوك' الواجب اتباعها إذا شاء فريق اتباع مصلحة منفردة قد تكون، في كثير أو قليل، على حساب الفريق الآخر. وثمة سلسلة تطورات أخيرة، على رأسها الجهد السعودي لإعادة استرجاع النظام السوري إلى حاضنة الرياض ـ القاهرة، واعتماد سيرورة تدريجية لإعادة تأهيل نفوذ النظام في لبنان وتلزيمه بملفات في اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية يمكن أن تضعه في وجه، أو حتى في مواجهة، المعادلة الإيرانية... هي التطورات التي اثارت قلق طهران من احتمال مضيّ النظام السوري أبعد مما ينبغي في اللعب على حبال 'الممانعة و'الإعتدال' معاً. ولقد كان لافتاً، إذْ يصعب أن يكون محض مصادفة تلقائية، أنّ نصر الله لم يستخدم هذه المرّة عبارات 'سورية الأسد'، أو 'سورية بشار الأسد' أو 'سورية حافظ الأسد'، التي اعتاد استخدامها في السابق، وكانت تشكّل غصّة لدى الجمهور السوري، إذْ يأتي مديح نظام الإستبداد الوراثي من قائد حركة مقاومة شعبية، يعلن طهرانية التضحية وشرف الفداء. لم تكن أقلّ جرحاً، بالطبع، تلك الصورة الشهيرة التي تُظهر السيد وهو يهدي بندقية إسرائيلية من طراز 'عوزي'، غنمها رجال المقاومة اللبنانية، إلى العميد رستم غزالي قائد الإستخبارات السورية في لبنان آنذاك. أمّا في هذه الأيام، فمن الواضح أنّ نصر الله يقيم اعتباراً خاصاً للقاموس الواجب استخدامه في توصيف العلاقة بين 'حزب الله' والنظام السوري. وفي كلّ حال، لا يخفى إلا على السذّج أنّ عشاء دمشق ما كان سيتخذ هذه الجرعة العالية من العلانية، لولا أنّ الحاجة الماسّة إلى توجيه رسائل مكشوفة هي التي اقتضته، من جهة؛ كما أنّ الحرص على إشاعة أجواء من الصداقة المطلقة والتفاهم التامّ والمناخات الوردية كان، من جهة أخرى، يوحي بأنّ التباينات تعتمل خلف الكواليس، حول مسائل شتى: المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، العلاقات السورية ـ الأمريكية الآخذة في التسخين، العلاقات السورية ـ السعودية واحتمالات المصالحة مع القاهرة، التزام النظام بضبط الحدود مع العراق، تحجيم أنشطة 'حماس' الإعلامية والتنظيمية على الساحة السورية، الإنفتاح المتبادل بين النظام والبيت الحريري في لبنان، وسواها من ملفات.ولا يخفى، كذلك،أنّ حضور نصر الله على هذا النحو العلني كان، بدوره، رسالة إلى الولايات المتحدة والدولة العبرية، يشترك في إرسالها النظام السوري وإيران معاً، كلٌّ لكي يحسّن موقعه التفاوضي والدبلوماسي، ويرفع قيمة ما يمتلك من أوراق، أو يكشف عنها ويلوّح بها. ومن جانب طهران، كان في الرسالة بُعد خاصّ يذكّر الحليف السوري بأنّ 'حزب الله' هو ركن التحالف الأكبر والأهمّ، وأنه رقم يتوجب احتسابه في كلّ تقارب للمصالح بين دمشق وطهران، وفي كلّ تنافر لتلك المصالح أيضاً. وإذا كان النظام السوري يحتسب هذا جيداً، لأنه يدخل في صلب موازناته مع واشنطن والغرب عموماً، فإنّ مبادرة طهران إلى التذكير به بين الحين والآخر ينفع دمشق، ولا يضرّ سواها!والحال أنّ المرء يمكن أن يبارك أيّ لقاء يمكن أن يسفر عن إضعاف شوكة الدولة العبرية، أو تأجيج روح المقاومة والإنتفاض ضدّ المهانات المتكررة، وجرائم الحرب والمذابح والحصار والتجويع، التي يتعرّض لها المواطن العربي هنا وهناك، سواء بفعل السياسات الأمريكية المباشرة في المنطقة، أو بسبب تواطؤ الانظمة وتبعيتها وتخاذلها وانحطاطها. غير أنّ لقاء دمشق جمع رأس نظام استبدادي وراثي، ورئيس دولة تعتمد على مبدأ 'ولاية الفقيه' غير الديمقراطي وغير العصري، وزعيم حركة مقاومة تؤمن بالمبدأ ذاته ولا تعفّ عن استخدام سلاح المقاومة في تطويع المعادلة السياسية الداخلية. هل يمكن لهذه 'الخلطة' أن تنتج ممانعة؟ وكيف يمكن أن يباركها المواطن إذا كانت تنقلب ضدّ الشارع الشعبي، في دمشق وطهران وبيروت، ساعة تشاء الحسابات السياسية؟ لعلّ من الخير التذكير بإشكاليات مثال 'حزب الله'، إذْ تبدو الحال بالنسبة إلى النظام السوري ونظام 'ولاية الفقيه' الإيراني أوضح وأبسط، إلا عند عاصبي الأبصار والعقول عن سابق قصد وتصميم. ذلك لأنّ الحزب صعد، أوّلاً، على خلفية انتصار الثورة الاسلامية الإيرانية، ثم تبلور وجوده العسكري والعقائدي بعدئذ على خلفيات الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982، ومجازر صبرا وشاتيلا، واحتلال الجنوب اللبناني. وكان خطّه العقائدي العام مناهضاً على نحو راديكالي لـلامبريالية والصهيونية وعملائهما المحليين' كما جاء في البيانات الأولى. وهو الخطّ الذي يظلّ ساري المفعول بدرجة عالية، خصوصاً بعد أن اتسع نطاق توصيفه لطبيعة الخصوم المحليين وشمل حركة 'أمل' والتيارات والمنظمات الشيعية التقليدية الأخرى.كذلك يتمتّع الحزب بمرونة تحالفية عالية لأنه لا يُلزم المنتسبين إلى صفوفه بأية قواعد تنظيمية، وإنْ كانت تقاليد العمل الداخلية تجعله أقرب إلى مزيج من الميليشيا العسكرية والحوزة الدينية. وهو أقرب إلى تجمّع عقائدي عريض وليس منظمة سياسية واضحة المعالم، الأمر الذي أتاح له مرونة استثنائية في الانتشار الشاقولي، واحتضان قضايا 'المعذبين' و'المستضعفين' و'الفقراء'. وإذا أضيفت إلى ذلك عناصر أخرى مثل الحميّة العقائدية الشيعية، وتقاليد إمامة الفقيه، وثقافة السعي إلى الجهاد والإستشهاد، فإن صيغة 'حزب الله' تصبح فريدة في التراث الحزبي العربي الحديث، وتغدو نسيج وحدها في ستراتيجيات التغطية الدينية للحركات التنظيمية.المسألة الثالثة هي أنّ الحزب بدأ مع الثورة الإسلامية الإيرانية، وكان مجرّد نواة صغيرة في كتلة عريضة امتدّت ظلالها إلى مختلف أرجاء العالم الاسلامي. وإذا كانت صفحة تصدير الثورة عن طريق إيفاد ونشر الحرس الثوري (الإيراني إجمالاً) أو تشكيل فصائل عسكرية ـ عقائدية محلية من نوع 'جند الله' و'الجهاد'، قد طُويت مع التطورات الموضوعية اللاحقة التي شهدتها ساحات الصحوة الاسلامية إجمالاً، فإن ذلك كان في مصلحة حزب الله وليس العكس. لقد جرّد الحركة من طابع ارتباطها الصريح بالخارج، وزجّها مباشرة في عمق المعادلة الداخلية كفريق ينبغي أن يكون له برنامجه اللبناني والعربي والإسلامي المستقل.والمسألة الرابعة، والأهمّ ربما، هي أنّ الحركة الشعبية في الجنوب اللبناني لا يمكن أن تظلّ مجيّرة باسم تنظيم سياسي واحد بعينه، وهي استطراداً ليست حكراً على طرف شيعي واحد بصفة امتيازية أو شبه امتيازية. إنها حركة معقدة للغاية، والعوامل التي أسهمت في بناء فرادتها تبدأ من الخصائص الإجتماعية والإقتصادية والثقافية للسكان، ولا تنتهي عند عقود احتكاكهم بالحركات السياسية والدينية (من الحزب الشيوعي اللبناني، إلى المقاومة الفلسطينية، مروراً بزعماء تاريخيين من أمثال معروف سعد والإمام الصدر)، وعقود عيشهم تحت الإحتلال الإسرائيلي ومقاومتهم له. لكنّ 'غزوة بيروت' في أيار (مايو) 2008، والفشل في تأمين أغلبية برلمانية بعد انتخابات حزيران (يونيو) 2009، والعجز عن الثأر لاستشهاد عماد مغنية في ما أسماه نصر الله 'الحرب المفتوحة' على إسرائيل، وعدم ترجمة مبادىء الميثاق الجديد إلى تطبيقات سياسية واجتماعية على الأرض، والصمت عن معارك الإصلاحيين في إيران أو التعاطف الضمني مع السلطة... كلّ هذه كانت عوامل تعيد 'حزب الله' إلى صياغات تأسيسه الأولى، وتضعه في قلب ارتباطات أحلاف الخارج، هذه التي لم يسبق له أن انفكّ عنها تماماً في الواقع.غير أنّ أبسط حقوق التحرير على أبطال التحرير هو الإلتفات إلى البشر على الأرض المحررة، أو استكمال المهمّة عن طريق تحرير الآدمي المقيم على التراب المحرّر، ومنحه فرصة التمتّع بمغانم التحرير، وتلمّس المعنى الإنساني الملموس لفكرة التحرير، والامتناع عن امتداح الإستبداد وتجميل وجوهه القبيحة. هذا حقّ لا يُنازع أيضاً، وهو ثمن طبيعي مقابل التضحيات الجسام التي بذلها معظم اللبنانيين، أينما كانوا وبصرف النظر عن مواقفهم من 'حزب الله' أو حتى من خيار المقاومة بالمعنى العريض. والمراوحة هكذا في المكان، بعد المتغيّرات النوعية التي شهدتها المنطقة، لا تبخس اللبناني حقوقه فحسب، بل هي تستبدل معنى التحرير النبيل والإنساني بآخر أقرب إلى الإتجار بالمعادلات.آخر جولات ذلك الإتجار كانت المحاصصة الفاضحة، والسقيمة، التي طرحها وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، في حوار مع غابرييلا رفكند، من صحيفة الـ'غارديان' البريطانية: 'يمكن للإنسحاب من الجولان أن يتمّ على مراحل، تنطوي توقيتاتها على شكل من التطبيع. نصف الجولان يمكن أن يفضي إلى إنهاء العداء. ثلاثة أرباع الجولان، تفتح ممثلية لرعاية المصالح الإسرائيلية في السفارة الأمريكية. الإنسحاب الكامل سوف يسمح بسفارة سورية في إسرائيل'. وتسأله رفكند عن العلاقة مع إيران و'حزب الله'، فلا يقول إنها 'خطّ أحمر'، كما يصرّح رئيسه هذه الأيام، بل يجيب: نتولى أمرها بعد الإنسحاب!فعلى أيّ لحى تضحك هذه التجارة؟ وكيف لها أن تنطلي على أية مقاومة شعبية حقّة؟

 

' كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

 

 

site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics site statistics free counters
 
Search






 

لا تلعب بالنار

 

أمونة ألون

 

5/5/2010

 

اعتاد عبدالله كمراقب موضوعي ليست علاقته بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني إلا باتفاق، اعتاد أن يطل علينا من آن لآخر وأن يسمعنا جملة من التحذيرات والنصائح. يبدو وهو يضغط على اسرائيل لتبادر إلى انسحابها من الاراضي العربية المحتلة مثل جار حسن يهتم ببساطة بسلام الحي الذي يسكنه. وكأن بيته هو في الحقيقة قصر فخم محروس جيدا، لكن يقوم قريبا جدا منه بيت الشقق المشتركة بين اسرائيل والفلسطينيين. وكأن نزاعات سكان هذا البيت الاشكالي تقلق الملك المستنير، وبخاصة لانه يصعب عليه أن يرى آخرين يعانون، ولأنه يطمح ببساطة، بسخائه الجم الى أن يكون الحي نقيا وادعا. يحسن أن نتذكر في كل مرة يحذر فيها عبدالله أنه ليس مراقبا موضوعيا بل طرفا ذا شأن بل مهيمنا في هذا النزاع. ليس هو ناصحا بل ذا مصلحة يستعمل ضغطا لتحقيق مصلحته.إن عبدالله نفسه بخلاف أكثر الزعماء الاسرائيليين الذين يقبلون مجرد وجود الملك الأردني في منطقتنا على أنه حقيقة ثابتة أبدية، لا ينسى كما يبدو ولو للحظة واحدة أنه لا ينتمي الى هنا حقا. إنه يتصرف ويتكلم وكأنه الكيان السياسي الصلب في الشرق الاوسط. لكنه يعلم جيدا من كان جده الأكبر الذي سمي باسمه وورث تاجه. يميل الاسرائيليون احيانا الى عد أيام النزاع من 1967 فقط، لكن عبدالله بن الحسين الحالي يعلم أنه في سنة 1921 بعد أربع سنوات فقط من وعد بلفور الذي سمح به البريطانيون لليهود باقامة دولة على جميع الارض المسماة آنذاك 'فلسطين أرض اسرائيل'، مزق اولئك البريطانيون أنفسهم أكثر هذه الأرض، ومنحوها هدية لعبدالله بن الحسين الأول. يعلم أنهم فعلوا ذلك اجلالا للمساعدة التي قدمها لهم الحسين، ملك الحجاز في العربية السعودية، في صراعهم مع الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى. وهذه البادرة الخيرة المهذبة فقط هي التي أتت بالعائلة الهاشمية الى الشرق الاوسط. لكن من ذا يضمن أن يدوم الاقتراح الى الأبد؟ وأن الثقة بأن 'المملكة الهاشمية' قادرة على البقاء في عصر أصبحت فيه جميع الملكيات ديمقراطيات، وبرغم أن الأردن من جهة أكثرية السكان هو دولة فلسطينية في الحقيقة؟ عبدالله الثاني رجل مؤثر. لكنه في كل مرة يدفعنا الى اقامة دولة فلسطينية، يحسن به أن يتذكر أن أرض فلسطين أرض اسرائيل الانتدابية قد قسمت في واقع الأمر بحسب مبدأ 'دولتين للشعبين'.ويسيطر على القسم الفلسطيني عبدالله بجلاله وبنفسه.وفي كل مرة يوبخنا فيها للمس بحقوق الشعب الفلسطيني، يجدر به أن يتذكر ماذا فعل أبوه، الملك حسين اللطيف البسام، عندما حاول الشعب الفلسطيني في 1970 تحرير أراضي فلسطين التي يحتلها.إن عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين ذبحتهم دبابات المملكة الهاشمية في 'أيلول الاسود' هم السبب الذي قررت منظمة التحرير الفلسطينية من أجله أن تتخلى عن أراضيها وراء ضفة الأردن الشرقية وأن تحصر نضالها في تحرير أراضيها التي كانت مع اسرائيل أولا. فمناضلة اسرائيل أسهل وأكثر أمنا من مناضلة العائلة المالكة الهاشمية. وبخاصة عندما يضغط الملك الهاشمي نفسه على اسرائيل في هذا الشأن محاولا ان يدافع عن نفسه ومؤملا أن يكتفي الفلسطينيون آخر الأمر بضفة الأردن الغربية وأن يتركوه وشأنه. وبخاصة والملك معني بدولة فلسطينية لأبي مازن برعاية أمريكية، في أسرع وقت ممكن خوف أنه اذا لم تبادر اسرائيل الى الموافقة على ذلك فستنشأ هنا، إزاء قصره حقا، دولة حماس التي ستحاربه ايضا.

 

اسرائيل اليوم 4/5/2010

Add  your comment أضف تعليقا بالضغط هنا

 

 

 

Your pictures and fotos in a slideshow on MySpace, eBay, Facebook or your website!view all pictures of this slideshow

  

Search for
Site Search

powered by
Soholaunch website builder
 

©2012 Originality Movement / Tayseer Nazmi